🖊 ماجد الشويلي ||
لاتقف المهام الرئيسية التي كُّلفَ بها الكاظمي عند تلك التي حددتها له الكتل التي توافقت على دفعه لواجهة السلطة ؛ وهي إعادة هيبة الدولة ، وتهيئة الاجواء لاجراء الانتخابات المبكرة ،وتمرير الموازنة .
بل تتعداها الى أبعد من ذلك بكثير .
فالكاظمي وإن بدا بروتوكولياً وكأنه مرشح الكتل البرلمانية الشيعية التي أعياها التوافق على تسمية الكتلة الاكبر ، الا أنه
متيقن في قرارة نفسه أنه مرشح الحراك التشريني، وأنه ملزم بتطبيق مقررات اللجان التنسيقية لذلك لحراك أكثر من التزامه بمقررات الكتل التي رشحته .
بل إن الكتل التي رشحته ذاتها لم يعد لها املاءات أو اشتراطات ، لانها ارتضت لنفسها التمترس وراء تأييد الكاظمي في خطواته التي اتخذها تحت مسمى اعادة هيبة الدولة حتى وان كانت تلك الخطوات قاضمة لاستحقاقاتها الانتخابية السابقة أو كانت تؤشر لمنحى اقصائي لها، بعد أن وجدت نفسها مرغمة على استمراء ستراتيجية القضم والاقصاء خشية وصمها بأنها مع اللادولة .
أما شعور الكاظمي بكونه مرشحاً تشرينياً بالاساس فلم يأت من فراغ ، لا بلحاظ الزخم الذي وفره له هذا الحراك فحسب ، بل للزخم الذي حصل عليه اقليميا ودوليا .
وبطبيعة الحال فان هذا التأييد الدولي مرهون بقدرة الكاظمي على احداث التغيير (الرادكالي )في عموم الوضع العراقي بطريقة (مخملية )يستكمل فيها ما ابتدأته المظاهرات من المطالبة باقصاء الاسلام السياسي عن الواجهة بحجج شتى بغض النظر عما اذا كانت صحيحة ام لا .
فالكاظمي اذن ينسج خيوط التغيير ويهئ لوازم التحولات الكبرى في البلد تمهيدا لاعلان مرحلة استئصال شأفة الاسلام السياسي عن قيادة البلد الى حيث اللاعودة .
ومن المؤكد انها ليست ستراتيجية الكاظمي
فهي أكبر منه بكثير و أكبر من حراك الشارع ومطالباته .
فهذه الستراتيجية تقتضي اقتلاع جذور مرحلة مابعد 2003 ووضع العراق في اطار منظومة تطبيعية تكبله بالتزامات اقتصادية وامنية وسياسية يصعب الخروج منها ، وتجعله مطبعاً مع الكيان الصهيوني سواء اعلن ذلك بشكل رسميا ام لا فهو مطبع بالواقع .
وقطعا فان كل ذلك مرهون بنتائج الانتخابات المقبلة ، فهي المعنية بامضاء التغيير الذي سيجد ترحيباً غربياً منقطع النظير .
وعندها ستنتهي مهمة الكاظمي ولاحاجة لترشيحه مرة اخرى ولاحاجة لحراك تشريني يطالب بوطن ولايعلمون انهم يتاجرون فيه
ــــــ
https://telegram.me/buratha