الشيخ عبد الرضا البهادلي ||
▪️لست معنيا بالتحليلات الصحفية والإعلامية، ولا توجد عندي عداوة شخصية ومصلحية مع هذا السياسي او ذاك، بقدر ما انظر الى القوانين والسنن في هذه الحياة ، وعلى ضوء ذلك اكتب بعض الأفكار من أجل وعي الأمة ، نعم قد لا اكتب عن كل ما اعرف ؟ ولكن بالقدر الذي يمكن لي الكتابة عنه اشير اليه في مقال هنا ومقولة واشارة هناك .
▪️اقول كان سقوط البعث الصدامي فرصة وامنية كبيرة جدا لا يمكن وصفها بكل المقاييس وقد يكون سقوطه احد المعاجز ، وكان المفروض ان الاحزاب التي جاءت بعد السقوط تتحد وتتعاون من أجل إيجاد اول مشروع وهو بناء الانسان وإعادة هيكلته نفسيا وروحيا وماديا وفكريا واخلاقيا .بعد ما حطم البعث الصدامي الإنسان في العراق في فكره وسلوكه في حروب عبثواعدامات وسجون وحصار وجوع وخوف مرعب .
▪️لكن ما حصل بعد السقوط كثرة الاحزاب وعددها الهائل والتي لا يمكن لبلد كالعراق ان يستوعبها، فاصبحت السياسية ليس من اجل خدمة الناس بل السياسية أصبحت تجارة واضحة ودخل فيها الرويبضة، وكل من لا قيمة له في المجتمع فقاموا يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع ، حتى نسوا الله واليوم الآخر.
▪️فالمسؤولية ايها السادة ليست تحصيل الامتيازات من حمايات كثيرة وبيوت فارهة وسيارات فاخرة وقصور منيفة واموال طائلة وغير ذلك من النعم والخدم والحشم .. ؟.
▪️وانما المسؤولية هي خدمة الناس والمجتمع ، والربح هو الاجر الذي يحصل عليه الانسان في عالم الاخرة. والا فمن جعل المسؤولية هو الترف والبطر والامتيازات فقد حجز لنفسه قطعة من جهنم وساءت مصيرا .
▪️والنتيجة من كل هذه السنوات ، التفرق ، والتناحر ، والصراع ، والتسقيط وزيادة في الأزمات الأخلاقية حتى عم الفساد البلد من شماله إلى جنوبه .
▪️فبعد هذا الفساد لا يمكن لله تعالى وقوانينه ان تكرم المجتمع وتعطي لهم افضل ما موجود في المجتمع لقيادتهم .؟ وانما القوانين الحاكمة في عالم الامكان وصول اراذل القوم والمجتمع الى قيادته .ولاجل ذلك قلت في عنوان المقال وصول الكاظمي وفريقه للحكم قانون تكويني ..
▪️واليوم نحن لا نعيش أزمة حكومة بل يعيش الوهم من يعتقد اننا نعيش أزمة حكومة بل نعيش أزمة مجتمع ، فالمجتمع في أغلبه أصبح يعيش أزمات روحية وأخلاقية وفكرية والحكومات هي وليدة هذا المجتمع. ولاجل ذلك يمكن أن ينطبق علينا قوله تعالى : وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ....
▪️فاذا اردنا تغيير حالنا ، علينا بالرجوع الى الله ، والرجوع الى الله بمعنى تغيير النفس والتوبة الصادقة والعمل باحكام الله تعالى، وعلى كل إنسان يستشعر المسؤولية القيام بما يستطيع من موقعه، والأهم هو دور الأسرة من الاب والأم عليهم ان يقوموا بدورهم في اصلاح ابنائهم وعوائلهم والابتعاد عن معصية الله ولقمة الحرام، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .
▪️والا إذا لم نستطع تغيير واقعنا بشكل حقيقي صادق، فنحن سائرون الى وضع اسوأ مما نحن فيه اليوم، فالسير في طريق الخطأ لا ينتج الا زيادة في الخطأ والانحطاط ، فالانحطاط لا حدود له .
▪️إذن وجود حكومة فاسدة خاضعة عميلة هو نتيجة أعمالنا وكل ما زدنا ابتعادا عن الله والطريق المستقيم كلما زاد الله في عقوبتنا ضمن قوانينه وما ربك بظلام للعبيد ....
https://telegram.me/buratha