🖊ماجد الشويلي ||
المشروع الصهيوأمريكي الجديد ، الذي يطلق عليه مشروع (إبراهام) ، لدمج الديانات السماوية في اطار دين واحد .
ما هو إلا إذعان ورضوخ لحقيقة فاعلية الدين الأسلامي وتأثيره البالغ على مصالح الدول الغربية في المنطقة والعالم .
كما أنه ضمناً يعد اعترافاً بفشل العلمانية
وتسويقها الغربي على أنها بديل عن الدين. !
وبنحو آخر يمكن لنا أن نجمل بواعث إقدام قوى الاستكبار العالمي بالسعي لتحقيق مثل هذا المشروع وانعكاساته على واقعنا بمايلي ؛
اولاً :- ان أمريكا والكيان الصهيوني قد استيقنا أن مشاريعهما في المنطقة، لايمكن أن يكتب لها النجاح مادام الدين الاسلامي فاعل الأثر فيها
ثانياً:- إن المسيحية لم يعد لها تأثير يذكر على صعيد تهديد الحركة الصهيونية في العالم ، بعد أن تمكن اليهود من تطويع الكنيسة لارادتهم ؛ لدرجة أن بابا الفاتيكان "بنديكت السادس عشر"، في كتابه " يسوع الناصري" تبرئة اليهود من دم المسح عليه السلام.
ثالثا:- نعتقد أن الأبراهيمية الجديدة ، وعلى فرض تحققها فإنها لن تنهي الخلافات بين أتباع هذا الدين الجديد بخصوص الاعتقاد برب ابراهيم ع (الله عز وجل) .
فالخلافات الفلسفية والكلامية بخصوص وجود الله عز وجل وعدالته ،وصفاته، عميقة،جدا وجذرية الى حد بعيد حتى بين اتباع الدين الواحد ، وهي بين الديانات السماوية الثلاثة متناقضة ومتقاطعة حد النهاية.
رابعاً:-أعتقد أن محاولة صهر الدين الاسلامي في بوتقة هذا الدين الجديد(إبراهام) ستكون مدعاة لتمسك المسلمين بدينهم أكثر ، وستحفزهم للبحث فيه والتعرف على أحكامه بشكل أوسع ، بل حتى الدين المسيحي كذلك .
خامساً:- بيّن هذا المشروع حقيقة أن الحركة الصهيونية تتخذ من اليهودية غطاء لها فحسب. وإلا لماكانت على استعداد للتخلي عن اليهودية لاجل بسط هيمنتها على المنطقة .
سادسا:- محاولة فرض الأبراهيمية الجديدة على دول المنطقة ، يمكن أن يكون حافزا لدفع المؤسسات والمرجعيات الدينية والمنظمات العاملة في المجال الفكري والعقائدي للتقارب أكثر مابين الاسلام والمسيحية على الاسس المشتركة الصحيحة بينهما؛ نظراً للتهديد الصهيوني لهذين الدينين السماويين.
سابعاً:- من المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستوظف نفوذها وسطوتها في العالم، ومن خلال المنظمات العالمية والضغط على حكومات المنطقة المنقادة لها، لفرض مقررات هذا الدين في المناهج الدراسية بغية تحقيقه رويدا رويداً.
ثامناً :- سيكون هناك رهن للمساعدات الاقتصادية والمالية لدول المنطقة بتطبيق بنود ستراتيجية (إبراهام) ، ومن يظن بأن الولايات المتحدة تعمل على النهوض باقتصاديات هذه البلدان فهو واهم الى حد النخاع ، لأن تحسن الاوضاع الاقتصادية لهذه البلدان يفقدها أهم اوراق الضغط عليها
تاسعاً:- العراق هو الدولة الوحيدة خارج دول الطوق المحيطة بأسرائيل التي باشرت الحرب مع الكيان الصهيوني ، وله من الخصوصية في مخططات الكيان الغاصب الشئ الكثير وباعتبار أن جلَّ دول المنطقة من الانظمة العربية ، قد انخرط في التطبيق إما بالقوة أو بالفعل باستثناء العراق .
فإن حصته من الضغوطات والمؤامرات ستكون الأوفر ، ولذا على جماهيرنا ان تكون يقظة لمثل هذه المشاريع التدميرية.