المقالات

بطعم إجرام صدام ونكهة سياسة معاوية

1365 2020-10-28

 

حسن المياح||

 

إستخدم معاوية بن أبي سفيان أسلوب ألترهيب والترغيب في إسناد وتقوية وتثبيت حكمه . وذلك بإعتبار تقسيم الحالة الإجتماعية والنفسية للأمة التي كانت تعيش في زمنه يوم كان حاكمآ مجرمآ , غاصبآ طاغيآ , مستبدآ ظالمآ , مسلطآ على رقاب الناس , لأسباب لا يسع ذكرها الآن .

فكان أسلوب الترهيب والإرهاب الذي يستخدمه معاوية بإعتباره حاكمآ متسلطآ ظالمآ مع الناس الذين يقفون بوجهه معارضين وناقمين ورافضين , وهو يعتقد في قرارة نفسه أنه لا علاج لهؤلاء إلا السيف القاتل , أو السم الناقم المميت , بسبب خطر وجودهم بين الناس , لأنهم الواعون لإنحراف وطغيان حكمه المستبد الظالم , وأنهم شجعان مراس صقلتهم التجارب , لا يتنازلون عما هم يفكرون به , ويعتقدنه , وأنهم على إستعداد للتضحية والشهادة في سبيل خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله , كحجر بن عدي وأصحابه وإبنه وغيرهم كثير . فهؤلاء أصحاب ضمائر واعية , وإرادات حية نابضة منفتحة على الجهاد في سبيل الدفاع عن عقيدة التوحيد , وأنهم الجادون العزم على تثبيت وترسيخ حاكمية خط إستقامة عقيدة لا إله إلله بما فيها من تشريعات وأحكام وقيم خلقية وسلوك أخلاقي قويم .

وكان معاوية يستخدم أسلوب الترغيب والإغراء وشراء الضمائر وكسب الإرادات التي هي أقرب الى الشلل والموت منها الى الحياة والوعي والحركة . وهؤلاء هم كثير كثرة كاثرة متكثرة , وعلى أساسهم أقام معاوية عرشه الزائف المهلهل , وحكمه الظالم المجرم الطاغي , حيث الجبن والذلة والتبعية والعمالة , وغياب الوعي وشلل الإرادة وموت الضمير وهزال الشخصية وقابلية الإنحراف في السلوك . ويمكننا أن نطلق وننعت هؤلاء بالجواكر في الحال الحاضرة التي نعيشها في أغلب الحراك والتظاهر .

وعلى أساسه يبني الحاكم حكمه , ويسند عرشه , ويقيم ويديم وجوده المتسلط , من خلال هؤلاء الشرذمة المجرمة الرخيصة اللامنتين الى عقيدة إستقامة التوحيد , والذين لا ولاء وطني لهم ; وإنما هو المنصب والمال الحرام الذي يكسبون بدون وجه حق ; إلا خدمة لعمالة الذات الهزيلة المائعة عقيدة , والشاردة من كل خلق وطني , والمتخلية والمجافية لكل سلوك نبيل رفيع مستقيم .

وأصبح الشعب العراقي ~ مع شديد الأسف وبالغ الألم ~ بأكثريته عبيد الدنيا , باحثين عن لقمة عيش مهان رذيل , وإنتظار راتب مهزوز مهدد بالإنقطاع أو التقليل , بلا شموخ ولا عزة , ولا كرامة ولا وجود إنساني كريم , وذلك لتوفر القابلية عنده والإستعداد لسلوك خط الإنحراف والتنازل من أجل لقمة عيش وراتب شهري مشكك ومهدد بالزوال , وذلك بسبب شلل الضمير الذي يحاسب , وموت الإرادة الواعية التي تنهض وتحرك , وفقدان العزم المقاتل , الذي أدى الى موت شموخ ذلك الشعب العراقي , وذهاب شجاعته وبسالته , وخور وجوده المدافع , وضعف وعيه المميز , ووهن عقيدة التوحيد في قلبه , لقبوله بالرضوخ الى الظلم والإستعباد , والإستجابة المذلة لسلوك طريق الإنحراف , والقبول بحكم وحاكمية الجوكرية الوصولية المتقلبة المحتالة الساعية لتمييع عقيدةالتوحيد الرسالية في نفوس الشعب العراقي , ليسهل إنقيادهم بإنهيار وجودهم الواعي وذبول إنتمائهم الوطني وتسطيح ولائهم للقيم الخلقية النبيلة التي تربوا عليها وكبروا وشمخوا .

صدام الطاغية المجرم رسخ حكمه الظالم بإنتهاج أسلوب الترهيب والقسوة , ومنهج القتل والتجويع , وإجرام الإعتقال والتهجير , وما الى ذلك من وسائل التعذيب والكيد والغدر والإجرام , وهذا هو طعم حاكمية صدام وتسلطه المجرم الغاشم , الذي إستخدمه مع من رفض وجوده الحاكم وعارض تسلطه الناقم , من الشعب العراقي الأبي المؤمن الكريم .

وكان صدام الحاكم الطاغية المجرم يستخدم أسلوب الترغيب وشراء الذمم والضمائر من خلال ما يغدقه من الأموال ( العملة المحلية بالدينار العراقي ) المطبوعة محليآ بلا غطاء دولي , غرفآ بلا عد ولا حساب على من طبل له وزمر , وهتف وصفق , وتظاهر ورقص , وعبث وأفسد , وإنصاع وخضع , وذل وأستعبد ,....... ,

 وعلى أساس هؤلاء من الكتل البشرية الوضيعة وجودآ , الهابطة وعيآ , البائعة الضمير الهزيلة , والميتة الإرادة المتنازلة عن كرامتها وشرفها ووجودها الإنساني الكريم مقابل ثمن بخس من الوظائف المجرمة الهالكة , والدنانير الهابطة القيمة التي يعادل الدولار الواحد  ثلاثة آلاف دينار كسعر صرف له , بنى مجده الحاكم الظالم , وشيد تسلطه المجرم الناقم , ..... , والناس من الشعب العراقي يعلمون ذلك ويدركونه , ولكنهم لا يحركون ساكنآ من ضمير , أو مشلولآ من إرادة , أو مفقودآ من كرامة , أو ميتآ من عز وجود إنساني كريم .

وكل ذلك بسبب تقاعس الهمم التي أولدها موت الضمائر , وضعف العزائم الذي أنتجه فقدان الإرادة , وميوعة عقيدة لا إله إلا الله في النفوس الذي هيأ الجو المناسب للقبول بالذلة والمهانة , والتبعية والركون الى الإستعباد .

وبسبب كل هذا , وعلى أساسه ,في حالنا الحاضر , تتهيأ الأرض الخصبة لقبول بذر الجوكرية , ويبرز الإستعداد للرضوخ الى حاكمية الطغيان التي تضعف حركية الرفض والتمرد والنفور والتظاهر الواعي الهادف لتغيير الفاسد , وإجتثاث من كل يحاول إعلاميآ أن يتفيس (نسبة للفيسبوك ) ويتظاهر عبثآ لاغيآ من أجل التجوكر , وإثبات الطاعة والمساندة والعون , والعمل على تأسيس وشد بنيان وتقوية وترسيخ حكومة جواكر عميلة قائمة على أساس الغش والخداع , والغدر والعمالة , والتلويح بالتوعد , والتلميح بقطع الرواتب الشهرية التي يعيش عليها الناس , والتصريح بالإعتقالات والإختطافات , والعمل على وضع الموانع الكونكريتية الحاجزة للشعب الواعي المنتفض المطالب بالحقوق , والمحاربة لكل من يحاول إستئصال الوجود الحاكم الظالم القابع بالمنطقة الخضراء , حيث أوكار العمالة والتخطيط الناقم والقبوع الجبان المجرم الظالم .

هذا هو الحال الذي يعيشه العراقيون , وما يعانوه من ظلم وإجرام في ترهيب وترغيب من خلال ما تمارس عليه من إجرام إرهاب بطعم وسلوك صدامي , وبنكهة ترغيب إحتيال سياسة معاوية بن أبي سفيان .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك