🖊ماجد الشويلي ||
تمر علينا هذه الايام الذكرى ال100 لاندلاع ثورة العشرين المباركة .
هذه الثورة التي لازلنا نعيش تداعياتها؛ بماحملته من تناقضات ،ومفارقات ،وآلام وويلات.
تمر علينا هذه الذكرى ويلفنا معها شريط الذكريات .
فبينما كان العرب السنة يثورون ضد العثمانيين ودولتهم الاسلامية السنية، باسناد ومعونة من الانكليز ؛ كان العراقيون الشيعة يثورون على الانگليز دعما للدولة العثمانية (السنية)
في الحجاز كانت هناك خديعة عظمى سوقت على انها (الثورة العربية الكبرى)
وكان الدافع القومي في أوجه!
أما في العراق فقد افتى الفقيه الايراني بالجهاد، واستجاب الشعب العربي الشيعي بسنته وشيعته لها ، ليدافعون عن الدولة التركية (السنية).
كان كل شئ في العراق على النقيض مما يجري في الارض العربية، بل في الفكري العربي القومي
كان منسوب وعي الفلاح (ابو المگوار)
عندنا ، اعلى بكثير من وعي (قادة) الثورة العربية الذين يحملون (الرشاش الانكليزية).
كان أُفقَهم اوسع واشمل واكثر ادراكا لخطورة الثورة على الدولة الاسلامية اياً كانت المؤاخذات عليها، وأياً كانت المعاناة
في ظل نهاية الحرب العالمية ، ودخول جحافل جيوش التحالف لفلسطين ، واعلان الجنرال اللنبي قائد جيوش التحالف الغربي ((الان انتهت الحرب الصليبية))
والنتيجة لادولة عربية كبرى موحدة ولاهم يحزنون. سوى بعض الدويلات الاسترضائية المتناثرة التي لايسمح لها الدوران خارج مدار الكيان الماسوني السعودي.
المفارقة أن القادة الذين لم يحققوا من ثورتهم الا هدف واحد ؛ هو اسقاط الدولة العثمانية. لم يتمكنوا من اقناع شعوبهم بثورتهم القومية والدفاع عنهم ليدافعوا عنها فيما بعد.
فقد تمكن البريطانيون والفرنسيون من طرد الملك فيصل من سوريا، لينصبوه على العراق الذي لم يكن جزءا من الثورة العربية الكبرى.
ووفقا لهذا الاعتبار، فان الملك فيصل حكم العراق بوصفه ممثلا لستراتيجية برطانيا في هذا البلد ، وليس بوصفه استحقاقا قوميا او وطنيا. فلا العراق كان جزءً من الثورة العربية ،ولا الملك فيصل كان يلتقي مع العراقيين بمبدا الثورة على الانگليز .
(حاكم عروبي يحكم بلد خرج للتو من ثورة اسلامية كبرى ) و (شعب شيعي باغلبيته يفجر ثورة اسلامية تنتهي بقبوله بحاكم عربي سني) !
فشلوا بمشروعهم القومي ، لكن ظل العراق حقلا لتجاربهم القومية الفاشلة ، بسمياتها الملوكية ،والعسكرية ،والعلمانية، القومية .
وبقي شعب ثور العشرين مشكوكاً بعروبته.
وعليه ان يدفع ثمن فشلهم بتحقيق ثورتهم الكبرى .
الغرب يريد ان يُدَفِّعَه ثمن الثورة ضده. والعرب يريدون تدفيعه ثمن عدم الانخراط بثورتهم !!
يعتقدون ان عروبتهم تسمح لهم ان يغزوا بعضهم البعض ،كما كانوا بعهد الجاهليه.
صدام يغزو الكويت ،وآل سعود يغزون اليمن، والجامعة العربية تتآمر على سوريا
، والامارات وقطر يغزون ليبيا.
كل ذلك مسموح لهم، ولايعد تهديدا للامن القومي العربي.
أما أن تكون في العراق حكومة ديمقراطية ، يصل فيها _اعتماداً على آلية الانتخاب _ رجل من اتباع اهل البيت ع لسدة الحكم ، فان العراق سيشكل حينها تهديدا للامن القومي العربي!!
أي مفارقات وتناقضات أكبر من هذه؟
وعليه وبحسبهم لابد أن تحصد المفخخات مئات الآلاف من ارواح الشهداء وتثكل الامهات وترمل النساء، وتنسف البنى التحية للعراق وتعطل نهضته، له لالشئ الا دفاعا عن عروبة العراق!!
هذا منطق الفاشلين.
فحين يجنس الالاف من الاجانب في البحرين، لا احد يتباكى على عروبة البحرين.
ًًحين يتآمر العرب على فلسطين بصفقة القرن لا احد يتباكى على عروبة فلسطين.
وحين تقسم السودان احد يتباكى على عروبة السودان.
ولا وحين تجزئون ليبيا لا احد يتباكى على عروبة ليبيا .
بل اكثر من ذلك اولئك الذين يتباكون على عروبة العراق كانوا اشد الناس دعما لانفصال كوردستان عن العراق.
واليوم فان الشعب الذي ذبح باسم العروبة
يراد له ان يذبح باسم الوطن !
ذات الشعارات وذات الادوات والاسباب والدوافع .
لقد ذبحوا هذا الشعب باسم العروبة واليوم يذبح بسم الوطن!
ولو كانوا حريصين فعلا على عروبته لما نعتوهم بالصفوية والمجوسية؟
ولوكانوا حريصين على وطنيته لما دمروا بناه التحتية وحاصروه من كل صوب وحدب.
ولدعموا نظامه الديمقراطي وساندوه .
عقود طويلة من الزمن والشيعة في المعارضة لم يرسلوا مفخخا واحدا لتدمير الوطن. ولم يتعرضوا لهدم البنى التحتية صغيرها اوكبيرها.
وحين وصلوا للحكم لم يستأثروا به
وشاركوا الجميع بحكم العراق وكانوا اشد الناس تمسكا بعروبة العراق وميثاق الجامعة العربية.
وابعد الناس عن التطبيع مع اسرائيل الى هذه اللحظة
مرت المئة عام ودعاة العروبة من الانظمة السياسية يرسلون لنا بشذاذ الارض (داعش) ليقتلونا بتهمة الخروج عن الاسلام
الذي كنا ولازلنا ندافع عنه منذ مئة عام بكل ضراوة.
ولازالت تتناسل الايام
واذا فتوى مرجع ديني ايراني يهب لتلبيتها العراقيون العرب وفيهم الشيعي والسني والتركماني والمسيحي .
ليحموا العراق العربي من العرب
ويحرسوا الوطن من المتباكين على الوطن الذين وضعوا ايديهم بايدي اعدائه .
مئة عام وهم لا يريدون لنا عروبة ولا وطن
ولادين ، انهم لايريدون لنا الا ان نكون عبيداً عندهم
وهيهات منا الذلة
https://telegram.me/buratha