🖊 ماجد الشويلي ||
رغم أن الدول العظمى التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية ، وأشرفت على صياغة النظام العالمي الجديد ، وأخص بالذكر منها الولايات المتحدة الأمريكية ،وبريطانيا، وفرنسا ،كانت تتبجح كثيرا بنشر قيم الديمقراطية والحربة والسلام ، مدعية بذلك تجنيب العالم ويلات الحروب وكوارث الصراعات العسكرية .
الا أنها كانت مسؤولة مسؤولية مباشرة عن إثارة النعرات وإذكاء الحروب في كثير من دول العالم خاصة الغنية بالثروات أو التي تحتل مواقع جيوبوليتكية مؤثرة في العالم.
في الوقت الذي كانت توظف فيه موقعيتها المتميزة في النظام الدولي وأروقة الامم المتحدة ومجلس الأمن ، لتضييق النخناق على الدول وابتزازها بحجة انتهاك حقوق الانسان .
متناسين إن أهم حق للأنسان في هذا الوجود هو أن يعيش عزيزا مكرماً في بلده ويتمتع بخيراته وهم أول وأكثر من امتهن الشعوب المستضعفة وأهانوا كرامتها ومنعوا تمتعها بسيادتها واعتباراتها المعنوية .
لقد حددوا للسيادة مفاهيم بعيدة عن كل اعتبارات الكرامة والعزة ، وحرصوا على تمييع معنى العزة والشموخ ، وزقوا مفاهيم البراغماتية المليئة بقيم السفسطة والميكافيلية البعيدة كل البعد عن الاعتبارات الإنسانية بكل مرافق الحياة .
لقد تمت صياغة التشريعات والقوانين التي تنظم العلاقات الدولية بنحو تهدر فيه كرامة الدول الضعيفة والصغيرة ، وتسمح للدول المتجبرة بالتدخل في شؤونها متى شاءت وبأي حجة كانت.
إن السيادة لايمكن لها أن تكون مقنعة للشعب مالم يشعر الشعب بكرامته ،
هذا الشعور المعنوي والروحي غُيِّبَ تماماً عن قاموس العلاقات بين الدول المستكبرة والدول المستضعفة .
وقد ساهمت الحكومات العميلة المهيمنة على شعوب المنطقة بتعميق شعورها بالهوان والخنوع أمام الدول الكبرى ، ونسجت لها أوهاماً عن العزة والسيادة الوطنية بعيدة كل البعد عن المعنى الحقيقي لتمتع أبناء الأمة بالسيادة وشعورهم بالعزة .
لقد سفهوا الحديث عن الكرامة ببرامجهم الاعلامية المكثفة وتهكموا على الدعوات المنادية بالعزة والشموخ وأحاطوا المصالح المادية بهالة من القداسة، ومنحوها أولوية على معنويات الإنسان الفطرية وأخلاقياته، ليصبح الإحتلال في مقاييسهم الجديدة فرصة لازدهار البلد والمساواة بين الصديق والعدو وسطية ، والتنازل عن الجرائم التي ازهقت ارواح مئات الآلاف من الأبرياء طياً لصفحات الماضي ، وبناء المجسرات أهم من بناء المجتمع أخلاقيا وتربوياً .
وتكون السيادة مجرد وثيقة قانونية ...