حسن المياح ||
· أخلاقية الهزيمة وظهور المسؤولين الأفاعي السامة من جحورها لقرب موعد الإنتخابات
~ لما شعر رؤوساء الكتل والأحزاب حسيس الإنتخابات , وسمعوا بعضآ من أزيزها , وعرفوا قرب موعدها , وأنها سوق نخاستهم المنحرفة , وميدان نزول إطروحاتهم الخبيثة الزائفة , وبيئة نشر سموم رسائلهم الغادرة الخادعة , هبوا مذعورين بجنون طافح وهبول مطبق , متناسين ظلمهم وما أجرموه من نهب وقتل , ومن تهجير وتهميش , ومن إلغاء وسرقات , وتلصصوا غسقآ كأنهم إبن جلا وطلاع الثنايا من جحورهم وملاذ قبوع وجودهم , ليعيدوا مجدهم الدموي الحاكم , ويثبتوا دوام وجودهم الظالم , ويحققوا غاية مغنمهم الناهب , بغش وخداع , وستر ووقاء , وحجاب وغطاء , وغدر ونفاق , وتملق ورياء , وكذب وإفتراء , وزيف هواء , وأنهم متى يضعوا العمامة يعرفون وتبان حقيقتهم . كما هو الحجاج بن يوسف الثقفي الحاكم المجرم الظالم :
أنا إبن جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني .
فساقهم قطيع الرعية الخراف الى الحتوف الحتمية , والقبور الطامرة , غير مأسوف عليهم , لأنهم آثروا الحياة والعيش بأخلاقية الهزيمة , على العيش بحرية وكرامة وسعادة .
نعم ... وأجل ... وبلى ...
ستخرج الأفاعي المجرمة القاتلة الزاحفة السامة من جحورها ~ التي كانت عاكفة منطوية على نفسها تقوقعآ مهزومآ , وهي في سباتها المعتاد عندما تجرم وتقتل , وتعض وتنهش ~ حين يقترب موعد الإنتخابات .
فتراهم يصرحون بزمجرة لاغية , وبثولة وارمة , تعليقآ على ما ينطقه أبو قسورة , وتراهم يجعلون من النار ثلجآ , ومن الجحيم فردوسآ , بخطاباتهم المعسولة الممنية الكاذبة , الغاشة الخادعة , الهابطة السافلة , المطاطة المترهلة , الواعدة زيفآ طمعآ بحصد أصوات الأهبلين السذج السطحيين الذين لا يميزون بين الناقة والجمل جنسآ , ووجودآ عاملآ نافعآ في عالم الواقع والحياة .
هذه الأفاعي الكوبرا المجرمة الزاحفة اللامظة بلسانها تحسسآ للأوضاع وما يجري في حلبة الصراع , ترن بجرسها المحذر , معلنة نفوذ طغيانها القاتل , وفرعنتها الناقمة , وتوحدها المجرم الحاكم , وأنها تقاتل زحفآ , وتعارك إلتفافآ عاصرآ ضاغطآ مميتآ , وأنها لا بد لها من الفوز المكيافيلي الغادر , التي يثبت وجودها الحاكم الظالم الناهب الناقم , وهي في ود تناغم وتكتل , وحب إءتلاف وتجمع , وإلفة إنسجام وتوافق , وحاكمية تقاسم وتحاصص , مع من يسلك طريق الظلم والطغيان , والفرعنة والإنتقام , ليهمش ويبعد ويلغي من هو صالح للقيادة مستقيم القوام وجدير بالإحترام .
لذلك ترى أن الإفعى لا يروم لها العيش , ولا يحلو لها التجانس , ولا ترغب الظهور في المهالك , ولا في الشوارع , ولا في الإضاءة والنور , ولا في الإشراقة والإنكشاف والسفور , ولا في الأجواء المستوية المكشوفة البادية للعيان , ولا في الإزدحام ; وإنما طبيعتها الغدر والإفتراس , وشيمتها العض ونفث السم , وقتل من هو فريسة ضعيف لا يقوى على التصارع والمقاومة , ولا على المراوغة والمحاججة والخصام .
موسم ظهور السياسيين الظالمين الفاسدين الناهبين الذين كانوا سابتين ترفهآ وسعادة , وهناءآ وإنتفاشآ , وتورمآ وحبورآ , إعتمادآ على إنفاق بعض الأموال السحت الحرام من ثروات الشعب العراقي التي سرقوها ونهبوها يوم كانوا حاكمين متسلطين ظالمين , تطوافآ على البلدان , والرفلة في بحبوحات الجنان , هم وأزواجهم وصويحباتهم الغواني الكاولية الراقصات , وأهلوهم والمقربون منهم خبثآ ونذالة , وحقدآ وسفالة , وذلآ وسفاهة , غير آبهين غيرة ولا حياءآ , ولا تفكيرآ ولا شعورآ , لشعب ظلم ونهب , وسلب الإرادة , وأنه ( الشعب ) عرض ضميره للبيع في سوق المزاد الرخيص مقابل ثمن بخس هزيل , قوامه لقمة خبز مهانة , تشبع بطنه الفارغة الولهانة , وأنه عاش تجمهرآ مع قطيع الغنم في بلادة , وفقدان رأي في سفاهة , وإمحاء وعي وإدراك وتمييز للأمور التي هو فيها يقاد ويكبل , ويستعبد ويستمطى , وأنه لا يفقه أنه يعيش في ربيضة غنم , وبيئة أنعام , لما تجمد عقله , وإنحجب قلبه وبصره , وأعميت بصيرته , لما إستكان للراحة جبنآ وإنزواءآ , ومال الى الإسترخاء ضعفآ وإنطواءآ , وإتكأ على الآخر مسؤولية على أساس أعذار سخيفة هزيلة , يظنها تجرده من المسؤولية , وتعفيه من التكليف , وتصون وجوده الذليل وإن كان في مهانة وضعة وضعف حال .... ???
وهذا هو مرض أخلاقية الهزيمة الذي يصيب الإنسان فردآ , والأمة ( الشعب ) مجتمعآ , فيجعلهم في ضعف وتقبل , وجمود وتحجر , وآلام ومعاناة , وأسقام وتأوهات , وحينئذ لا يفيد تأسف , ولا ينجي ويريح ندم ..... ???
فيا شعب العراق لا تغشوا , ولا تخدعوا , ولا تلتبس عليكم الأمور فتصدقوهم , لما تظهر الأفاعي الكوبرا نافثة سمومها , مدوية رنينآ أجراسها , فإن البطنج دواؤها وعقارها , وغالبها وكاسحها , وهازمها وملغيها , وقاتلها وقاصفها , وناسفها وذارها هباءآ منثورآ , وماحيها .
وهذا البطنج الدواء يتمثل ...
أولآ : في حرية الإرادة وإحيائها , بعد إطلاقها من أسرها وتحجيمها , لا في تقييدها وتكبيلها وجعلها مستعبدة للحاكم الطاغية الظالم .
وثانيآ : في تنشيط الضمير العامل الفاعل المحاسب الرافض للخنوع والذل والإستعباد , والقالع للإستظلال بظل الخطابات النارية الغاشة الزائفة , والإلتحاف بغطاء عباءات واعدة غادرة خادعة , والإستعباد من خلال عذوبة الألسن الغاشة الدارة لؤمآ وخبثآ وحقدآ , الناضحة السم الزعاف بعسل مصفى في تسرية هادئة وخفاء , وتسلل ثعلبي تغطية ستر وحجاب , وإنسياب سم هادر قاتل زعاف .
وثالثآ : التسلح بوعي فاحص مستنير , وإشراقة عقل بتفكير ناضج كاشف مضيء , لتتضح معالم الطريق , وتنكشف كل منحيات وتعرجات الخداع , وتبين كل حنايا وزوايا الغش والغدر والكذب والنفاق .
بهذا الدواء ( ببناء المحتوى الداخلي للإنسان فردآ ومجتمعات من إحياء إرادة , وتحريك وتنشيط ضمير , وتنوير وتثقيف عقل , وهداية قلب , وتهذيب نفس وسلوك , وتنشيط فطرة طيبة طاهرة ) يعالج ويطبب مرض وداء أخلاقية الهزيمة .
وبذلك يتحول مرض وسقم أخلاقية الهزيمة الذي يصيب الإنسان والمجتمع , الى عافية إرادة حية ليعيش الإنسان والمجتمع الحرية في التفكير والسلوك والمعاملة , وصحة الضمير الذي يرفض الإنحرافات ويكافح الموبقات ويعالج السلبيات ويحول السيئات الى حسنات , بنشاط وعي مستنير وتفكير مشرق مؤمن كريم سليم , يضع النقاط على الحروف كما يقول المثل السائر , فتصلح القيادة , وتستقيم المسيرة , ويعيش الفرد والشعب حياة هانئة آمنة سعيدة , برغد وسرور وحبور .
https://telegram.me/buratha