حسن المياح||
يقولون إذا إجتمع الثراء من سحت حرام ونهب وإرتشاء , وفحش وتعرجات وإلتواء , فإنه يؤدي لا محالة الى الطغيان , والى إنتفاخ الذات , والى إنتفاش الظهور , والى تورم البذخ . وأنه يشعر صاحبه بالدوام والخلود , مما يدفعه الى أن يقول " ها أنا ذا ربكم الأعلى فأعبدون وأطيعون ", فإركعوا لي وأسجدوا , ولا تنسوا تقديم القرابين.
بلا جدال , ولا نقاش ..... ???
إنه الزهو والتفاخر , والإستعلاء والكبرياء , وإنه دفع وإفراز زينة المال الحرام , وأنه تلبيسات إبليس , وأنه تفاخرات الشيطان اللئيم المنحرف الرجيم .
وذلك هو قارون عصر النبي موسى عليه السلام المتفرعن الذي أطغاه ماله فتردى , والذي تورم من ثرواته وتمادى , وخرج من الدنيا فقيرآ عادمآ لنفسه مرهقها آثامآ مفلسآ... ???
وإنه الهمز واللمز , الملوح بجمع المال وتعداده , ظانآ ومحتسبآ أنه يخلده ..., ويغنيه ....... , وينجيه ..... , ويكفله .... ?
وما يدري , ولم يتحسب , ولا يظن ..... أن مأواه في الحطمة التي هي نار الله الموقدة , التي تطلع وتنفذ وتحرق وتؤلم وتوجع عذابآ الأفئدة , ولا خلاص له من هذه النار ولا منجاة , لأنها مغلقة عليه موصدة , مقفلة مطبقة ....., ??
ولا يسأل عنه إحتقارآ له , وأنه يوثق ممددآ الى عمود من حديد أو خشب مهانآ مرذولآ مغضوبآ عليه معذبآ ...... , لا يتأمل رحمة , بل الرحمة ترفض وتشمئز وتترفع من أن تلامسه ..... , أو تفكر أن تلمسه ...... , أو تحاول كسرآ للخاطر أن تتلمسه ....... ??
لأنه ظلم في الأرض في الحياة الدنيا , ونهب , وأرشى , وفسد , وأفسد , وإنتفش وتورم , وإنتفخ ...... ,
فطغى وتجبر , وهو الهالك الضعيف , المفلس الوضيع , المهان الرذيل .
فالإنسان مهما علا ملكية مال وثروات إعتبارآ موظفآ مسؤولآ ~ لا حقيقة ~ وإستكبر ........ ,
وطغى في الإسراف والتصرف , والهدر والبذخ اللامسؤول , ...... , وتجبر ...... ,
وإستغنى ...... , وظن أنه لا يقهر ...... ,
فليعلم أن الرجعى الى الله مصيره المؤكد المحتم الذي لا يتراخى عنه , أو يزهد فيه , أو يتأخر ...... ??
وهذا مما لا ينكر .
( كلا إن الإنسان ليطغى , أن رآه إستغنى ) .
فلا تغرنك أيها الإنسان ~ مهما كنت وسموت وظيفة , وإرتفعت درجة , وأجمعت مالآ وضاعفته , وخصوصآ إذا كان حرامآ ~ زراكش الدنيا وجواذبها , ومغرياتها ومحبباتها , وتعلقاتها وبريق دولارها , ....... , وما الى ذلك ....??
إن الى ربك الرجعى .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha