🖊 ماجد الشويلي ||
في لقائه الصحفي الذي أجراه رئيس الوزراء السابق الدكتور عادل عبد المهدي مع (مجلة حوار الفكر) مؤخراً .
قال في معرض إجابته على سؤال تقدم به الصحفي جاء فيه ؛
إن علاقتكم قوية جداً مع الصين ، اذ أسستم مذكرة تفاهم ، كذلك علاقتكم مع إيران نفس الحالة.
فكان جواب السيد عبد المهدي ؛ ((أن أمريكا فسرت هذا التوجه عدم انضباط من العراق في علاقاته الخارجية)).
مايعني بالضرورة دون أية رتوش أو تنميقات مصطلحاتية ، أوليٍّ لعنق المفردات ، أن أمريكا لن ترضَ بحال من الأحوال أن يكون العراق بلداً حيادياً ، مهما كانت خلفيات الحكومة التي تتولى السلطة فيه.
والاسباب والدوافع ليست عصية عن التشخيص أو الفهم حتى نجد انفسنا ملزمين بالتدليل عليها ، فأمريكا التي تقوم سياستها من اليوم الاول لتأسيسها كدولة عظمى ، تسعى لفرض هيمنتها على العالم واحتكار مقدراته.
وهذا الأمر يمثل نزعة عقائدية ونفسية، تملكت رواد التأسيس الأوائل من الذين قاموا على تشييدها
يقول بريجينسكي في كتابه (رقعة الشطرنج الكبرى) ؛ ((إن الهيمنة قديمة قدم العالم غير أن التفوق الأمريكي على الصعيد العالمي يتميز بصيرورته الجامحة وأبعاده الكونية وسبل تحققها عملياً))
إن (الابعاد الكونية) هنا تعني الأيدلوجية التي يعتقدون بها بأن السماء منحتهم حق الهيمنة على العالم، وفقاً لمبدأ (الاصطفاء الطبيعي أو الدارونية الجديدة)
فلا يعقل أن تتخلى عن العراق الذي احتلته بشق الأنفس ليكون عضداً لإيران في مواجهة الكيان الصهيوني وضرب مصالحها في المنطقة .
ورغم أن كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد عام 2003 حاولت وضع العراق في حيز التوفيق بين مصالح الجمهورية الاسلامية ومصالح أمريكا، انطلاقاً من مقتضيات مصالح العراق الستراتيجية.
إلا أن الضغوطات الأمريكية والإملاءات المستمرة على بعض الساسة العراقيين منعت من ذلك.
بل إن الواقع السياسي ومجمل التداعيات الاقتصادية والأمنية والعسكرية تمنع العراق من تبوء الحيادية (هذه تركيبة العراق وهذا شأنه)
و مهما طال الزمن تبقى محاولات تحييد العراق أكثر تكلفة من تحديد وجهته حتى وإن كانت تبعاً لمصلحته،والتي تجلت مؤخراً بشكل واضح لالبس فيه،
في محاولة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي التوجه شرقاً ، فدفع ثمن ذلك بتنحيته في طرفة عين .
رغم أن المنحى الذي انتهجه هو منحى معتدل ، غلب فيه مصلحة العراق وجعلها أولويته ورغم أن التوجه نحو الصين لادخل له في صراع المحاور العسكري والأمني.
إلا أن ذلك كله لم يرق للأمريكان ولايعتبرونه حياداً ، مالم يرتم العراق بأحضانهم بالكامل (وهنا مربض الفرس)
وفعلا أن العراق رقم صعب لايقبل القسمة على اثنين
https://telegram.me/buratha