🖊ماجد الشويلي ||
كثيرة هي الميزات والخصائص التي تفردت بها الثورة الاسلامية في إيران ، حتى أننا بإمكاننا الجزم بأنها الثورة الوحيدة التي تنطبق على كافة شروط الثورة ومعاييرها ، وفقاً لمقاسات الشرق والغرب على حد سواء .
لكن أن يصدق على الحركة الإصلاحيةأية حركة أنها ثورة لتتمتع بامتيازات الثورة شئ ، وأن تكون الثورة ثورة عالمية فهذا شئ آخر مغاير للأول تماماً.
فما هي تلك المضامين والحيثيات والخصائص التي جعلت من الثورة الإسلامية في إيران ثورة عالمية.
باعتقادي أن الأمر يتعلق بأربعة عوامل
هي كالآتي؛
أولاً: بواعث الثورة
ثانياً: قيادتها
ثالثاً: أهدافها
رابعاً : منجزاتها .
فعلى صعيد البواعث والدوافع التي دفعت بالشعب للثورة ؛ فإنا لم تكن محصورة بمحاولة الخلاص من حكم الشاه ، وإن احتلت هذه الغاية مساحة مهمة من اسباب التحرك الثوري ، إلا انها لم تكن الدافع الاساس في تدفق مشاعر الثورة على حكم الشاه .
فمن يرجع لبداية إنطلاق الثورة، يجد أن للإمام الخميني(رض) الدور العظيم في خلق الوعي الثوري الإسلامي في إيران ، وإثارة مشاعر النقمة على الشاه.
فهو الذي ابتدأ نهضته وحركته الثورية ببيان تأريخي وجهه لمراجع الدين وعلماء الحوزة في قم المقدسة ، استهله بهذه الآية المباركة
((قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ ))
46 سبأ
مايعني أن الثورة الاسلامية في أصل انطلاقتها لم تكن ردة فعل على ظلم الشاه وطغيانه سرعان ماتبرد وتخبو بمجرد زواله، كما حصل لجملة من الثورات وآخرها ثورات (الربيع العربي )إن جاز التعبير.
بل كانت ثورة إسلامية أصيلة ، قائمة على أساس نشر دين الله وإقامة دولة العدل الإلهي.
وهذا مابدأ الشعب الإيراني يفهمه ويستوعبه بشكل معمق شيئا فشيئا، منذ انطلاق الثورة الى أن تجلى ذلك الوعي بأبهى صوره في التصويت لصالح الجمهورية الاسلامية في الاستفتاء الذي أجري مع بواكير نجاح الثورة الاسلامية المباركة .
إن التجارب العملية واستقراء محطات التأريخ البشري أثبتت أن أغلب الثوراتالتي جاءت كردة فعل عن الظلم والإضطهاد سرعان ما احتلت مواقع الظالمين واصبحت أكثر بطشاً وقساوة من الإنظمة التي اسقطوها
وهذا ماحدث للثورة الفرنسية التي بدأت في عهد نابليون بغزو البلدان الأخرى والسيطرة عليها ،وكذلك الحال بالنسبة للثورة البلشفية وغيرها .
أما الثورة التي تنبع من هدف سامٍ متعلق بقيم السماء ، فهي الثورة التي تحافظ على منطلقاتها واستقامتها في آن واحد ، مهما كانت الظروف .
ولكن هذا الأمر لايتأتى بسهولة لكل ثورة من دون وجود قيادة استثنائية، وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة المقبلة
https://telegram.me/buratha