حسن المياح ||
( كل ما يقال عن الدولة الحضارية الحديثة القائمة على أساس المواطنة , والديمقراطية , وسيادة القانون , والمؤسسات , والعلم الحديث ...... , سالبة الإنسان عقيدة لا إله إلا الله إنتماءآ وتشريعآ وسلوكآ وقيمآ خلقية ومسؤولية تكليف , لا يمكن أن تستمر تصاعدآ حضاريآ مهما أنتجت وعدلت في التوزيع , وذلك لان وقود إستمرارها ينفد , ولا يدوم , ولا يقوى على إستيعاب المسيرة الإنسانية حركة تطور حضاري مستمر متقدم صاعد لإرتباطه بقابلية ذهن الإنسان المحدود القاصر , والعاجز عن الإستمرار في الخلق والإبتكار والإبداع .......???
ولذلك ستتوقف المسيرة وتجتر موجوداتها , وتنهار الدولة الحضارية الحديثة لإستهلاك ما تقوم عليه من أسس ركائزها الخمسة ( المواطنة والديمقراطية وسيادة القانون والمؤسسات والعلم الحديث ) المرتبطة بمحدودية الإفراز الذهني للإنسان ...... ??? )
هذا تنظير لدولة علمانية مدنية قائمة على أساس الديمقراطية , وأن الإنسان هو سيد نفسه تشريعآ وسلوكآ ومسؤولية , بخدعة حضارية ; بالوقت الذي تسلبه عقيدته التوحيدية الرسالية إنتماءآ , وتشريعآ , ومسؤولية تكليف , وإتباعآ ....... ???
إنه ثوب ساتر مبرقع غاش , ولباس بفصال على مودة العصر مزركش خادع , بإسم الحضارة والتحضر , والمدنية والتمدن , وأنه توجه غاش يوهم الإنسان جذبآ الى التقبل بإستخدام مصطلح الدولة الحضارية الحديثة بإرتكاز على أسس دولة التعلمن والتمدن المعاصر الرافضة لعقيدة لا إله إلا الله إنتماءآ , وتشريعآ , ومسؤولية تكليف رسالي , وولاءآ لما في القرآن الحكيم الكريم من أحكام ومفاهيم وسلوك وقيم خلقية .
وتلك هي الدولة المحدودة القاصرة المكبلة تطورآ حضاريآ بعد شوط محدود من السير لا يقوى على إستمرار سيره الحضاري الصاعد ..... , والمقيدة تمدنآ لنضوب المد التطوري الحضاري المبدع المعتمد على أفراز ذهن الإنسان القاصر المحدود .
وبذلك تكون حركة المسيرة دائرية تكرارية إجترارية , لا تقدم مدني فيها مستمر , ولا تطور حضاري صاعد , وعليه فإنه سيتجمد فيها التطور الحضاري لنفاد قدرة الإنسان على الخلق والإبداع بسبب محدودية وقصور الإفراز الذهني البشري الفكري الذي يمون المسيرة الإنسانية بالوقود , والذي يرسم لها الشوط الحضاري بتحديد معالمه دائريآ , لا إنفتاحآ صاعدآ مستمرآ الذي يستمد الوقود الحركي من قوة مطلقة مستوعبة مزودة على الدوام والإستمرار .
وبذلك يكون الإنسان صيرورة مستمرة تائهة ضائعة لا تنتمي الى مطلق يزودها وقود مسيرتها على المدى الطويل , مما يحتم إنهيار تلك الدولة الحضارية الحديثة المزعومة لقيادة الإنسان لنفاد وقودها الذي يحييها مواصلة المسيرة الحضارية وإستمرارها الطويل الى المدى البعيد في عالم الحياة .
بينما الدولة الحضارية الحديثة التي تعتمد عقيدة لا إله إلا الله , هي الدولة التي تستطيع مواصلة مسيرتها الحضارية الصاعدة , بما لعقيدة التوحيد الرسالية من رفض لتأليه الإنسان المحدود الذي يصبح العرقلة المانعة لإستمرار تصاعد المسيرة الحضارية بسبب عجزه ونفاد وقوده الفكري ونضوب إبداعه الحضاري , هذا من جهة .
ومن جهة أخرى بما لعقيدة التوحيد الرسالية من شد وثيق واع للمسيرة الإنسانية الحضارية المتطورة تقدمآ الصاعدة الى المطلق ( الله تعالى ) المستوعب المدرك العالم القادر القوي العادل الغني الحي .......... ???
https://telegram.me/buratha