🖊ماجد الشويلي ||
في رحاب الذكرى السنوية الأولى لشهادة صانعيّ النصر على الارهاب (الحاج قاسم سليماني )و(الحاج إبو مهدي المهندس) (رضوان الله عليهما) خرجت مظاهرة التأبين المليونية في قلب العاصمة بغداد، وهي تحمل في طياتها رسائل عميقة ذات أوجه متعددة، امتزجت فيها كل معاني الإصرار على الثأر لدمائهما الزكية ، والتأكيد على السيادة الشعبية بنكهتها الاسلامية المقاومة.
فكان من أبرز سمات هذه المظاهرة المليونية الحاشدة مايلي .
أولاً:_ إن هذه الحشود خرجت بعد سنة على استشهاد الشهيدين كانت زاخرة بالاحداث العصيبة والازمات الكبيرة والضغوطات المستمرة على فصائل المقاومة ، للتخلي ليس عن سلاحها فحسب بل عن نهجها المقاوم.
لكنها رغم ذلك خرجت وهي تؤكد على تمسكها بخط المقاومة ونهج الشهيدين رضوان الله عليهما .
ثانياً :_ ان هذه التظاهرات خرجت دون أي تأثير أو دعم خارجي كما كانت بعض التظاهرات تحظى به.
ثالثا:_ كان للمتظاهرين مطلب أساسي واحد ، وهو الثأر لدماء الشهداء ، والاقتصاص من قتلتهم .
والذي حددت كيفيته بدقة وعناية وعمق استثنائي ، وهو وجوب خروج المحتل من الأراضي العراقية دون مماطلة أو تسويف.
رابعاً :- لقد خلت هذه المظاهرات من أية ممارسات وسلوكيات منحرفة ، وتمتعت بانضباط عالٍ جداً أولى فيه المتظاهرون احتراما كبيراً للاجهزة الامنية.
خامساً:_ لم تكن هناك مطالبات تعسفية بتدمير العملية السياسية ، أو الاحتكام لغير القانون والآليات الدستورية لمحاكمة الجناة والاقتصاص من القتلة.
سادساً:_ كان المطلب الأساس للمتظاهرين خروج المحتل ، وهو مطلب يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية .
وهو حجر الزاوية في تحقيق سيادة البلد وخلاصه من كل الويلات التي يعاني منها.
سابعاً:_ بدا واضحاً الإنسجام العالي والكبير بين قوى المقاومة ، وهو بالتأكيد ثمرة الهيئة التنسيقية العليا التي شكلت مؤخراً
وباكورة نجاحاتها المستقبلية إن شاء الله تعالى.
ثامناً:_ الكلمات والخطابات والبيانات التي القيت في ساحة التظاهر كانت تتمحور حول السيادة وضرورة جلاء المحتل .
وكأن الجميع قد ادرك بيقين أن لاصلاح في هذا البلد مع بقاء الأمريكان فيه.
تاسعاً:_ لقد أكد المتظاهرون على خيار التمسك بالدولة والعملية السياسية كخيار وطني ستراتيجي لامناص عنه.
عاشراً:_ أكد المتظاهرون على عمق العلاقة الأخوية ووحدة المصير بين الجمهورية الاسلامية والعراق ، وأنهم يتمتعون ببصيرة ووعي يمكنهم من التمييز بشكل واضح بين العدو والصديق.
أحد عشر:_ لم يجر في هذه المظاهرات تعطيل لعمل مؤسسات الدولة ولا أية مماحكات مع الأجهزة الأمنية ولم يرافقها إعلام مضلل من جهة المتظاهرين.
أثنا عشر :_شاركت في هذه التظاهرة جموع غفيرة من كافة أطياف الشعب العراقي ، وقد سبقها وقفة استذكار مسائية للشهيدين عند موقع الجريمة كان لها وقع كبير في نفوس جماهير المقاومة
ثلاثة عشر:_ لا شك أن هذه التظاهرات وقعت تحت نظر ممثلة الأمم المتحدة ،
وأنها ستكون ملزمة بتغيير بعض إنطباعاتها عن مجريات الوضع العام في البلاد ، وتأخذ بنظر الإعتبار الثقل الجماهيري لقوى المقاومة في العراق.
أربعة عشر :_ومن المؤكد أن المرجعية الدينية العليا ستضع بالحسبان هذا الحجم والتأييد الشعبي الذي تتمتع به المقاومة في العراق ، وهي التي قد طالبت بتحقيق السيادة كاملة غير منقوصة في هذا البلد ،وشجبت في كثير من خطب الجمعة الانتهاكات المتكررة للسيادة.
خمسة عشر:_ لاشك أن هذا الحضور الغفير أحد مجسات المعطيات الإنتخابية الرقمية القادمة.
ستة عشر :- هذا الحضور الكثيف سيعزز من موقف الخيرين في السلطة التشريعية ، ويدفعهم بزخم أكبر للتأكيد على قرارهم القاضي بأخراج القوات الأجنبية من العراق ، ويؤكد على صوابية ذلك القرار وضرورته.
سبعة عشر :_ من الواضح أن من جملة الرسائل التي بعثتها هذه التظاهرة تلك الرسالة الضمنية بمفادها الذي يقول أننا لازلنا نتمتلك الخيارات الشرعية لتغيير منهجية التعاطي مع الاحتلال ؛ وفقا للظروف والمستجدات ، وعلى المحتل أن يدرك ذلك جيداً.
ثمانية عشر:_ من الواضح أن هذه التظاهرات ستكون سنوية وسيتعاظم شأنها وأعدادها في كل عام ، وذلك من بركات الشهادة ومقام الشهداء عند الله سبحانه.
تسعة عشر:_ إن هذه التظاهرات سترغم الولايات المتحدة وأذنابها في الداخل ، ومن يدور في فلكها من دول الجوار الجغرافي ، على إعادة النظر في تقييم مشاريعهم التآمرية على العراق.
ــــ
https://telegram.me/buratha