🖊ماجد الشويلي ||
يؤسفني جدا انني اضطررت لان اصف مبدأي العدالة والمساواة باللعبة.
ذلك لانهما اصبحا بالفعل العوبة، بيد بعض السياسيين والاعلاميين .
حتى غدا من الصعب التفريق بينهما؛ في ظل هذا الصخب الدعائي الاعور .
الذي نصب شعارات العدالة والمساواة كمقصلة ، تشبه الى حد بعيد مقصلة الثورة الفرنسية ، لكن ليس لقطع الاعناق ؛ وانما لقطع الارزاق هذه المرة .
هؤلاء المتشبثين بهذه الشعارات ، وهي (كشعارات )أعظم ما يمكن المطالبة به .
صبوا جام غضبهم وسخطهم على رواتب السجناء والشهداء ، من ضحايا النظام العفلقي البائد ، بحجة تحقيق العدالة الاجتماعية.
الى ان تمكنوا في سياق خطوات طويلة محكمة ومدروسة ، من تخدير الرأي العام بهذه الشعارات البراقة، وتمرير ما رسموا له بيسر وسهولة .
إن منشأ الجهل وعدم القدرة على التفريق بين العدل والمساواة ، ناجم عن المنظومة الفكرية والايدلوجية التي تتبناها النظم السياسية والمجتمعات التي ابتعدت عن الاسلام .
يذكر أن احد علماء النجف زار الاتحاد السوفيتي سابقا ؛ فقالوا له نحن نشترك وإياكم بأننا ننشد العدالة معاً.
فقال لهم (هذا العالم) نعم الا أننا نريد للاعور ان يرى بعينه الثانية ، وأنتم تريدون اعطاب عينه الاخرى التي يرى فيها.
هذا هو الفارق بل اكثر من ذلك ، فقد غفل اولئك الذين ابتعدوا عن الاسلام عن أن التشريعات الاسلامية لاتنشد العدل والمساواة فحسب ؛ بل انها تعمل على ترسيخ مبادئ أخرى عظيمة ، كالانصاف وهو فوق العدل ، والايثار الذي هو اسمى منهما معاً .
فهل وضع دعاة العدالة الاجتماعية نصب أعينهم عذابات الام التي اُعدم ابنها، والزوجة التي فقدت زوجها ،والاولاد الذين تيتموا وهم صغار .
هل وضعوا في مخيلتهم حجم الرعب الذي كانت تعيشه اسر السجناء والشهداء ؛ جراء بطش السلطة العفلقية واجرامهما .
هل أن مقتضى العدل ان تساوي بين زوجة شهيد، تُركت من غير دخل شهري تعيل به اولادها الصغار وبين اسرة عاشت منعمة مرغدة في ظل حكم الطغاة؟!
هل تعني مبادئ العدل ان تساوي بين اطفال اعدم والدهم ، او سجن، من اجل خلاص العراق من بطش صدام . وحرموا التعليم ،وحرموا ابسط مقومات العيش ،من مأكل ،وملبس ،ومشرب ،وبين من كان كل شئ متاح له . بل وكان يخدم الدكتاتور ويقوّم حكمه ويعينه على ظلم الاخرين .
كيف يمكن لعدالتكم الاجتماعية التي تنادون فيها ، ان تنصف بنات السجين والشهيد اللائي بقين عوانس ، ولم يتقدم للزواج منهن احد ، خوفاً من بطش السلطة الظالمة.
كيف يمكن للعدالة انصاف الشاب الذي ترك كلية الطب ،اوالقانون، اوالصيدلة، جراء ملاحقات السلطة له، لا لشئ الا لان والده معارض سياسي . كيف لها ان تنصفه وقد بقي اعزباً؛ إذ لا احد يجرؤ ان يزوجه ابنته .
كيف للعدالة الاجتماعية العوراء
ان تنصف حشرجات صدر الام التي اختطفوا اولادها الاربعة من بين ايديها، واعدموهم دون تسليم الجثث .
من يداوي دهشتها وحيرتها ، وهي لازالت يُخيل اليها انهم احياء ، وتتصفح وجوه المارة في الاسواق والتجمعات بحثا عنهم علها تجدهم ؟!!!
متى يمكن لعدالة هؤلاء أن تنصف والد السجين وشقيقه الذين حُرما التعيين وحُرما حتى النومة الهانئة .
نعم والله حُرما السفر والدراسة والعيش الكريم، بل حرما حتى النومة الهانئة
وما أشد رهبتهم حين يطرق الباب ليلا ولو من قطة !!!
فهل إن راتب خمسمئة الف ، أو حتى مليون سينصفهم ويساويهم باقرانهم من المجتمع
.أم أن حرمانهم هذا الراتب القليل سيحقق العدالة الاجتماعية
مالكم كيف تحكمون ؟!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha