🖊 ماجد الشويلي ||
تحدثنا في الحلقة السابقة عن خاصية القيادة التي تمتعت بها الثورة الإسلامبة ، وامتازت بها عن غيرها من الثورات التي شهدها العالم.
والآن سنتعرض بالحديث لأهداف الثورة الإسلامية في ايران ، وكيف أنها قد غدت أهدافاً عالمية ، وجعلت من الثورة ثورة عالمية بعد ذلك.
إذ ليس من السهل أن تنطلق ثورة لها سمات دينية وعقائدية معينة، وهي محكومة باطار جغرافي محدد ، ولها انتماء عرقي خاص ، ثم تصبح أهدافها عالمية تقنع الثوار بأهدافها ، ويكونون على استعداد لتبنيها والتضحية لأجلها.
لكن الثورة الإسلامية في إيران تمكنت من تحقيق ذلك بنجاح باهر رغم الحوائل والعوائق القومية واللغوية وغيرها ، يشهد لها بذلك المخالف قبل الموالف .
ولولا ذاك لما أجمع المستكبرون على محاولة وأدها في مهدها ، لكن الله سبحانه خيب مساعيهم الخبيثة ورد كيدهم في نحورهم.
نعم لقد ساهم الامام الخميني مساهمة كبيرة بإحداث نقلة نوعية في أهداف الثورة، حتى تخطت كل الإطر الضيقة التي سبق وإن حجَّمت غيرها من الثورات في العالم.
ولعل الإمام الخميني (رض) قد كشف عن هذه الأهداف في أكثر من مناسبة ، ولم يجنح لاستغفال الأمة الإيرانية ويحجب عنها مقاصده من العمل الثوري.
فقد ذكر ذات مرة ((أننا لم نقم بالثورة لأجل الخبز ، نعم من المؤكد أن الخبز سيتوفر بعد الثورة)) الخبز هنا كناية عن المعيشة.
وهكذا في مناسبات أخرى كان يؤكد على أن التكليف الشرعي وتحقيق رضا الله هو الهدف والغاية من الثورة بالدرجة الأساس.
لكن لو دققنا أكثر بتلك الأسباب التي جعلت من الثورة عالمية بأهدافها؛ فستبرق لنا في تضاعيف البحث جملة من الأسباب يقف في مقدمتها مايلي
أولاً :- أن الثورة كانت تؤكد على ضرورة إحياء القيم الإسلامية، وهي قيم إنسانية يشترك فيها جميع البشر ، ويتفاعلون معها بحكم الفطرة وماجبلوا عليه من حب الخير والنزعة لطلب الكمال.
ثانياً:- إن من أهداف هذه الثورة هو تحرير فلسطين ؛ وفلسطين ليست قضية عربية أو إسلامية فحسب ، بل هي قضية إنسانية عالمية باعتباراتها التي اصبحت فيها مهوى قلوب اتباع الديانات السماوية الكبرى.
ثالثاً:- هذه الثورة كانت واضحة الارتباط بالمهدي المنتظر عج والدعوة له وهو قضية عالمية .
فجميع الأمم تنتظر المنقد المدعوم من السماء، لكنها لم تهتد للسبيل الذي مهدت فيه الثورة الإسلامية لذلك المنقذ العظيم .
حتى لفتت أنظار العالم بأسره لماينبغي أن تكون عليه الأمم في علاقتها مع المنقذ ومايجب عليها القيام به في غيابه.
رابعاً:- إن هذه الثورة أثبتت خواء الإيدلوجيات السياسية التي تحكم العالم ،وكانت تهدف لتقديم نظام سياسي يستند للشرع ، ويتناسب مع الفطرة الإنسانية ، وقد تمكنت من ذلك.
خامساً:- أن هذه الثورة كانت تهدف لبناء الإنسان
سادساً :- هذه الثورة هدفها رفض الهيمنة ورفعت شعار نصرة المستضعفين في العالم.
سابعاً:- هدف هذه الثورة هو التأسيس للحضارة الإسلامية الكبرى التي تقوم على أساس بناء الانسان وتشييد العمران معاً
https://telegram.me/buratha