المقالات

احلامنا سياسية


ضياء ابو معارج الدراجي ||   كانت أحلامنا بسيطة جدا وهي الخلاص من حكم مستبد بعثي هدامي مجرم سببت حروبه العبثية  بأهلاك الحرث والنسل وقتل ما قتل من ابناء جلدتنا خلال ٣٥ عام من حكمه ينقلنا من مأساة الى اخرى لیحرقنا في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل لينتهي بنا داخل حصار اقتصادي دولي اذاب الشحم واللحم وكسر العظم حتى الهلاك بعد جرائم ابادة جماعية شملت كل الاطياف من الشعب العراقي. سبعة عشر عام منذ سقوط الصنم البعثي ولا تزال أحلامنا غير  متحققة ، لنجد ان ما يتحقق فقط احلام وطموحات اللصوص والسراق والقتلة والكافرين اما احلام وطموح المساكين لا يزال الوقت امامها طويل لتتحقق او تنتهي بنهاية حياتهم دون ان يروا بلادهم تعيش في امن وامان وسرور ،والامن هنا يعني كل شيء يجعل من الشعب مطمئنا على امنه الحياتي والغذائي والصحي والتعليمي، لقد احتاج نبي الله يوسف عليه السلام ٤٠ عام من الفراق حتى تتحققت رؤياه بسجود الشمس والقمر والكواكب الإحدى عشر له بعد ظلمة بئر اخوته الخانقة وعبودية عزيز مصر وزوجته العاشقة له وسجنه الطويل ظلما بينما لم تحتاج رؤيا من شاركه في سجنه من الكفار سوى ثلاثة ايام بعد فترة وجيزة من الحبس منهم من سقى ربه خمرا ومنهم من صُلب واكل الطير من راسه بعد عز ورخاء ،اما الرؤيا التي غيرت مصير مصر وكانت اساس تشكيل حكومة نبي الله يوسف علية السلام وخلاص اهل مصر من الموت جوعا هي رؤيا الملك لسبع بقرات سمان وسبع سنابل خضر تاكلهن السبعتين الاخريات من البقر والسنبل الهزيلة اليابسة وظهرت بوادر تحقيق الرؤيا لحظة تفسيرها من قبل نبي يوسف عليه السلام بامطار وجو معتدل لسبع سنين ثم أمسكت عنهم لسبع سنين اخرى كان للقمح كلاما يطول فيها ، بينما رؤيا بختنصر ملك العراق البابلي لسقوط ملكه على يد صنم ذو راسا ذهبي وصدر برونزي يرتكز على اقدام من صلصال ضعيفة يضرب بحجر من غير رامي يجعله ركاما منثورا والتي فسرها له نبي الله دانيال علية السلام على انها تخص ملك اخر الزمان لبابل والتي لم تتحقق لهذا اليوم وربما تحقق منها الجزء البسيط بعد سقوط صدام التكريتي ملك بابل المجرم الاخير  على يد امريكا التي تزال راسماليتها الهشة تسيطر على العالم والعراق والمنطقة رغم سقوط بعضا من كبريائها وانكشاف وجهها البشع الذي كان يخفي حقيقتها الهشة بانتشار فايروس كورونا ينهشها من الداخل ثم هذه الانفلات الامني بعد مقتل ذو البشرة السمراء على يد الشرطي الابيض بدوافع عنصرية لتظهر مدى قباحة الحكومة الامريكية وشعبها غير المنضبط وظهرت كل الحقائق التي كانت تتستر خلف الواجهة الذهبية التي رسمتها امريكا لها امام انظار العالم،ربما نرى بعد حين تحقق رؤيا بختنصر بسقوط امريكا وهلاك مشروعها في العراق وحدود مملكة بابل القديمة الذي كانت تمتد من الشام وصحراء سيناء غربا الى فارس والخليج شرقا وهي الحدود ذاتها التي تريدها مملكة اسرائيل المزعومة ربيبه انكلترا وامريكا مع اضافة الارضي شرق النيل لها وعزل اراضي شرق الفرات عنها.  الاحلام والرؤى ليس لها وقت محدد ولا ايام محددة فلكل منها وقتها الخاص الذي يريد الله لها ان تتحقق به، اما نحن الشعب المغلوب على امره منذ ان رأت عيوننا نور هذه الدنيا في هذه الارض المقدسة وتحت هذه السماء لم نستطيع يوما ان نتحكم بمصيرنا او حياتنا او نحقق جزءا من احلامنا في حياة حقيقية لا تشعرنا بالذل والخوف وتحفظ كرامتنا وكرامة اهلنا بعيدا عن اطماع اللصوص والخونة والجهلة الذي لا يفهمون معنى الحياة الحرة بكل تفاصليها الدقيقة ومعنى الحرية الحقيقة التي لا تتجاوز على حريات الاخرين. لكن اتضح في النهاية ان احلامنا مجرد أحلام سياسية لا تتحقق دفعة واحدة ولا تخلط في اناء واحد ولا بد ان تضحي باغلبها لتحقق حلم واحد لانها تتعارض مع احلام أخريين لا توافق مصالحهم الفئوية والقومية والمذهبية والمادية حتى من ثار منا ثار بدافع سياسي لتحقيق أحلامه وهاجم قوات بلده ليضعفها ويغل يدها ليصبح هو وهي هدف العصابات الاجرامية التي استغلت الموقف لتحقق احلمها فقتلت من هنا وهناك ودست بين هذا وذاك لتتفرد بالسيطرة وحدها على كل شيء وتمرر ما تريد دون عقوبة خارج اطار القانون ولكم في صحة ذي قار قبل ايام ومحافظة النجف يوم امس مثلا واضح جدا

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك