ضياء ابو معارج الدراجي ||
"سأل بعض الإعراب امير المؤمنين علي (عليه السلام)لماذا في خلافتك حصلت حروب كثيرة وانقسمت الامة الى إمارات
قال عليه السلام في خلافتهم كنا انا وشيعتي من رعيتهم فصبرنا والآن اصبحو من رعيتنا ... والله لو اسقيناهم عسلا مصفى ما ازدادوا فينا الا بغضا وان البغض لديهم متأصل حتى قيام الساعة"
بدأت كتابة هذا المقال يوم امس قبل جريمة الانتحارين في ساحة الطيران بساعة واحدة وبسبب الأحداث لم انشره حيث بدات المقال بهذا الكلام .
في العراق حصرا دعاه فصل الدين عن السياسة لم يطبقوه سوى على شيعة العراق وخصوصا بعد سقوط الطاغية عام ٢٠٠٣ وبروز النجم الشيعي كاكبر مكون في البلاد وصاحب اكبر مظلومية وشهداء في زمن الموت البعثي عموما والصدامي خصوصا.
لم يكن صدام حسين مرغوبا به او محبوبا على مستوى العراق والعالم العربي وخصوصا بعدما غزى الكويت لذلك عملت كل الانظمة العربية والعالمية على ازاحته عن حكم العراق مع ترحيب واسع جدا من قبل كافة شرائح المجتمع العراقي قوميا ومذهبيا وعشائريا وحتى الطائفة التي ينتسب لها، لانه بعد ان قمع كل القوميات والطوائف الاخرى بقسوه توجه الى طائفته ليضرب رؤوسها ويكسر شوكتهم لمن يريد ان يبرز على الساحة السياسية او الدولية ليحصر العراق ملكا لعشيرته وعائلته فقط ويمهد لامبراطويته امبراطورية ابن صبحة واولاد سجودة واحفادهم.
في عام ٢٠٠٣ وعند دخول قوات التحالف الدولي البلاد كان العراق مستعدا تماما لإنهاء حقبة البعث الصدامي ولم تكون هناك معارك بمعنى القتال العقائدي لكن كانت هناك وحدات وامراء وحدات تخشى عقوبة الاعدام اذ ما انسحبت او تقاعست عن أداء ما مطلوب منها في قتال القوات الاجنبية والعربية الغازية لكن بعد مرور ايام قليلة على بدا المعركة واختفاء قيادات البعث عن الساحة وهروب صدام وانقطاع التواصل معه وهروب فرق الاعدامات انتهى الخوف لدى القوات المسلحة من بطش صدام القاسي الذي اعتادوا عليه خلال فترة حكمه وتركوا اسلحتهم والقتال واستعدوا للتكيف مع الفترة القادمة من عراق بدون رعب وبدون صدام حسين في عموم العراق وخاصة في مسقط راس صدام وغرب العراق الذي لم يقاتل اي قوات اجنبية اثناء سقوط صدام.
خلال السنة الاولى من سقوط صدام ظهرت بصورة واضحة جدا و واسعة بعموم العراق مراسم وطقوس الشعائر الحسينية للشيعة والتي كانت محرمة عليهم في زمن المقبور هذا الظهور افزع الجهات الاخرى عراقية وعربية وصهيونية واسلامية وظهرت فتاوى تكفر تلك الطقوس وتحث على قمعها باسم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و حللت العمليات الانتحارية علمانية الاصول والتي حرمتها كل الشرائع الاسلامية سابقا واستخدمتها الشعوب الالحادية في حروبها لارعاب اعدائها .
ومن العوامل التي عملت على زيادة تلك العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة واصبح العراق هدف لها هي الانتخابات الاولية في العراق حيث برزت الشيعة كاكبر مكون على الساحة بنسبة ٨٠% اذ ما جمعنا العرب والكورد معا وحينها شعر الطرف الخاسر بالندم على اسقاط صدام ليس حبا به لكن بغضا بالمكون الاكبر الشيعي الذي لم يحسبوا له حساب والذي اصبح بحكم الواقع الحاكم الشرعي على العراق وكانت اول بذور الحرب الطائفية هي تفجير المرقد الشيعي المقدس في سامراء رغم وجود عمليات اخرى قبل ذلك من طرف واحد ضد الشيعة لكن هذه الحادثة أعلنت فعلا حربا مذهبية بين مكون كبير ظهر فجأة على الساحة كان نظام الحكم يقمعة وبين مجموعات مسلحة تنتسب لمكون اخر فقدت السلطة ودعمتهم نفس الانظمة التي فرحت بانهاء حكم صدام ثم ندمت عليه من هناك بدا مشروع التمجيد بحقبه حكم صدام البائسة والعمل على انهاء كل ما هو منتمي للمذهب الشيعي في العراق خاصة والعالم عامة فكانت القاعدة تقاتل بكل شراسة حتى تم سحقها خلال حكومة المالكي الاولى والثانية لكن العمليات الانتحارية استمرت رغم انخفاضها الى ١% عن بدايتها فكانت الحاجة الى إيجاد عامل اخر للتخلص من القائد الشيعي وكانت ولادة داعش العراق والخيانات العسكرية لاسقاط العراق في يد الإرهاب لانهاء وقمع الشيعة حصرا .
لكن بظهور فتوى الجهاد الكفائي من اعلى مرجع شيعي وملايين المتطوعين الملبين للفتوى وتشكيل الحشد الشعبي مع ما تبقى من القوات الامنية اندحر داعش خلال ٣ سنوات فقط في مدة قياسية لم تتوقعها اقوى جيوش العالم التي حددت مدة ١٠ سنوات على الأقل لانهاء داعش في العراق.
لكن هذا النصر لم تفرح به الانظمة العربية التي كانت تدعم داعش والقاعدة في العراق واصبح الحمل ثقيل عليها لان المكون الشيعي الاكبر اصبحت له قوة عسكرية قوية لم يحسبوا لها حساب متمثلة بالحشد الشعبي انتصرت على اعتى تنظيم ارهابي مسلح ظهر على وجه الارض فلا يمكن للعمليات العسكرية ان تجدي نفعا بعد الان لذلك اتجهت تلك الانظمة الخارجية والداخلية للعمل بسياسة ناعمة متعاونه مع اللوبي الامريكي الصهيوني المتضرر ايضا من بروز قوة الحشد الشعبي بالعمل على غسل عقول شباب العراق الجدد الذي لم يعيش فترة الظلم الصدامي او عاش فترة طفولته فيه من عمر سنة الى عمر ١٣ سنة وتشكيل منظمات مدنية وحركات تمجد بحقبة البعث وحكم صدام حتى انطلقت اضطرابات تشرين في رصافة بغداد وجنوب العراق حصرا مستهدفة مناطق الشيعة والمنصب الشيعي التنفيذي ومنع الدوام في المناطق الشيعية المدرسية والوظيفية وحرق وتهديد بينما بقيت باقي المناطق امنة كانها ليست من العراق و غير متضررة من هكذا حراك .
حتى تم ما أرادت واستقالت الحكومة وتم تعيين حكومة تتناسب مع فكر التشرينين المناهض للشيعة في العراق وربطهم تعسفا بإيران والمتعاون مع اللوبي الامريكي الصهيوني السعودي لتبدا حملة اقالات واسعة وحراك مستمر لاقالة كل ما هو مرتبط او متعاون مع الحشد الشعبي والقيادات الشيعية مع قصف جوي لمقراته وعقوبات ضد قياداته التي هزمت القاعدة وداعش.
انتهى.....
هكذا كانت اخر كلمة كتبتها قبل ان اسمع خبر الاحزمة الناسفة في ساحة الطيران والتي استهدفت سوق الباله ومرتاديه وهو سوق البائعة المساكين والمشترين المساكين الذي يتعاملون بالملابس المستهلك والبالية وبذلك استهدف الارهاب افقر شريحة في بغداد وختم بيانه بانهم رافضة مع التحفظ على باقي العبارات المسيئة التي تضمنت بيان داعش ضد شهداء سوق بالات ساحة الطيران في بغداد.
لكن المصيبة ان التعامل الحكومي مع الموضوع رغم ان الاستهداف طائفي جاء متناغم تماما مع موضوع وعنوان مقالي الغير منشور حيث ان التغيرات الحكومية في القيادات العسكرية والاستخبارية استهدفت شخصيات المكون الكبر والتي كانت كوابيس مرعبة تؤرق نوم القاعدة والداعش وتحرق كل مخططاتهم ولن ازيد اكثر من ذلك وسلام الله على امير المؤمنين علي وعلى اولاده والصلاة والسلام على الزهراء وابيها محمد صل الله عليه واله وسلم.
https://telegram.me/buratha