🖊 ماجد الشويلي ||
صحيح أن المقاومة لم ترد بالنص الصريح في لقاء المرجعية الدينية بالبا ؛ بحسب ما تناقلته وسائل الاعلام التي غطت الحدث ، أو البيان الذي ورد من مكتب سماحة السيد السيستاني (اعزه الله)
إلا أن تأكيد سماحة المرجع للبابا على أن فلسطين محتلة ، وشعبها مضطهد يعد بحد ذاته شرعنة للمقاومة حتى تحرير فلسطين .
فالمقاومة هنا في هذا المورد ؛ هي الحق الشرعي الذي كفلته الديانات السماوية ،والحق القانوني الذي ضمنته المواثيق والمعاهدات الدولية.
ثمة معاني آخرى تضمنتها إشارة سماحة السيد السيستاني لماتتعرض له فلسطين ، أرى أنها جديرة بالبحث والتأمل ، وهي تلوِّحُ لما يلي ؛
أولا:_ أن القضية الفلسطينية لازالت هي القضية المركزية للأمة الاسلامية ، ولا معنى للتآخي والسلام ونبذ العنف والتطرف مادامت فلسطين محتلة.
ثانياً:_ أن الموقف من فلسطين لاتختلف فيه حوزة النجف عن حوزة قم قيد أنملة.
ثالثاً:_ ان المقاومة ليست أجندة إيرانية كما يحاول البعض أن يصورها للرأي العالم العراقي والعالمي ، وانما هي إرادة أمة ، وتصميم شعب ، يأبى الذل والخنوع للمحتلين والمستكبرين.
رابعاً:- موقف سماحة السيد السيستاني من القضية الفلسطينية ، بين بما لايدع مجالا للشك ان موقف عموم أتباع أهل البيت ع من هذه القضية هو موقف مبدأي واحد
لايتغير .
خامساً :_ لعل البابا كان يمني نفسه أن يحظى من المرجعية الدينية بتوقيع وثيقة (الأخوة الإنسانية) للإيقاع بين شيعة إيران والعراق وتمزيق الوحدة بينهما وهو اللبنة الأساسية في مشروع الأبراهيمية الجديدة
فما لم يتفرق الموقف بينهما لن يكتب لمشاريع الغرب الخبيثة أي نجاح.
يذكر أن البابا وقع وثيقة الأخوة الإنسانية بينه وبين شيخ الأزهر أحمد الطيب في القمة التي جمعتهما في (أبو ظبي) لكنه خرج من لقائه بالمرجعية العليا خالي الوفاض..
فالأخوة الإنسانية لاتتحقق والمقدسات محتلة والشعوب مضطهدة ومظلومة
سادساً:- فحوى كلام سماحة السيد السيستاني كان ينصب على ضرورة أن يضطلع البابا بدور عملي لإحلال السلام
ولايكتفي بإقامة القداس والصلوات لنبذ العنف والتطرف.
سابعاً:- موقف المرجعية الدينية من فلسطين أفرغ مشروع التطبيع من محتواه .
وأوضح ان الأنظمة العربية الرسمية المطبعة مع الكيان الغاصب لايمكنها مصادرة آراء الشعوب المسلمة أوأن تختزل إرادة الأمة الرافضة للكيان الغاصب بمواقفها السياسية.
ثامناً:- بعد بيان موقف المرجعية الدينية من فلسطين بات من الصعب جدا على الحكومة الحالية أو من سيليها أن تفكر بالانخراط في المشروع التطبيعي.
تاسعاً:- من المؤكد أن السيد المرجع قد عزز موقف المقاومة في عموم المحور وفي الداخل العراقي على وجه التحديد .
فالاحتلال والاضطهاد أمر مرفوض ومنبوذ ومن حق الشعوب العمل على مجابهته بكل السبل.
عاشراً:- كلام السيد السيستاني أوضح أن أمن المنطقة كلٌ لايتجزأ وأن الزعامات الروحية يتخطى تأثيرها الأطر الجغرافية والسياسية.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha