المقالات

شعب فضائي وهمي..!


 

ضياء ابو معارج الدراجي ||

 

الديمقراطية اعتمدت على الرأي الشعبي العام بعد ٢٠٠٣ منذ  ازاحة نظام قمعي جثم سنوات طويلة على حرياته وقتل منه ما قتل وغيب ورحل الكثير حيث اصبح المواطن هو الوسيلة الدعائية الوحيدة عن طريق المنشورات المطبوعة والتي توزع في شوارع ومناطق العراق بالإضافة الى بداية ظهور الفضائيات المحلية وانتعاش الصحافة المطبوعة و حرية النشر و الرأي والرأي المضاد.

لم يكن في ذلك الوقت  للانترنيت اي تاثير مباشر أو غير مباشر على رأي الحكومة او الشعب لذلك كانت الاستبيانات والاستفتاءات حقيقية تمثل راي شعبي صريح وحقيقي واقعي قبل ظهور السوشل ميديا وتطبيقات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية التي تتيح لشخص واحد امكانية انشاء الاف الاسماء والحسابات الوهمية مع تطور البرمجة والإمكانيات البرمجية والوسائل التقنية والخوارزميات الرياضية تم خلق عالم افتراضي وهمي كبير بعيدا كل البعد عن العالم الحقيقي والذي استغل استغلال بشع وخصوصا في العراق الذي خلق شعب وهمي فضائي يديره شخص واحد او مجموعة اشخاص بدوافع شخصية وفرض ارائه على الشعب الحقيقي الذي يرفض تلك الاراء بحجة رأي الاغلبية ممهدا بذلك لعصر دكتاتوري جديد بأدوات قمعية جديدة تكتم صوت المعارض لها بحجة انتهاك سياسة النشر وتروج للرأي المساند لها وتدعمه بجيوش وهمية وشعب فضائي لا يوجد الا في العالم الافتراضي بعيدا عن ارض الواقع

ان الامكانيات البرمجية التي اتاحتها محركات البحث السريعة سهلت مهمة ادارة الحسابات الوهمية دون تدخل بشري مع وضع خواص برمجية عالية وحلقات تكرار متعددة تمكن من فتح عشرات الحسابات والتعليق والإعجاب الالكتروني وزيادة المشاهدات بدون تدخل بشري  بالإضافة الى الاعلانات الممولة بعد تغذية قواعد بياناتها بما يراد له ان ينشر .

لا اريد ان استرسل بكيفية عمل محركات البحث وبرمجتها فرديا من اي جهاز حاسوب شخصي لان ذلك يحتاج الى محاضرات طويلة في تعليم البرمجة اولا وتقنية البرمجيات ثانيا ثم تكوين الحسابات الوهمية ثالثا ورابعا استغلال إمكانيات محركات البحث البرمجية كوني متخصص في هذا المجال العلمي والمعرفي وعندي معرفة واسعة بادوات البرمجة وتقنياتها وخواصها والتحكم بها لكن اود ان ابين نقاط مهمة تستغلها الجهات المستفيدة من خلق الشعوب الوهمية في العالم الافتراضي حيث يمكن توجية النشر نحو اي بلد او بلدة او قرية عن طريق برامج وادوات تحديد المواقع وكذلك امكانية الرد الالكتروني على اي شخصية حقيقية برد معارض او مساند حسب نشره عن طريق تثبيت مجموعة من الكلمات ووضع رد مناسب لكل كلمة يمكن اكتشافها من قبل البرنامج الموضوع داخل محرك البحث.

هذا الكلام يخص هاوي يمتلك جهاز حاسوب واحد لكن اذا توفرت له امكانية وموارد دولة وأجهزة ومؤسسات حكومية فالامكانيات تكون اكثر ذكاء وقدرة وتحكم وفعالية تؤثر على خيارات ورأي شعوب كاملة.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك