🖊ماجد الشويلي ||
من بين كل الاسباب والدوافع التي شجعت وأغرت أعداء الجمهورية الأسلامية في إيران وفي مقدمتهم إسرائيل على اغتيال الشهيد العالم النووي محسن فخري؛ تقف الرغبة الأسرائيلية الملحة لإرباك مشروع بايدن في محاولته إحياء الإتفاق النووي مع إيران في صدارة تلك الأسباب والدوافع.
فنتنياهو وفي إطار تخادمه مع ترامب ، يجد نفسه معني بشكل مباشر بضرورة إرباك مشروع بايدن بخصوص الاتفاق النووي وتقويضه .
إذ أن باعتقاده أن بايدن لن يتمكن من مواصلة الضغط على إيران أكثر مما فعله ترامب ، خاصة مع نزعته للتوجه نحو الداخل ، وفك ارتباط الولايات المتحدة بالشرق الأوسط بشكل تدريجي.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن نتنياهو يأمل أن تنجر أيران لمواجهة عسكرية في المنطقة، يورِّط فيها أمريكا ويضطرها للوقوف معه، وتكون سبباً باستمرار بقاء ترامب في السلطة .
السعودية والإمارات لديهم ذات التوجه بخصوص العمل على إرباك مشروع بايدن ، لأنهم يعتقدون بشكل وآخر أنه يجهض صفقة القرن أو على الأقل يحول دون أتمامها .
وفيما يتعلق بدول الخليج وإسرائيل ، فهما يدركان جيداً أن صفقة القرن لن تجعلهما في مأمن من تنامي قدرات إيران العلمية والعسكرية ودعمها لمحور المقاومة .
فلا إسرائيل قادرة على حماية دول الخليج ، وهي نفسها التي تمنع دول الخليج من التسلح بقدرات عسكرية تفوقها تطوراً ،
ولا دول الخليج العاجزة عن حماية نفسها من صواريخ الحوثيين قادرة على حماية أمن أسرائيل .
فهما معاً ليس لهم غنى عن الحماية الأمريكية ، وماصفقة القرن ألا أكذوبة ضحكت بها أمريكا عليهم وضحكوا بها هم على أنفسهم ، وكانت مورداً أمريكياً لابتزاز دول الثراء النفطي ليس إلا.
ويمكننا القول كذلك إن من أهم دلالات هذا التوقيت أن أسرائيل قررت الاعتماد على نفسها في السعي لأجهاض المشروع النووي الأيراني ، وعدم الأعتماد على أمريكا
مهما كلف الأمر .
وهي تعلمأي اسرائيلأن أمريكا ستكون مضطرة لحمايتها في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، لأن أقدامها على مثل هذه الجرائم مدان دولياً وأمريكا سبق وأن قامت بمثل هذه الافعال كأقدامها على اغتيال الشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس .
ومالم تدافع أمريكا عن اسرائيل فإن هذا يعني أنها تدين نفسها ، إذ أن ذريعة الأغتيال كانت واحدة
(إجراء استباقي لحماية أمنها)
https://telegram.me/buratha