ضياء ابو معارج الدراجي ||
"يخصي الكلب بعشرة فلوس ويطهر يديه من نجاسته بعشرين فلس".
مثلا كنتُ اسمعه من والدي رحمه الله ورحم امواتكم عن رجل عجوز كان يخصي كلاب المصارعة حتى تهجر الاناث وتكبر وتشدد قوة وتزداد شراسة من اجل الفوز في قتال حلبات مصارعة الكلاب التي تدر مالا وفيرا عن طريق المراهانات،كان هذا الرجل العجوز ياخذ اجر عن كل عملية اخصاء كلب مبلغ مقداره (١٠ فلوس) بينما يطهر يديه من نجاسة الكلاب بمواد مطهرة تكلفه في كل عملية مبلغ مقداره (٢٠ فلسا) و الفلس هو جزء من الدينار العراقي الذي كان يساوي الف فلس.
يضرب هذا المثل على كل من يعمل عمل غير منتج ويصرف على عمله اكثر مما يربح منه حتى يُشهر افلاسه تماما، وهذا فعلا ما تفعله وزارات الكهرباء و التجارة و الصناعة و الزراعة وباقي الوزارات العراقية التي من المفروض ان تكون انتاجية فكل ما فعلته تلك الوزارات هو اخصاء انفسها عن الإنتاج لتحرم الشعب من خدماتها وتُكبر وتُقوي زعمائها و قيادتها و فسادها و تربيهم بالأموال الحرام المنهوبة من موازناتها على مدار ١٧ عام مضت من اجل تقويتهم لخوض الصراع و القتال في حلبات التنافس الانتخابي للفوز بمناصب الدولة العليا بكافة الطرق المسلحة و غير المسلحة و بشراء الذمم و الضحك على المواطن البسيط ببطانيات وصوبات او مبلغ مالي بسيط بالاصل هي اموال الشعب المنهوبة و المسروقة تطبيقا للمثل القائل (من لحم ثوره اطعمه) .
لنتكلم بكل صراحة بعيدا عن المحابات والتطرف الحزبي والمذهبي والقومي هل ما قد صرف من مبالغ خيالية على تلك الوزارات المتهالكة خلال ١٧ عام يتوازى مع بناها التحتية المدمرة حاليا ،فشبكات الكهرباء واسلاكها واعمدتها على مستوى بغداد كمثل يضرب كونها عاصمة البلاد وتخصيصاتها اعلى من كل المحافظات هي نفس الشبكات قبل ٣٧ عام والتي نصبتها وجددتها الشركات المصرية اثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات وكذلك الشوارع والارصفة ايضا لم تُحدث منذ ٣٤عام وبعضها اصبح عصي على السائرين الماشي منهم و الراكب بسبب كثرة عمليات الحفر والتكسرات واعمال المشاريع المتوقفة التي خربت اكثر مما عمرت كمد انابيب المياة ومشروع نصب خط الانترنيت الفاشل ولا ننسى مشروع ١٠ امبير بوابة السرقات الكهربائية والكثير من المشاريع التي انهكت كساء الشوارع القديمة المتهالكة ودمراتها و كذلك نُعرج ايضا على التجاوزات المتعمدة من قبل المواطنين أنفسهم بحفرهم ومدهم انابيب مجاري ومياة جديدة ذاتيا دون الاكتراث باعادة ردم ما حفروا بصورة صحيحة والسبب ايضا يعود الى يأسهم من الدوائر الخدمية التي لا تقدم خدماتها بتنظيف المجاري او مد توصليات مياه الشرب او اصلاح البنى التحتية للاحياء السكنية و حتى لو قدمت تلك الدوائر خدماتها كفرض اجباري بامر من قوة سياسية او قوة مسلحة مسيطرة فان مبالغ الرشوة التي يطلبها منتسبي وعمال تلك الدوائر تفوق ما يصرفه المواطن من مبالغ لنفس الخدمات التي يقدمها المقاول الخاص بحجة انهم عقود مؤقته ورواتبهم لا تكفي لمعيشتهم.
والحديث قد يطول الى ابعد من ذلك ربما الى حد الانغماس في المحظور الذي بسبب كشفه قد تطير الارزاق و الرقاب لذلك نكتفي بهذا القدر و نقول بحرص على الشعب العراقي و الشرفاء من الساسة والقادة اخصاء اللصوص وقطع ايدهم عن مال البلد السائب في حلبات مصارعة الكلاب المخصية التي تفتح كل اربع سنوات منذ ٢٠٠٣ و لحد الان للاستيلاء على مناصب الدولة العليا ونهب مقدرات البلد التي لا تنفذ ولن تنفذ باذن الله ...لكنها تستخدم بالطريق الخطأ بعيدا عن مستحقيها التي خلقها الله من اجلهم لتتخم جيوب الفاسدين وتفرغ جيوب الشرفاء والمحتاجين.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha