🖊ماجد الشويلي ||
مرة أخرى تسعى فرنسا جاهدة ليكون لها قصب السبق بالتزلف للكيان الصهيوني الغاصب ، وأتمام صفقة القرن لتدشين مائة عام جديدة من التهويد السياسي والاقتصادي والأمني للمنطقة .
ففرنسا التي شاطرت بريطانيا بتقطيع أوصال المنطقة والهيمنة على مقدراتها ونهب خيراتها في اتفاقية سايكس بيكو؛
هي التي مكنت اسرائيل بعد ذلك من فرض هيمنتها الأمنية والعسكرية على المنطقة، حين بنت لها مفاعل ديمونا ومنحتها القدرة على صنع القنبلة النووية .
فرغم أن أمريكا تعد أكبر الداعمين لاسرائيل، إلا أنها أحجمت عن منحها هذه التقنية ، في حين دعمتها فرنسا بكل قوة .
وتشير بعض الوثائق السرية المسربة ، والمعلومات الامنية ، الى أن أحد أهم اسباب اغتيال الرئيس الامريكي (جون كينيدي) سنة 1963 يعود لاصراره على منع انتشار الاسلحة النووية ، وتشديدة على أهمية التاكد من سلمية البرنامج النووي الاسرائيلي.
ألمهم أن فرنسا اليوم تحاول العودة لمسرح الاحداث من جديد ؛ لتساهم في تصفية القضية الفلسطينية جنباً الى جنب مع الكيان الصهيوني عبر مايسمى (بالدبلماسية الروحية) !
وهي العمل على إنها الصراع في المنطقة لصالح اسرائيل واستيلائها على القدس .
فرنسا تعتقد ان الصراع مع أسرائيل في حقيقته هو صراع ديني لابد أن يحسم عقائدياً .
ولذا انخرطت بشكل مبكر بمشروع مايسمى ب(أبراهام) وبنحو تدريجي.
فقد أعلن الرئيس الفرنسي الحَنِق على الاسلام والمسلمين (ماكرون)أمام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ((ان بلاده ستعتمد في تشريعاتها تعريفاً لمعاداة السامية يتضمن الصهيونية ))
ومن هنا بدأ الرئيس المتصهين وفي ظل تأثيرات زوجته (بريجيت ماري كلاود) الروتشيلدية بالاساءة للاسلام والمسلمين والتنمر عليهم .
وبدأت معها إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الاسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) في فرنسا.
فمشروع (أبراهام) الذي يقوم على أساس إلغاء الديانات الثلاثة ونزع قدسية كتبها السماوية ، يصطدم بعقبة كؤود اسمها (الاسلام) .
ذلك الدين الحي والغض الطري الذي تمكن من البقاء ومواكبة العصر يشكل تهديدا وجوديا للايدلوجيات الغربية ، بأطروحاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية
المنافية للفطرة الانسانية السليمة والتي تدفعت البشرية اثماناً باهضة جرائها.
والقرآن هو الوثيقة الوحيدة من بين الكتب السماوية التي تؤيد معاجز أنبياء اليهود والنصارى وكراماتهم واحوالهم دون أن يمسها التحريف والتزييف .
ولأجل أن يكون الطريق معبداً أمام انجاز مشروع (أبراهام) ، لابد من إزاحة الدين الاسلامي بقرآنه الكريم .!!
وهذا الامر لن يتأتىٰ لهم ولا لغيرهم مالم يتم نزع قدسية الرسول الاعظم (ص) من نفوس أتباعه ، وتبديد هالته التي باتت تهيمن على أتباع الديانات الاخرى، وإن لم يؤمنوا به كنبي مرسل ، والشواهد كثيرة على هذا الامر. أبرزها هو الانتشار الواضح والمضطرد للدين الاسلامي في عموم أوربا وفرنسا على وجه التحديد.
فبدأت هذه الحملات البائسة اليائسة بالاساءة للرسول الاعظم (ص) برفقة جهود مضنية لدفع المزيد من الدول العربية للاسراع بالانخراط في صفقة القرن والتطبيع مع اسرائيل تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
حتى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبقية المؤسسات المالية الدولية. قد وضعوا في أجنداتهم التمويلية مشروع (أبراهام) تحت مسمى تحقيق السلام وانهاء الصراع في المنطقة والعالم .
إذن فان جذور الاساءة لنبي الاسلام الاكرم (ص) في فرنسا ، تأتي في سياق مشروع صهيوني خبيث ، يستهدف مسخ الدين والقضاء على المثل والقيم الانسانية بفطرتها النقية .
هذه هي ابعاد الاساءة للرسول(ص)
، وهي جزء من مشروع صفقة القرن ، وفرنسا متورطة بهذا المشروع الخبيث ، سواء أكان ذلك على وقع الضغوطات التي تتعرض اليها من اللوبيات الصيونية ، أم استجابة لمصالحها التوسعية في المنطقة.