ضياء ابو معارج الدراجي ||
(عندما يتحول الحليف الى عدو بسبب المصالح الاقتصادية بحجة الطائفية قطر والعراق خير دليل )
لن اتكلم عن العراق اولا لكن سيكون مقالي بداية عن دولة قطر لان ما حدث لها هو مشابه لما حدث للعراق لكن خلال سنوات قليلة وليس طويلة كالعراق من حيث التحول بسبب الحرب الاقتصادية من دولة حليفة للامارات والسعودية وامريكا واسرائيل الى دولة عدو محاصرة اضطرت ان تتحالف مع ايران لحمايته نفسها من تنمر دول الخليج. نأتي اولا لاساس المشكلة وهو ميناء جوادر الباكستاني القوة الاقتصادية التي تهدد قوة الامارات والسعودية الاقتصادية في المنطقة. وسببت هذه المشكلة حرب اقتصادية بين طرفين من البلدان، باكستان والصين وقطر من جهة، والهند والإمارات العربية المتحدة والسعودية وامريكا من جهة أخرى.
حيث كانت الامارات على مدار اعوام طويلة مركزا عالميا للتجارة والمال والسياحة وتستقبل الملايين من السياح ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم سنويا وتجمع إيراداتها الرئيسية من السياحة والطيران والعقارات والخدمات المالية و مشاريع البناء الكبيرة المتمثلة في ناطحات السحاب الشهيرة والأحداث الرياضية ووسائل أخرى للدخل. يوجد فيها ميناءان تجاريان رئيسيان، راشد وجبل علي لذلك يعتبر ميناء جوادر منافسا خطيرا لدبي حيث يملك موقعا استراتيجيا يمنح الصين ووسط آسيا إمكانية الوصول إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط ليصبح البوابة الرئيسية البحرية لآسيا الوسطى نحو غرب اسيا وافريقيا واوربا كما سيصبح من السهل إرسال منتجات من الصين ودول آسيا الوسطى إلى مناطق الخليج وافريقيا واوربا لذلك اعلنت الصين عن تطوير الطرق والطاقة والفنادق وغيرها من البنى التحتية لميناء جوادر وبناء مطار دولي ومحطة لتوليد الكهرباء بمليارات الدولارات.
من جانب اخر تعد الهند لاعبا رئيسيا آخر في هذه المعركة الإقليمية، حيث يعد ميناء تشابهار الهندي خصمًا آخر والذي يبتعد بمسافة ٧٢كم عن جوادر الباكستاني. وقد حاولت كل من الهند وباكستان تقويض بعضهما البعض في المنطقة عسكريا واقتصاديا وزاد في هذا الخلاف وتدهور العلاقات بينهما تطوير الموانئ التابع لهما على بحر العرب طريق الذهب والدولارات وليس الحرير فقط.
كذلك ان علاقات أمريكا مع الهند في هذا السياق والتي تؤكدها الاتفاقات الأخيرة الموقعة بينهما حقيقة الخوف من الصعود الصين الاقتصادي وتهديده لتوازن القوى الإقليمي. لذلك ادرك المسؤولون القطريون أهمية جوادر كمتغير كبير في اللعبة في المنطقة، واستثمروا ١٥% من قيمة «الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني»، وهو عبارة عن مجموعة من مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء باكستان، الأمر الذي اضاف ضغطا على الإمارات، وزاد من الخصومة بين قطر والإمارات والسعودية ومقاطعتها من جميع النواحي الاقتصادية والعسكرية والسياسية وسحب سفراء مما دفع قطر الى ايجاد حليف قوي مثل ايران تهدد به اعدائها الجدد من الاخوة الاعداء.
تقوم الصين وباكستان وقطر حاليا بصياغة أجندة اقتصادية للمنطقة على أساس اقتصاد ميناء جوادر، في حين تعارض الهند والإمارات والسعودية والكويت بشدة هذا الاحتمال، وتحاولان عرقلة الخطة بإقناع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالاستثمار في دبي ودول التعاون الخليجي.
ان امتلاك السعودية والكويت موارد طبيعية من النفط ولديها موارد للغاز الطبيعي قد لا يؤثر عليها مشروع الصين لكن الإمارات العربية المتحدة ليس لديها موارد خاصة، وتعتمد في الغالب على عائداتها من السياحة والنقل. ومع نية السعودية بناء منتجعات سياحية في البحر الاحمر تصبح الإمارات هي الخاسر الأكبر في هذه اللعبة الكبيرة، وقد تصبح دبي خارج امتيازات السياحة والنقل بعد عشر سنوات او اقل.
وفي خضم هذه المعركة البحرية الاقتصادية لا يمكن ان يسمح لظهور لاعب أساسي خطير كطرف ثالث منافس للكل مثل العراق قد ينهي كل طموح دول الخليج ومصر ببناء ميناء كميناء الفاو الكبير وربط سككي من البصرة الى اوربا عن طريق تركيا اولا وعن طريق البحر الأبيض المتوسط الى اوربا ثانيا باستغلال طريق القائم سوريا لبنان.
فهذا الطريق سوف يسهل عملية نقل البضائع الصينة الى اوربا من ميناء جوادر ويقلل وقت وكلفة وصولها. وايضا يمكن ان يستغل الميناء الهندي نفس الطريق العراقية لتقليل كلفة ووقت نقل بضائعه وينهي بذلك كل طموح اماراتي سعودي كويتي خليجي في استغلال طريق الحرير الجديدة ويشكل خطر على التجارة الامريكية الاوربية ،كما تعتبره امريكا ايضا خطر على ربيبتها اسرائيل لانه سيكون حسب اعتقادها وخصوصا طريق بغداد القائم بيروت خط لنقل السلاح الايراني الى حب الله اللبناني لذلك سارعت امريكا لعقد اتفاقية سلام اسرائيلة اماراتية لتضمن حليف جديد يقوض المشروع العراقي الصيني القادم مع ضغطها بواسطة عناصرها في العراق على الغاء الاتفاقية الصينية العراقية التي وقعها رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي والعمل على اسقاطها شعبيا من نواحي عده امنية اقتصادية عسكرية والخاسر الاكبر هو العراق بعدم تمرير مثل هكذا اتفاقية اقتصادية تعتبر المورد الاقتصادي العالمي القادم بعد انتهاء موارد الكرة الأرضية من النفط والغاز
https://telegram.me/buratha