حسن المياح||
البلد الذي يعيش الأزمات والضائقات , ويكثر فيه الفساد , وتعمه التظاهرات , والتسوس ينخر بنهم وشراهة بكل مفاصل تكويناته وأجزائه , وتتلمظه أفاعي الكوبرا الجائعة الحاقدة السامة القاتلة الآكلة البالعة من دول الإقليم والعالم أجمع , وتستفحل فيه الأحزاب الظالمة المستأثرة تسلطآ ونهبآ وإفتراسآ , وتتبرعم فيه أحزاب ضعيفة ناشئة الوعي السياسي , هزيلة الحراك الميداني بكثرة متكاثرة , وتستولي عليه الفوضى العارمة , ويسوده اللانظام في كل مفاصله ومؤسساته , ووو .... وووو ... ???
فعليه أن يبحث عن رجل ذي حنكة سياسية , قوي الشخصية , ذي كارزمة مستوعبة جاذبة , وله إلمام موسوعي وإطلاع في مختلف نشاطات الوجود الإنساني في علوم السياسة والإجتماع والإقتصاد والحرب والإدارة , وله باع مجرب متمرس في فنون الحاكمية , وصبر جميل في مشاوير الحوار والجدال والنقاش والمناورة والإستيعاب والمصابرة والمرابطة , وما الى ذلك من خصائص ومميزات .
وبهذا يكون هو الرجل المختار المهم الذي يطلق عليه ويسمى رجل المرحلة الإداري القائد الذي يسوس البلاد والعباد سياسة تدبر ورعاية , ويدير الأمور بحصافة وحنكة , ويوجهها التوجيه الأصلح والأمثل , بحيث يخرج البلاد من الأزمات والملمات , ويحل المشاكل ويذوبها , وينعش الحياة عطاءآ خيرآ وسعادة مريحة , وينمي الثروات بمختلف الوسائل والطرق , ليتعافى البلد صحة ونشاطآ , ونماءآ وإزدهارآ .
هكذا تفعل كل بلدان العالم لتثبت الجدارة في الوجود الدولي , وتحقق العيش الإنساني العزيز الكريم لكل أفراد شعوبها ومواطنيها .
...... إلا ...... العراق ... ???
فإنه يبحث عن دمية هزيلة خواء هواء , لا وزن لها ليسهل التلاعب بها , ولا لها كتلة إستقرار وجود تصمد ثباتآ وتشمر عن العاديات التي تريد إستغلالها , وإستخدامها , وإستثمارها , وركوب موجها , وقيادة توجيهها , وحتى التي تهاجمها من أجل إحتوائها وضمانها , ... ووو ... ??
وأنه يبحث عن مومياء جامدة أسيرة مسيرة خاوية الجوف , ظاهرها بدائع طلاء , وباطنها فراغ هواء , لا حراك لها , خفيفة الوزن تتلاقفها الرياح الدولية من الخارج حين تهب , وتحلبها نخرآ ونهشآ الأمواج الحزبية الظالمة المتسلطة من الداخل , فريسة كالبقر الوحش الذي تنهب لحمه الأسود الكواسر , وتنهش أشلاءه الضباع المتوثبة النواطر .
هذا هو حال العراق في العصر الراهن الحاضر ..... ??
وهذه هي حكومته الفريسة المحتضرة , التي تتقاتل عليها الوحوش المتنمرة القاتلة الكاسرة .... ???