ضياء ابو معارج الدراجي ||
من المعروف ان الاب هو السلطة المالية والقانونية على البيت وهو مصدر الموارد والمتحكم بها اما الام هي المربية والمتحكمة في السياسية الداخلية للبيت وصاحبت القرارات المصيرية وتستطيع ان تقلب الابناء على الاب في اي لحظة.
عند حدوث انفصال او مشاكل بين الاب والام تجد الاولاد يصطفون مع الام حتى وان كانت على خطأ الا بعض الاستثناءات طبعا.
من سياق ما مضى اعتقد ان القارىء العزيز قد فهم من يلعب دور الاب ومن يلعب دور الام في السياسة العراقية الان وخصوصا في المرحلة التي اعقبت دخول داعش حتى يومنا هذا .
عندما يتخاصم الوالدان تحدثت المشاكل بينهما وتوثر على كل العائلة وطبعا يكون للاخوال والاعمام تاثير جانبي لاصطفاف الابناء الى الجانب الذي يعتقده الاصح ،منهم من يصطف الى الجانب الاقتصادي القوي الذي لا يمكن أن يُبنى بيت بدونه ومع رأي الاب و الاعمام المتحمسين له والرافضين لبقية الاخوة الذي اصطفوا للجانب التربوي المتمثل بالعقيدة والمذهب والمتاثرين بافكار الام والاخوال لكن في النهاية ينتصر الاب والاعمام ويحققوا المراد بعد ان تتعبت الام من سوء الحالة الاقتصادية التي اتعبت كل العائلة لتتنازل في النهاية وتسمح بلم شمل قلق لتتحرك عجلة البيت قليلا الى الامام بعد كل هذه الخسارة في الأرواح والاموال والكرامة .
نعم استطاعت امريكا اخيرا ان تنتصر بموافقة ايرانية في اللحظات الأخيرة لمنحة الثقة لحكومة الكاظمي وتشكيلها كاستراحة ما بين الشوطين ثم العمل على تغير الخطط واختيار البدائل للفرقيين في الشوط الثاني القادم للسياسة العراقية مع رسائل تهنئة فرحة من الاعمام ودعوات للزيارة تعرض لرئيس الحكومة الانتقالية الذي صوت علية مجلس النواب العراقي في اخر ساعات ليلة السادس من ايار عام ٢٠٢٠.
لذلك كانت الرسائل الامريكية وانصارها واضحة جدا الى الشعب العراقي و خصوصا الشيعة ان لم تسمعوا كلام بابا فلن تحصلوا على المصرف اليومي والرفاهية والعيشة الهنية ولكم كامل الحرية ان تتبادلوا مشاعر الحنان مع ماما وتمارسوا طقوسكم الدينية التي تربيتم عليها لكن بحدود ما يسمح به بابا وكان عربون المحبة بعد التصويت على الكاظمي ثلاثة شهور منحة امريكية لاستيراد الكهرباء من ايران الى العراق بعد ان انتهت المهلة الاخيرة لحكومة المستقيل عبدالمهدي والتلويح بالعقوبات الاقتصادية اذا استمر باستيراد الطاقة منها.
من ذلك نتبين ان الديمقراطية التي ننشدها باختيار من يحكمنا لا بد ان تتماشى مع الراي الأمريكي واتباعه وان اي اختيار شعبي ضد ذلك الراي ولو بالاغلبية مصيره عقوبات اقتصادية وعدم استقرار امني في العراق.
لذلك يا عراقيين اسمعوا كلام بابا علنا وتودوا لماما سرا حتى تعيشوا بخير
https://telegram.me/buratha