المقالات

زمن الانقلابات البيضاء  

1326 2020-06-11

🖊ماجد الشويلي||

 

يعرف الانقلاب الابيض على انه نوع من أنواع تغيير نظام الحكم دون اعتماد القوة العسكرية .

وكما ان خمسينيات وستينيات القرن المنصرم ، كانت زاخرة بالانقلابات العسكرية ،؛ في المنطقة العربية والقريبة منها .

  فان الانقلاب الابيض بات يمثل السمة الابرز في الساحة السياسية  بعد ماعرف بالربيع العربي .

ورغم أن البعض لايلتفت اليها على انها انقلابات ، وفضل ان يتعامل معها بوصفها امر واقع ، نتيجة لتأثره باعلام السلطة الذي يسمي الامور بغير مسمياتها .

لكن هذه الانقلابات حصلت بالفعل وصاحبتها تغييرات جذرية .

فلا احد يمكن له أن ينفي قيام الرئيس اردوغان ؛ بانقلاب ابيض على السلطة . مكنه من تغيير النظام السياسي في تركيا ، من برلماني الى رئاسي ، تمتع فيه بصلاحيات كبيرة جدا مكنته من تعديل الدستور لاحقاً .

لضمان بقائه في السلطة بنحو اكثر ارتكازا ، مما لوقام احدهم بانقلاب عسكري .

وحتى بالنسبة لما حصل في مصر ، فانه انقلاب ابيض وبطريقة التفاف محبوكة ، سُخر فيها الحراك الشعبي بطريقة بدت وكانها ثورة مضادة للثورة .

والملاحظ أن في كلٍ من تركيا ومصر  فان هنا هناك خزماً بشريا مؤيدا للحركة الانقلابية يسير بطريقة ما !!

ولو التفتنا الى بقية الدول ، لوجدنا ذات الامر يحصل فيها،  كتونس والمحاولات الجارية لتحقيقه في الجزائر.

بل والسعودية ؛فان مايقوم به محمد بن سلمان ماهو الا انقلاب ، بل انعطافة تستهتف بنية النظام السعودية .

والملاحظ  أن كل الذين عمدوا للانقلاب الابيض عمدوا لتغيير نسق التشريعات التي ترتبط بفلسفة النظام الحاكم ؛ وتعد شاخصا من شواخصه البينة .

وهذا ماعمل عليه اردوغان والسيسي،

فاردوغان قوض منظومة تشريعات منها دستورية ، كانت ترسم ملامح النظام السياسي في تركيا، وتؤطره باطار علماني ذو صبغة عسكرية .

والسيسي كذلك ؛ توجه لمحو ماتم تشريعة في فترة محمد مرسي اكثر من تلك التشريعات التي كانت في ظل حكم مبارك.

ومن هنا نعتقد أن مايجري في العراق هو بالفعل انقلاب ناعم  على مرحلة مابعد 2003 بكل مافيها .

وهذا الانقلاب لايحقق نجاحه مالم يقوض اركان التشريعات التي تمثل سمة وطابع المرحلة ومن أهمها .

التشريعات المتعلقة بمؤسسة الشهداء ، والسجناء  ، وغيرها بحجة تحقيق العدالة الاجتماعية .

ولعلنا سنستيقظ قريبا على قرارات الغاء المسائلة والعدالة ، وتسريح ضباط الدمج من المؤسسة العسكرية .

خاصة اذا اضفنا لهذا التحرك عزم الجهات التشريعية على تعديل الدستور .

وفعلا لو تم تعديل الدستور فلن يبقى بعدها أثر لمرحلة مابعد 2003 .

فما الذي بقي منها اذا تغير الدستور ، وكما سمعنا عن نية رفع مايشير للمرجعية فيه ، وكل سمة اسلامية.

 وحتى الديباجة التي ذكرت تضحيات العراقيين في مقارعة الطاغوت في الانتفاضة الشعبانية قد يتم رفعها من الدستور بحسب ماتم تداوله من بعض المطلعين .

وبذلك تكون قد تغيرت التشريعات التي تحمل الطابع الاعتباري للمناضلين والمجاهدين الذين قارعوا الاستبداد والدكتاتورية.

نعم وبضميمة تغيير قانون الانتخابات وتعديل الدستور والغاء قانون مؤسسة السجناء والشهداء ، فاننا لانستبعد تغيير قانون السلطة القضائية .

 وهذا الامر ليس تكهناً او رجماً بالغيب ، وانما هو رؤية مستندة لمعطيات واقعية

.والجدير بالذكر أن لا أحد ينكرها او يستنكرها فهي تجري في ظل سياق اصلاحي ،كما يُزعَم ومدعوم بحراك شعبي، الكل راضٍ عنه ، حتى وأن مارس الخروج عن القانون .
ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك