حسن المياح ||
حل لمشكلة مرض أخلاقية الهزيمة "
~ عقيدة لا إله إلا الله ~
الله سبحانه وتعالى لما خلق الإنسان في أحسن تقويم ( و " في " هنا في الآية , تؤكد وقوع الخلق حقآ , وأنها تحقيق لصنع الله خلقآ للإنسان على التمام والكمال ) , زوده بطاقة كاملة مستوعبة شاملة , وجعلها قوة هادية مرشدة منبهة موعية للإنسان , ومحذرة له وموجهة . وذلك لأن الله سبحانه وتعالى , أراد أن يعلي من شأن الإنسان , ويرفعه , ويستعليه , وأن لا يخضعه للتقييد والتكبيل , والاسر والتسليم لما يطلق عليه بالأمر الواقع غشآ وخداعآ , ليعجز الإنسان ويثبط همته ويضعف إرادته , ويجمد ضميره من التصدي له ومحاربته ومقاتلته , ويجبره على القبول به على أنه الأمر الواقع , ليخضع الإنسان الى ضرره , وما فيه من مثلبة ومفاسد , ... وووو ..... ???
لذلك جعل الله تعالى الإنسان حرآ مختارآ فيما يريد أن يفعل , أو يمتنع عن الفعل ويعطل العمل , بالوقت الذي أنار اليه الطريق فيما ينبغي أن يعمل , وأن يفعل ..... , وفيما لا ينبغي له ولا يكون ..... ??? لأنه ليس في صالحه أن يقدم على الفعل , وأن يمارس العمل .
وتلك الطاقة هي الروح . فالطاقة الروحية هي المشغل الأساس , وهي الماكنة المحركة ~ دومآ وبإستمرار , بلا توقف أو تعطيل ~ بقوة فاعلة مؤثرة منتجة . والإنسان بما أعطي من سلطان الإختيار وعزم الإرادة , فهو المسؤول عن , والمحفز ( من خلال الإرادة والإختيار المعطاة له خلقآ ) على إستثمار هذه الطاقة , وتوجيهها الى هو خير ونفع وفائدة .... ; وعليه أن يستغلها الى فساد , ودمار , وتخريب , وإرتكاس , وإنتكاس , ورجوع , وقهقرى , الى ما هو أردأ وضار ومؤلم ....... ???
وذلك لأن الإنسان خلق بقوامه الحسن الجميل المستقيم ليكون سعيدآ ; وليس هو مخلوق للشقاء والعذاب , وقد جيء به ليعيش التعاسة والتردي في مستنقعات الوحل ليتخبط فيها , كما هي السائمة البلهاء التي تقاد بأعواد الكلأ الى مصرعها ..... ???
فبالروح الناهضة الثائرة وطاقتها المتحركة النشيطة المهداة الراشدة يكون الإنسان هو السيد الحر المريد , ويتعامل مع الطبيعة المسخرة له بروح التعاون والمحبة لكي يجني ثمار نعم الله منها , بدون منة أو مكرمة من أي أحد من خلق الله أجمعين ..... , لأن الخالق المنعم المنان هو الله سبحانه وتعالى ,الذي خلق فسوى , والذي قدر فأعطى..... ???
ومن أعلم من الله سبحانه حكمة , ومن هو أحسن منه تدبيرآ , ومن هو أصلح وأدق منه تقديرآ...... ???
فالإنسان بروحه يعلو ويسمو ; وليس بطبيعة المزاج الذي يسوقه ويرديه ويسفله ويهبطه نزولآ , ولا بالرغبات والنزوات التي تجذبه وتخدعه خبط عشواء من دون تدقيق وتقدير فتستعبده مهانآ , وتكون صنمآ له ليعبدها ويقدم اليها قرابين الخضوع والمذلة , والخنوع والأسر , وهو الضعيف المستهين بما وهب من الله طاقة وقوة وحسن تدبير وتقدير ...... ???
والإنسان بما يملك من طاقة روحية في داخله , فإنه يشعر بقوة جبارة تعتمل في داخله , فتجبر الضعف الذي هو فيه وعليه . فلذلك يجب عليه أن يتعقلها , لكي يستثمرها ويستفيد منها , وينشط قدرته على الحركة الذاتية لتكون له السور الحافظ والحصن المانع القاهر الذي يذود عنه كل من أراد به شرآ أو سوءآ . وهذه القوة الجبارة التي تدعم وتزيد من فاعلية طاقته الروحية التي هي في داخله , هي الإعتقاد والإيمان بالله سبحانه وتعالى , التي تزيده قوة فاعلة الى قوته , ونشاطآ مؤثرآ طيبآ منتجآ خيرآ الى نشاطه .
وعلى الإنسان أن يديم هذا الإنسجام بين القوتين في داخله , لينتج الأثر الخير والعطاء الصالح الى ما هو خارج , فينتفع هو الإنسان بذلك لذاته , ويفيد المجتمع الذي هو فرد من أفراده , فيعم الخير , ويكون السلام , وينبسط العيش الكريم الرغيد في واقع الحياة ...... ???
فعقيدة التوحيد هذه , المتمثلة بلا إله إلا الله , هي قوة الله في داخل الإنسان ..... , فمتى ما وعاها وإعتقدها , أدرك الإنسان الضعيف أنه قد أجبر ضعفه بقوة الله التي لا تقهر ولا تلين , ولا تخضع ولا تستعبد .
وعلى أساس كل هذا , فأن الإنسان يكون بقوام حديدي يقوى على مواجهة قوى الشر والطغيان , ونزوة التفرعن والإستئثار , وأنه في حالة وعي وإدراك وتقدير وإحتمال القبول للمسؤولية , والجهوزية التامة لأداء التكاليف الإلهية التي هي قوة وعون له , وظهير ونصير لما يقوم به من أفعال وممارسة أعمال , وهو ( الإنسان ) المؤمن بأن الله هو الرزاق والحافظ والمنجي من الهلكات ....... , وبذلك يتوازن سلوكه إعتقادآ وعملآ , ويكون مريدآ ... , حرآ ... , سيد نفسه ... , ومالك وجوده الإنساني الذي لا يفرط به صنمية , أو إستعبادآ لبشر مخلوق مثله , مهما طغى وتفرعن ذلك الصنم كفرآ وإشراكآ , وظلمآ وإرهابآ ..... ???
فالإنسان المؤمن الحر المريد الذي يستثمر قوة الله ~ والمرتبط إرتباطآ حقيقيآ واعيآ بالله سبحانه وتعالى , والملتزم بمضامين عقيدة لا إله إلا الله تفكيرآ وتطبيقآ عمليآ وسلوكآ أخلاقيآ ..... ~ , تكون له هذه القوة هي عنصر ردع للإنحراف , وأنها مبعث إيمان وإطمئنان لجبر ضعفه الذي يحس به ويشعره , لما يواجه ما يداهمه من طوارق أحداث وشرور أخطار , وما الى ذلك من مصاعب ومشاكل ...... ???
فيتغلب عليها أكيدآ وحتمآ ; ولم يكن العبد المقهور المهزوم لأي قوة أو فرض واقع , مهما عتت تلك القوة وتجبرت وطغت , ومهما تصلب وإزداد ثباتآ ورسوخآ ذلك الأمر الواقع , لأن كليهما هشاشة وضعف وإنهزام وتراجع , أمام قوة الله القاهرة , وقوة العدإنسان المؤمنة الفاعلة الناشطة ....... ???
فالأساس الأول والكلية المطلقة الحاكمة على وجود الإنسان وسلوكه , هي عقيدة لا إله إلا الله , التي تعمر قلبه , وتنشط حركته , وتحيي ضميره , وتقوي إرادته , وتجعل الحرية المهذبة المنضبطة في تصرفاته وسلوكه , وتبني كل ما في داخله من خصائص وجودات ومقومات حراك منتج مثمر مفيد ..... , وهي القوة الدافعة الرافضة بصلابة وثبات ورسوخ الإستعباد البشري , والخضوع والخنوع للشهوات المهلكة والرغبات المؤلمة المضرة والنزوات الحيوانية اللامهذبة , والتسليم بكل ما هو أمر واقع مفروض , ~ حسب ما يقال , وما يخطط له الطغاة والفراعنة ورؤوساء الأحزاب المجرمة الهابطة , وهو ليس بحقيقة , ولا هو بواقع محتم لا يمكن معارضته أو تجاوزه أو الإنقلاب عليه ; وإنما هو حيلة إصطناع , وخدعة تصنع , ومكيدة تصنيع , يراد فرضه , تسويغآ للقبول به واقعآ فرضآ ~ ...... ???
https://telegram.me/buratha