ضياء ابو معارج الدراجي ||
لا ازال مقتنع تماما ان فايروس كورونا هو مرض مستحدث سريع الانتشار يصيب البشر بكافة الاعمار وقاتل بعض الاحيان لم يكشف له عقار شافي لحد الان ومقتنع ايضا انه مرض تنفسي يمنع وصول الاوكسجين الى باقي الجسم ويؤدي الى انهياره وتلف اعضائه، لكن ما هي الالية التي يعمل بها ذلك وتؤدي الى تدمير خلايا الجسم لم افهمها بعد ،واختلف القول فيه فمنهم من يقول انه يصيب الحويصلات الهوائية الرئوية بالتهاب شديد ويسبب عدم قدرة جدارها الرقيق على تبادل الغازات بينها وبين الدم وبهذا الحالة نحتاج الى مضادات حيوية ضد الالتهابات للجزء العلوي من الجسم، ومنهم من يقول ان الفايروس يصيب كريات الدم الحمر نفسها ويقلل من قدرتها على حمل الاوكسجين من الرئة واطلاق ثاني أوكسيد الكربون فيها بحيث يحتل الفايروس مستودعات الغازات فيها وبذلك نحتاج الى علاج خاص بامراض الدم مثل الايدز والملايا واللوكيميا وبلازما الدم ،وكلتا الحالتين تسبب الشعور بالاختناق وعدم القدرة على التنفس وانهيار اعضاء الجسم التي تؤدي الى الموت و خصوصا الدماغ البشري لذلك من ضمن الاسعافات الاولية لهذه المرض الناتج عن هذا الفايروس هي ضخ اكبر كمية من الاوكسجين الى الرئة بوسائل مساعدة وملئ المساحات المتبقية من الحوصيلات الهوائية او مخازن الغازات في كريات الدم الحمر بالاوكسجين بكمية تتجاوز النصف لانعاش الجسم والدماغ من خطر الاختناق كون الهواء العادي لا يحتوى الا على خمس كميته اوكسجين.
لست مختصا في الطب البشري او اي طب اخر لكن هو حب للمعرفة والاطلاع على رؤوس الاقلام في كل شيء وهو تحصين معرفي قد يساعدنا في ظروف ربما تنعدم فيها تواجد الاختصاص لانقاذ روح بشرية بالوسائل المتاحة والمتوفرة لابقائه حي حتى يتوفر المختص . قد يتسائل القارئ الكريم ان عنوان المقال قد اختلف تماما عن فحواه فما دخل صدام التكريتي في توصيف مرض فايروس كورونا العالمي، الجواب لا يوجد ربط لكن هناك فقرة دفعتني لكتابة هذا المقال وهي ايمان البعض بانها مؤامرة أمريكية او صينية ولكل منهم سببه في شكه منها اسباب اقتصادية للسيطرة على الاقتصاد العالمي او اسباب سياسية لتمرير مشروع عالمي في ظل نشر هذا الفايروس او تخويف الناس منه مع العرض ان اعداد ضحاياه اقل بكثير من ضحايا الفلاونزة العادية لحد الان .
لذلك تبادر الى ذهني بعض الذكريات المؤلمة نهاية عام ١٩٩٨ زمن حكم البعث الصدامي والحصار الاقتصادي المذل عندما رزقني الله بمولودتي البكر وان محاضر في قسم الحاسبات واعمل ايضا كسائق في النقل الخاص بعد الدوام وقبله بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في ذلك الزمن الصعب، حيث تعرضت ابنتي البكر الى التهاب ذات الرئة وهي بعمر الشهرين وطلب مني طبيب الاطفال الذي راجعته نقلها فورا الى مستشفى حكومي للأطفال لان حالتها حرجة ، بسرعة نقلتها الى المستشفى الحكومي في الطالبية وهناك وضعونا في غرفة فيها ٨ اسرة لثمان حالات اطفال ما بين الثالثة والسادسة من العمر وابنتي كانت الاصغر فيهم وبسبب صعوبة الوصول الى ابنتي وزوجتي داخل المستشفى وجلوس امي في باب المستشفى وقلة الموارد وقلة العناية اردت اخراج طفلتي لكن الطبيب المقيم رفض بشدة وحملني المسؤولية عن اخراجها بدون اذنه، رضخت وان اشاهد طفلتي الصغير تختنق ولا تتنفس الا بصعوبة لذلك طلبت من زوجتي ان تخفيها تحت عبائتها وتخرج هي وامي وانا ابقى جالس عند سريرها للتمويه وفعلا هربنا من المستشفى واخذتها مباشرة الى طبيب اطفال اخر في عيادته الخاصة في مدينة الثورة ببغداد مقابل (سوق مريدي) كان هذا الطبيب يحيل اغلب الأطفال المرضى الى المشافي لشتى أنواع الامراض وعندما وصولنا الدور احالنا الى نفس المستشفى ايضا لكني رفضت وكذبت عليه وقلت له اني رجل عسكري وغدا لا بد ان التحق لوحدتي وليس عندي اهل او اقرباء يبقون مع زوجتى وطفلتي داخل المستشفى وطلبت منه ان يعطينا دواء ونرحل .
سكت الطبيب برهة ثم كتب ورقة وضغط الجرس ودخلت علينا ممرضة تكلم معها ثم اخذتنا الى غرفة صغيرة هي عيادتها الطبية وضعت جهاز التنفس على فم ابنتي الصغير ثم اخرجت حقنه وخلطت بعض الأدوية وزرقتها بها وبقينا لمدة ساعتين على جهاز التنفس لتستعيد طفلتي تنفسها ويختفي صوت الانين فيه ثم كتبت لنا بعض الادوية تتناولها الطفلة في المنزل،
عدنا الى البيت وبعد تحسن حالة الطفلة خرجت للعمل كسائق اجرة في سيارتي وكانت المستشفى على طريق عملي وهناك شاهدت عشرات التوابيت الصغيرة محملة على سيارات اجرة حيث تم ايقاف سيارتي لاحمل واحدا منها على سيارتي(سخرة) وعرفت انهم يريدون اقامة مسيرة لضحايا العراق من الاطفال جراء الحصار الامريكي عليه وفهمت ان القائد الضرورة كان ريد اكبر عدد ممكن من الاطفال المتوفين في المستشفيات اثر امراض تافهة لكسب تايد شعبي عالمي وتجريم امريكا وحصارها على حساب ارواح اطفالنا وكانت غايته سياسية بحته ساهم بقتل الاطفال وحرمانهم من العلاج لغاية في نفس يعقوب
لذلك كان صدام حسين التكريتي كورونا العراق القاتل سياسيا بسلاح صحي لكسب التعاطف العالمي مع الأطفال الموتى لفك الحصار عنه كما حال مطوري فايروس كورونا العالمي صينيا كانت ام أمريكيا هو لذات الهدف السياسي او الاقتصادي على حساب اروح الناس.
في ذلك اليوم من عام ١٩٩٨ انقذت ابنتي من موت محتم كان يحاك لها خلف كواليس حرب البعث المجرم مع امريكا القاتلة في ظل حصار قاتل بقدرة الله تعالى ولا اشك اطلاقا ان الله منقذنا ايضا بعد ٢٢ عام من شراك فايروس كورونا وخطره فالمجرمين متشابهين في طرق تفكيرهم واجرامهم وكيدهم ومكرهم
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)