ماجد الشويلي||
سؤال تتناسل اجترارته الاجيال ، تناسل الليل والنهار .
لماذا لم يهدأ لنا بال ،ولم يستقر لنا حال. وكأننا على موعد دائم مع البلايا، وأقترانٍ بالرزايا غافلين عما يكتنف هذا الكون من سنن ويحكمه من نواميس .
فما من حركة ولاسكنة الا ولها رصد ،وحد ،وأثر. سواء جرت على اللسان ،أم بقيت حبيسة الصدر ومنها الادعاء والفخر .
وقد اقتضت سننه سبحانه أن يُخضع المدعين للاختبار وكان من جملة الزاعمين وابرز المدعين هم أهل العراق سواء حين راسلوا الحسين ع
قائلين له ؛ ((أقبل فإنما تقبل على جند لك مجندة)) أم حين انتظروا المهدي عجل الله تعالى فرجه متباهين انهم اهل دولته ،ونصرته، وشيعته.
ولا يخل بالمرء ان يدعي ولايعيبه ان يزعم الا انه لا يُصَدق ولا ينال الثناء، الا بعد أن يُختبر.
وبعيدا عما اذا كان اهل الكوفة قد نجحوا في الاختبار أم فشلوا آنذاك ؛ فهم أي أهل العراق على مقربة من امتحان عسير من سنخ ما امتحنوا به يوم عاشوراء قد ينجحوا وقد يخفقوا الا انهم يقينا سوف يمتحنوا !
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت ان تلك النواميس قد اقتضت ايضا أن حجم البلاء يوازي الادعاء.
فكلما كبر الادعاء كلما زاد البلاء .
نعم إن جميع البشر سيمتحنون بالمهدي عج كما ان كل الناس امتحنوا بالحسبن ع الا ان تلك الشعوب التي لم تراسل الحسين ع وتعده وتمنيه لم يلحقها من البلاء ما لحق الذين دعوه .
وكما أن الذين نصروا الحسين ع ممن دعوه كانت لهم الزلفى والمحجة العليا لايدانيهم فيها
احد من سائر الشعوب ، فان الخاذل منهم لحقه من العار والشنار مالم يناله احد من سائر الامم
وهكذا هو الحال مع المهدي ع فان أهل العراق اكثر الناس ادعاء به .
ولذا فان ابتلائهم به اشد من غيرهم بكثير ، كما ان سعادة الفائزين بنصرته تفوق سعادة غيرهم ممن انتظروه"لو كففنا عن الادعاء لهان البلاء" فان امتحان من يدعي انه بروفسور اشد واصعب ممن يدعي انه يحمل الثانوية.
انها سنن وقوانين لاينفع معها مزاج ولا يغيرها اللجاج
((ثم لايجدون في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً))
https://telegram.me/buratha