المقالات

وهم الحيادية..!

1020 2020-12-13

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

في لقائه الصحفي الذي أجراه رئيس الوزراء السابق الدكتور عادل عبد المهدي مع (مجلة حوار الفكر)  مؤخراً .

قال في معرض إجابته على سؤال تقدم به الصحفي  جاء فيه ؛

 إن علاقتكم قوية جداً مع الصين ، اذ أسستم مذكرة تفاهم ، كذلك علاقتكم مع إيران نفس الحالة.

فكان جواب السيد عبد المهدي ؛ ((أن أمريكا فسرت هذا التوجه عدم انضباط من العراق في علاقاته الخارجية)).

مايعني بالضرورة دون أية رتوش أو تنميقات مصطلحاتية ، أوليٍّ لعنق المفردات ، أن أمريكا لن ترضَ بحال من الأحوال أن يكون العراق بلداً حيادياً  ، مهما كانت خلفيات الحكومة التي تتولى السلطة فيه.

والاسباب والدوافع ليست عصية عن التشخيص أو الفهم   حتى نجد انفسنا ملزمين بالتدليل عليها ، فأمريكا التي تقوم سياستها من اليوم الاول لتأسيسها كدولة عظمى ، تسعى لفرض هيمنتها على العالم واحتكار مقدراته.

 وهذا الأمر يمثل نزعة عقائدية ونفسية، تملكت رواد التأسيس الأوائل من الذين قاموا على تشييدها

يقول بريجينسكي في كتابه (رقعة الشطرنج الكبرى) ؛ ((إن الهيمنة قديمة قدم العالم غير أن التفوق الأمريكي على الصعيد العالمي يتميز بصيرورته الجامحة وأبعاده الكونية وسبل تحققها عملياً))

إن (الابعاد الكونية) هنا تعني الأيدلوجية التي يعتقدون بها بأن السماء منحتهم حق الهيمنة على العالم، وفقاً لمبدأ (الاصطفاء الطبيعي أو الدارونية الجديدة)

فلا يعقل أن تتخلى عن العراق الذي احتلته بشق الأنفس ليكون عضداً لإيران في مواجهة الكيان الصهيوني وضرب مصالحها في المنطقة .

ورغم أن كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد عام 2003 حاولت وضع العراق في  حيز التوفيق بين مصالح الجمهورية الاسلامية ومصالح أمريكا، انطلاقاً من مقتضيات مصالح العراق الستراتيجية.

إلا أن الضغوطات الأمريكية والإملاءات المستمرة على  بعض الساسة العراقيين منعت من ذلك.

بل إن الواقع السياسي ومجمل التداعيات الاقتصادية والأمنية والعسكرية تمنع العراق من تبوء الحيادية (هذه تركيبة العراق وهذا شأنه)

و مهما طال الزمن تبقى محاولات تحييد العراق أكثر تكلفة من تحديد وجهته حتى وإن كانت تبعاً لمصلحته،والتي تجلت مؤخراً بشكل واضح لالبس فيه،

في محاولة رئيس الوزراء  السابق عادل عبد المهدي التوجه شرقاً ، فدفع ثمن ذلك بتنحيته في طرفة عين .

رغم أن المنحى الذي انتهجه هو منحى معتدل ، غلب فيه مصلحة العراق وجعلها أولويته   ورغم أن التوجه نحو الصين لادخل له في صراع المحاور العسكري والأمني.

إلا أن ذلك كله لم يرق للأمريكان  ولايعتبرونه حياداً ، مالم يرتم العراق بأحضانهم بالكامل (وهنا مربض الفرس)

وفعلا أن العراق رقم صعب لايقبل القسمة على اثنين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك