ضياء ابو معارج الدراجي ||
رغم تعدد الثورات والانقلابات في العراق منذ تأسيس المملكة العراقية عام ١٩٢٠ لكن تركيزنا في مقالنا هذا على الجيل الذي سمي فعلا بجيل الثورة في زمن حكم البعث وانا واحد منهم وهو الجيل الذي تربى طفوليا ودراسيا ونفسيا على افكار البعث الصدامي وزق له البعث زقا.
كما يعلم القارئ او لا يعلم ان شخصية الانسان تتبلور في السنوات الخمس الاولى من عمره وتعتمد كليا على تربية الاهل و خصوصا الام ثم تاتي مرحلة التعليم وتبدأ من السادسة من العمر حتى نهاية المراهقة ،سابقا كان هذا الدور يلعبه الاب واعني قبل ظهور النظام التعليمي الحضاري الحالي حيث اعتمد التعليم الابوي على السباحة والرماية والصيد والفروسية ولكل مجتمع تعليمه حسب اولوياته في الحياة وانشاء الاسرة.
بعد صعود حزب البعث العربي الاشتراكي الى سدة حكم العراق فعليا عام ١٩٦٨ متحكما في كل مفاصل البلد ومنها التعليم دس كل افكاره وشعاراته في المناهج التعليمية ليرسم لنفسه في عقول الأطفال مملكة كاملة مثالية للعيش تحت ظله في كل شيء وخصوصا الاعمار ما بين ٦ الى ١٢ سنة اي من مواليد ١٩٥٨ فصعودا والتي لم تدرك الملكية وثورة قاسم مشوها بذلك تاريخ كل من حكم قبله من حكام العراق وقد نجح البعث في استماله هذه الأجيال وجعلها تؤمن به وبافكاره خلال الاثنى عشر عام من حكمة بواسطة التعليم والاعلام الموجه لغاية عام ١٩٨٠ بعد دخوله الحرب ضد ايران الشيعية وقبلها قمع واعدام مشاية أربعينية الامام الحسين ع في خان النص بين كربلاء والنجف عام ١٩٧٧ حيث اختلف فكر الشباب الشيعي حصرا وخصوصا بعد نضوجهم ووصولهم الى مرحلة الشباب والرجولة وعدم تحقق الوعود بالرفاهية التي كان البعث يدرسها لهم في المدارس وتقديمهم كحطب لاسعار نار الحرب دون الاكتراث بحياتهم او مستقبلهم وعلى مدار ثمان سنوات مريرة وشمول اجيال جديدة بمعارك البعث العبثية التالية من غزو الكويت وحصار وجوع بالاضافة الا فرق الإعدامات التي شكلها حزب البعث ضدهم في جبهات القتال وفي دوائره الامنية حتى سقوطه عام ٢٠٠٣ الذي افرح قلوب العراقيين و خصوصا من مواليد السنوات التي ظلمها البعث وحول حياتهم الى خراب وتحديدا مواليد ١٩٨٦ ونزولا ممن فهم الفكر البعثي على حقيقته المظلمه بعد نضوجه فكريا وتعرض للدغه من لدغادت حزبه و اجهزته الامنية، الجيل الذي عاش الجوع الفعلي للحصار وفهم معنى القمع والمطاردة وفقدان الاحبة .
اما الاجيال التي كانت بعمر الورود اثناء سقوط البعث ما بين١ الى١٧ سنة من العمر وخصوصا الذين اعمارهم ما بين ٦ الى ١٧ سنة عام ٢٠٠٣ ممن غذي بما غذي به الأجيال التي كانت قبله دراسيا عن البعث الصدامي الكامل والمعصوم من الأخطاء والحل المثل لحكم العالم العربي وليس العراق فقط والذي لم تتح له الفرصة لفهم البعث الحقيقي كما اتيحت للاجيال التي قبله ليكشف الكذبة الكبيرة التي دست له في مناهج التعليم البعثية لعدم بلغهم سن الرشد اثناء سقوطه .لذلك تجدهم اكثر الناس حاليا حنينا الى ايام البعث وحياة طفولتهم في حكم البعث حيث ان الفترة التي يحن لها كل إنسان نفسيا هي فترة طفولته متمنيا العودة اليها وهي الفترة من حياته ما بين اول وعيه على الدنيا بعمر الخمس سنوات وحتى بلوغه سن الرشد لكونها خالية من المسؤولية وفترة اللعب والدلال الأبوي وبعيدا عن السياسة ومشاغل الحياة.
ومن الجدير بالذكر ان نتطرق الى الاجيال التي ولدت بعد ٢٠٠٣ والتي لم تحظى بتعليم كافي بما يخصص تاريخ البعث القمعي وترك حكام العراق واحزابه الجدد هذا المفصل المهم من تنبيه اجيال لا تفقه اجرام البعث الى افكار الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي المتضررة من سقوط البعث العربية منها والداخلية البعثية والتي ملئت عقولهم باكاذيب جيل الطيبين والعصر الذهبي وهيبة الدولة في زمن البعث ولم تفصح عن مكنون الحياة الحقيقة والمذلة والمرعبة الذي عاشها جيل الطيبين في ظلم حكم قمعي قتل ما قتل وشرد ما شرد وهجر ما هجر وكبل البلد بديون حروبه وخلق له أعداء من جيرانه منذ عام ١٩٦٨ ولغاية عام ٢٠٠٣ ولا نزال ندفع ثمنها الى يومنا هذا.
لذلك نحن لا نعتب على الأجيال الحالية من مواليد ١٩٨٨ فصعودا لما يفعلوه اليوم من احتجاجات ضد النظام السياسي والتغني بماضي البعث وما يعتقدوه من افكار نقلت لهم من الاخرين وانما عتبنا على جيل الطيبين من مواليد ١٩٨٦ فما دون الذين ارادوا ان ينسوا ماضي البعث المظلم وحجبوه عن اولادهم واخوانهم ممن لم يدرك البعث وتركوهم تحت تأثير الطرف الاخر من الاعلام البعثي والارهابي القاعدي والداعشي الذي كسبهم لصالحه ليصبح جيل التسعين وجيل البوبجي بعد ١٧ عام سلاح قمع بعثي جديد ضد جيل الطيبين الذي قمعه وقتله وشرده البعث الصدامي قبل سقوطه عام ٢٠٠٣ مع العرض مهما فعل المواطن الشيعي للاندماج في عالمه العربي ضد اهله ومذهبه يبقى في نظرهم رافضي كافر لا بد أن يعدل عن مذهبه او الموت مصيرة بحسب فتاوى تكفيرية من شيوخ المهلكة والوهابية التي تملئ الكتب التكفيرية والمواقع الالكترونية او يرحل الى بلده الفارسي ايران حتى وان كان عربيا علمانيا مدنيا يعاقر الخمر فهو ضمن الخط الشيعي الموالي لعلي علية السلام يبقى رافضيا مهما فعل ومهما حاول ان يكون قوميا يبحث عن الاخوة والدم العربي.
انا على يقين تام اني سوف أدفع ثمن ما أكتبه الان عاجلا ام اجلال لكن لا بد ان يتحلى أحدنا بالشجاعة الكافية لينقل الحقيقة ويثبتها تاريخا رغم الهجمة الالكترونية التي تستخدمها السعودية الوهابية مع حلفائها الامريكان والصهاينة بحذف وغلق حسابات كل من يكتب ويفصح عن الحقائق بحجة مخالفة شروط وسياسات النشر العالمي.