ضياء ابو معارج الدراجي||
لم يعد من الممكن الكتابة والنقد ضد حكومة تهدد موظفي الدولة بالفصل من الوظيفة اذ ما طرح رأيه الخاص بها وبتصرفاتها علنا وبكل صراحة.
وتعتبر هوفة كبيرة يرتكبها الموظف وهو ينتقد حكومة دولته غير المنتخبة حيث يضع نفسه بين فكي الافة الحكومية التي تسلقت صدفة الى مركز القرار او بالحقيقة وفق مخطط مرسوم بدقة وخطط معده مسبقا لمحاصرة الملك الشيعي وجره نحو مربع الموت الحكومي كما يحدث في مخططات لعبة الشطرنج ليصرخ الجميع (كش مات ) باستقاله حكومية جماعية فاذا لم تنجح الخطة الرئيسية تفعل الخطة البديلة لتبدأ من حيث فشلت الرئيسة بأدواتها القديمة او تبدأ من نقطة البداية بادوات جديدة وهكذا حتى يتحقق الفوز ويتحول البيدق الى ملك بعد ان فرغت له الساحة ولم يعد هناك بديل متاح غيره ليعود بكل ما امتلك من صلاحيات وقوة وحرية الحركة ليضرب بقوة من عارض صعوده ويضرب حتى من عاونه بالصعود دون اكتراث اذ ما شعر انه ينافسه على منصبه وهذا الضرب القاسي لا يمت لصالح البلد لا من قريب ولا من بعيد وانما هو بداية النهاية لتنفيذ مخطط سابق من اجل تمزيق البلد الى ثلاث دويلات متناحرة تتقاتل على مناطق تتنازع عليها باسم حقوق الملكية حسب ما تمتلك من ثروات طبيعية زراعية كانت او نفطية غازية وربما سياحية دينية كانت ام تاريخية لا فرق المهم تحقق موارد مالية تصب في صالح القادة واتباعهم لتفرغ جيوب الشعب من المال هذا الشعب المتلهف للعيش بالامان الذي لم يتحقق منذ ولادته يوما.
منذ ٥٠ يوميا ومورد الشعب الرئيسي للحياة متوقف تماما .
نعم ان راتب الموظف هو مورد الشعب الرئيس حتى وان كانت نسبة الموظفين ١٠% من عدد السكان الكلي حيث ان توقف الدولة عن دفع رواتب موظفيها لا يضر الموظف فقط وانما يضرب كل الشعب فهو المال الذي يحرك السوق العراقية ويشغل ملايين الباعة والتجار والحرفيين واصحاب البسطيات وغيرها فما يتسلمة الموظف من راتب باليمين يصرفه في معاشه اليومي باليسار على الطعام واللباس والعلاج والنقل والكهرباء والماء وكافة الاحتياجات الحياتية الاخرة من سلع منها المعمرة او الاستهلاكية وهذه الخدمات يقدمها القطاع الخاص الذي يتعمد كليا على تدفق راتب الموظف في تصريف بضاعته حتى يستورد غيرها لتسير عجلة الحياة وهكذا.
فكل ما يقدم من خدمات الان للمواطن اصبح قطاع خاص كهرباء (مولدات سحب) وماء (R0) وعلاج طبي خاص (مستشفيات خاصة) وتدريس خاص (مدارس وكليات ومعاهد خاصة) وكل شيء خاص فما عاد المواطن يثق بأي خدمات حكومية لانها انتهت تقريبا لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا تامين صحي ولا شوارع معبدة ولا جسور مشيدة او انفاق محفورة تفتح الاختناقات المرورية ولا خدمات صحية ذات مسؤولية ولا لكل شيء تقريبا حتى الهواء فسد واصبح غير صالح للتنفس في ظل جائحة كورونا القاتلة.
كل ذلك الخراب اوصلنا لحكومة عرجاء عقليا بكامل الصلاحيات عناصرها اعلاميون ربما بعضهم ناجحين في مجالهم الاعلامي لكنهم لا يجيدون غير الكتابة والتنظير ولا يحلون المشاكل سوى على الورق ولديهم قدرة على المراوغة الإعلامية واختلاق الاعذار عن كل ما يصدر عنهم من تقصير بحق الشعب والبلد وكذلك قدرتهم على تكبير الهالة الاعلامية حول حكومتهم الفيسية و منجزاتهم الوهمية لازماتهم المفتعله .
حكومة التواصل الاجتماعي تريد ان توهم الشعب انها تعمل ضد الازمات وهي من يصنع تلك الازمات ويحلها دون معرفة مصدر الحل مثل رواتب شهر ايلول عندما اعلنوا عن عجز مالي يمنعهم من صرفها ثم صرفت منذ يوميين لبعض الدوائر تباعا دون قرض او اتفاقية او هطول الاموال من السماء وبذلك تثبت انها حكومة افتعال الازمات الاقتصادية لاغراض سياسية بجدارة وهي تشبه فعل احد رؤساء الجامعات حينما ازال بلاط ممر جامعة عمره ٥٠ عام ليس به اي شائبة ويتحمل ان يدوم اكثر من ١٠٠ عام اخرى محافظا على نظارته وقوته بحجة الترميم والتجديد بملايين الدولارات ووضع بدله بلاط لم يصمد سنة واحدة تحت اقدام الطلاب،ليسرق ثلاث ارباع التخصيص للمقاولة فلا يهمه البلاط ولا الجامعة ولا الطلاب وانما يهمه عدد ما يحصل عليه من رزم الورق الاخضر الذي لا يصمد أمامه احد ويزيغ الابصار المؤمنة بالسلطة والمال وليس بالله والعدالة وغير ذلك الكثير من الافعال التي صدرت ممن تسلط على موارد البلد لينتهي بنا الحال الى عجز اخلاقي وليس مالي يوقف عجلة البلد ويذل موظفيه الذين ذلوا قبل ٢٠٠٣ ليعود الى هذا الذل من جديد في ٢٠٢٠ بفضل حكومة الابواق الفيسبوكية عديمة المنجزات كثيرة الكلام قليلة العمل صانعة الازمات من العدم .
https://telegram.me/buratha