حسن المياح||
· للتظاهرات وجوه تكون فيها وتظهر عليها , ولها مخابيء تضمرها وتخفيها
للتظاهرات كثرة كاثرة كثيرة متعددة متنوعة نامية من الوجوه التي تظهر فيها وتبدو عليها ; ولكن الضامر والمستبطن في التظاهرات يزيد كثرة في الكم والتنوع , ويزداد عددآ في المضمون والأجندات , ويتنوع أسلوبآ ومسيرة مخبوءة لا يدركها ولا يميزها إلا العالمون , والذين هم على بصيرة من الأمر والحركيون الراشدون وعيآ سياسيآ وعقيديآ وحضارة ومدنية.
التظاهرة حركة وحراك , وهي مرجل يغلي أجندات , يتيه في خضمها الهمج الرعاع , ويستفيد منها الدهاة والدعاة والرعاة الذين ينشدون الإصلاح , ويستغلها المتحذلقون والوصوليون والمتزلفون ومن له مآرب ومنافع أخرى , والذي يركب موجتها هم الغزاة والطامعون , والعملاء المأجورون , والعبيد الأوباش بائعو الأوطان والشرف والكرامة والعز والعقيدة والإيمان بثمن بخس قوامه حفنة قذرة من الدولارات , أو مناصب مترجرجة , أو مكاسب سياسية ومنافع ذاتية ومصالح حزبية , يذهب وهجها وبريقها بعجلة ملحوظة مستعجلة كما ذهبت كرامات أصحابها وإعتقاداتهم وإنتماءاتهم وولاءاتهم العقيدية والوطنية والإنسانية التي على أساسها يتقوم كيانهم البشري السوي الكريم وجودآ حقيقيآ عاملآ , وفي التظاهرات .
فالتظاهرات سلاح ذو حدود متعددة متنوعة , فيها الجيد , ومنها الرديء , وفيها الصالح المفيد , ومنها الطالح الوبيء , وفيها ما يدعو لتغيير الحال السيء وينشد الإصلاح ويطلب الخير ويهدف الى السلم والسلام , ومنها ما يفرز لعابآ قذرآ طامعآ طامحآ وما يفرغ حقدآ وخبثآ وعمالات وأجندات .
ولا ننسى ما يكون فيها من إمتيازات وإستحواذات ومغانم ومكتسبات وإستئثارات وإنفرادات وتجمعات وتكتلات وتحزبات , وكل هذا على حساب الوطن والوطنية , والعقيدة والرسالات , والوجود الإنساني من خلق الله الكريم .
ويمكن أن تكون التظاهرات بهلوانيات ومسرحيات , وإستعراضات وفتل عضلات , ويمكن أن تكون غايتها إثبات وجودات وتحقيق رغبات ونزوات ونهب وسرقات , ويمكن أن تكون توجهاتها سليمة صحيحة معافاة من الأمراض والأوبئة والآفات , أمراض النفس الأمارة بالسوء , وأوبئة الإنتماءات الحزبية السياسية , وآفات العمالة والإستعباد للأجندات التي تلحق الضرر في الناس , والتدمير للمؤسسات , والخراب للبناءات والتشييدات , بنفس مجرم قاتل , وسلوك قذر ساقط , وتصرف عميل وقح فاسد رذيل .
وللتظاهرات الشعبية الوطنية المؤمنة الخيرة الصالحة العزومة غايات نبيلة فضلى , وأهداف إصلاحية كبرى , ومنافع إنسانية جلى , ومصالح وطنية نبلى , ومطالبة بحقوق منهوبة مسلوبة , والقادم فيها ( التظاهرات ) والمستقبل هو الكرامة والسيادة , والعزة والإستقلال , والتمتع بخيرات الله سبحانه وتعالى على العراق والعراقيين , إن مشوا على خط إستقامة عقيدة التوحيد , وسلكوا طريق الإيمان والوطنية الصادقة في عز وشموخ وشمم رسالي قويم . وما العزة إلا لله تعالى جميعآ , ومن إعتز بغير الله ذل مهانآ , وإنحط وجودآ , وتسافل قوامآ , ويتبوأ مقعده في قعر نفايات الإنسان والحيوان في المزابل مكانآ وتاريخآ , مدونآ له سجلآ مجرمآ وبيئآ حافلآ ومليئآ بالمترديات والموبقات وفضائح الأعمال والعمالات والإنتساب المتسافل في سلم الوجود الإنساني في عالم الوجود .
فالتظاهرات التي مضى عليها فترة طويلة من الزمن تقارب السنة إلا بضعة أيام معدودات , ما نوعها , وما لونها , وما هي غايتها وأهدافها , وما هي تغييراتها وربما إصلاحاتها إن وجدت وظهرت , وفي أي خانة تكون ماهيتها وإتجاهها ومستقرها ومستودعها ووووووو.....???
وما سيكون حال التظاهرات ما بعد مضي سنة , والتي تبدأ من بعد يوم ٢٠٢٠/١٠/١م , أي في يوم الجمعة القادم ......???
https://telegram.me/buratha