المقالات

سياسيو أحلام العصافير من وادي عصفر يستوحون

1658 2020-09-01

 

حسن المياح||

 

الغباء والغباوة والتقليد الببغاوي والإتباع الجاهلي الجهول الغافل سريع الإنتشار في أوساط السياسيين الذين لا يرتكزون على قاعدة معرفية سياسية واعية صلبة، لأنهم يتداولون ما يسمعون عدوى فيما بين ما يثيره المبهورون بالمصطلحات الفارغة التي لا تعبر عن وعي سياسي, ولا إدراك معرفة تستند الى القراءة الحكيمة الهادفة, ولا الى البحث في المصادر السياسية الأساس, ولا الإستقصاء فيما يدور في عالم السياسة العالمية, وواقع الجدل والتناكف والصراع والتنافس لتحليل ما يثار وما يحدث من مشكلات عويصات، وأزمات دورية ووقتية وحوادث وحادثات، وما يسوق البلدان الى الفشل والإنتكاسات، والى ما يؤدي الى الطرق المسدودة، التي تؤدي الى جمود الحراك السياسي لفقدان مفاتيح الأقفال الحاجزة المقيدة .

إنهم يكررون إجترارآ، ويعيدون مرارآ، كالشاة التي تطحن الطعام مضغآ إجترارآ الذي تلتهمه وتخزنه، وتتسلى به يوم تضطجع على وركيها، لتعيد مضغه من جديد، وكأنه طعامآ طازجآ التو حصلت عليه .

 فيرددون أن العصفورة قالت لي، أو عصفورتي قالت لي، أو العصفورة تقول، وهذه العصفور براء لأنها عدم لا وجود لها، وهذه العصفورة هي عصفورتي أشبهها، بل هي الوحي السماوي والإلهام الإلهي الرباني، وحاشا الوحي والإلهام أن يخطر على عقول ومخوخ وخيال السياسيين المتعصفرين تقليدآ، المجترين للمصطلحات الفارغة المضمون، والهواء مادة سياسية، والخواء تحليلآ سياسيآ يخدم القضية التي يتحدث فيها، ويحاول إجترارآ حلها، أو التوصل مقاربة الى تفكيكها وتجزئتها، ليسهل عليه بالتالي تناولها وهو رابض بفخذيه المنفرجتين إسترخاءآ على كرسي القناة الفضائية، التي في إستوديوها يتحدث، ومنه يصرح جلجلة عصفورية، وزمجرة بلبولية، وعلى أشكالها الطيور تجتمع وتقع .

وهم يغيرون التعبير بما تخبرهم عصافيرهم، فإن لكل سياسي ومقدم برنامج عصفوره وعصفورته التي تخبره وتوحي اليه وتبصره، كما أن للشاعر شيطانآ من وادي عبقر، يهيم في خياله ويغذيه تخيلاته، وينطقه مفردات موسيقية وكلمات شعرية يتكون منها بيت القصيدة.

وهنا يبرز لنا إنطباع هيومي ( نسبة الى الفليسوف البريطاني ديفد هيوم الحسي حد النخاع ) الذي يؤكد لنا، أن التحليلات السياسية هي تهويمات خيال، ونقل مشاعر خلابة مجنحة طائرة، وتكهنات سحرية مغامرة خادعة غاشة فيما ينتجه السياسي من قول وتصريح، ويقول هذا هو رايي الشخصي، أو هو التعبير عما تؤمن به كتلتي، أو حزبي، أو تياري، أو التجمع الذي اليه أنتمي وأمثل .

وبحثت كثيرآ ~ كحشرة كتب ( worm book ) كما يقول المثل الإنكليزي ~ في المصادر السياسية، والموسوعات السياسية، والبحوث المعتبرة المعدة كافة، ولم أجد واديآ، أو غابات، أو بساتينآ، أو أشجارآ للعصافير تتجمع فيها، أو تأوي اليها، أو اليها تستريح قليلآ، كما لا أجد وادي عبقر الذي فيه تتجمع شياطين الشعراء، ومنها تطوف وتنتشر وتتلبس الشاعر لينتج قصيدة، أو على الأقل بيتآ من الشعر الذي يشار اليه في الأدب والنقد كمادة أدبية تصلح للتحليل والتفسير والنقد الأدبي .

يظهر أن السر الكامن والأساس في تقلب إنتماء السياسيين العراقيين هو حياة وموت العصافير التي اليها يلجأؤون، ومنها ينهلون، ومن لسانها يرتشفون، ولما كان عمر العصفور والعصفورة يعد بالأيام والأسابيع، والمحظوظ منها يبقى أشهرآ وربما سنة، وربما ينوف عمره بقليل من الأيام على السنة، وهذا قليل نادر ، ويموت . ولذلك يضطر سياسينا العراقي ~ بعدما تموت عصفورته الملهمة له رحمها الله ~ أن يتقلب باحثآ ومفتشآ في وادي العصافير، عله يجد عصفورة فارغة خالية يلجأ اليها وينتمي، حتى تزقه حلمآ فانتازيآ معتادآ، وإستيحاءآ عصفوريآ حزبيآ جاهزآ معلبآ، ويقدمه الى الناس على أنه وحي سماء، أو إستنباط عقل سياسي، أو إبداع ذهني، في التحليل، أو أنه سوق وتقديم معلومات، لا تهويمة عصفور من وادي العصافير المختلق، وأن عصفورته ( أو عصفوره، وقد ظلمنا البلبول هنا، ولكنه يختص وحيه وإلهامه وينتج تغريداته ويوتوبياه في التغريد والتغريدات ) هي التي أوحت له هذه الفكرة، وأدلت له بهذه المعلومة، وأرشدته وعيآ بإحكام، لبثها في صراخ مزمجر راعد، وأنه سبق خبري جديد، في الفضائية التي يتقاول معها في الظهور، للإعلان والتصريح، والتهديد والتنديد .

فالسياسي العراقي ( وكل مسؤول ومقدم برنامج ومتحدث ) عمر تصريحه بعمر عصفورته أو عصفوره، وربما ينقلب على هذا العصفور الذي لا يثريه دولارات ولا وظيفة ولا منصبآ الى آخر أكثر منه عصفرة رابحة مغنية، ولما تموت العصف…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك