المقالات

أثر الدين في الانبعاث الحضاري/ الحلقة الاولى  

1354 2020-05-25

🖊ماجد الشويلي ||

 

يمثل الانبعاث الحضاري واستئناف الدور الريادي للامة هاجسا يؤرق ويشغل بال النخب الدينية والفكرية خاصة تلك التي تجد نفسها معنية بالنهوض بهذا العبء الكبير وتحمل هذه المسؤولية الجسيمة

ولأجل تقدير الموقف من هذا الطموح ومعرفة أمكانيات الامة ومقدراتها الذاتية وبيان فيما لوكانت استعداداتها ومعداتها قادرة بالفعل على احداث نهضة عامة وشمولية تؤهلها لاعادة بناء مجدها من جديد لابد من بيان أسس النهضة التي نرمي اليها كيما تتضح معالم تلك الحضارة المنشودة وخصائصها المرجوة .

ولا شك اننا نعد الدين هو الاساس والركيزة الاولى لانطلاق مشروع النهضة الحضارية التي نرنوا اليها .

كما كان يقول مالك بن نبي في كتابة شروط النهضة ص 75

((الحضارة لاتنبعث الا بعقيدة دينية وينبغي في البحث عن اي حضارة من الحضارات عن اصلها الديني الذي بعثها))

فالحضارة لدينا بركائزها وميزاتها وخصائصها الاجتماعية، والعلمية، والادبية، والثقافية. لاتشكل سبيل نهضة ورقي مالم تستند للدين إن لم نقل أن الدين  هو من ينتج ويشذب الثقافة والادب والوعي المجتمعي والانجاز العلمي والتفوق فيه .

فرقي وبناء الحضارة وتألقها يقاس بمعيارين وان كانا بجوهرهما معيار واحد

الاول : علاقة وهدف تلك الحضارة بالله عز وجل خالق الكون وملهم البرايا

الثاني: المنظومة القيمية الحاكمة للبناء الحضاري، ومدى قدرتها على تحقيق التكامل للمجتمعات البشرية

الثالث: حال الانسان في ظل تلك الحضارة

وقد يقال أن الحضارة لم تكن ليصدق عليها حضارة لولا النتاج البشري والانساني فهي من صنع البشر بالنتيجة وهذا دال على أن الانسان في افضل احواله وهو بظل تلك المنجزات والمكتسبات.

الا أن الحقيقة هي غير ذلك والتاريخ خير شاهد  .

فكم من نتاج علمي وثقافي اضحى وبالاً على الانسانية بل وعلى مبتكريه حتى . لذا فاننا  حينما نتحدث عن الحضارة وحال الانسان في ظلها لا نقصد حاله في ظل حكمها واطارها القانوني فحسب وانما نعني أثرها على خدمة الانسانية وتمتع البشرية بفيوضاتها ومخرجاتها.فكم رأينا من حضارة بلغت شأنا عمرانيا وعلميا عظيما كانت الانسانية تئن من وطأة بطشها وجبروتها وطغيانها

((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ  (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)) الفجر

الملاحظ أن تلك الابهة كانت سببا لويلات العباد لامن حيث استعبادهم وتسخيرهم في بناء تلك الصروح والقلاع الشاهقة بنحو مذل وبغير وجه حق فحسب بل لجهة احوال الانسان في ظل وكنف تلك الحضارات فضلا عما جرته تلك الحضارات من ويلات وحروب وكوارث على البشرية في اطار التنافس الاممي الحضاري مابين حضارة وحضارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك