🖊ماجد الشويلي
لم تكن مسألة انفصال بعض الالوية التابعة للعتبات المقدسة عن الحشد بالامر الاعتباطي وليد اللحظة او كما يشاع نتيجة لخلافات ادارية في هيكليته أبدا ؛ فالامر اكبر من ذلك وأعمق. ولا يجدر بنا أن ندس رؤوسنا في التراب ونتغاضى عنه.
انه انعكاس لثقافة، تمكن البعث العفن من غرسها في اذهان ضحايا اعلامه الاصفر ، والموجه ضد الجمهورية الاسلامية مذ نجحت ثورتها المباركة .
والملفت أن المناطق الشيعية ، نالت النصيب الاوفر من ذلك المشروع الاعلامي الستراتيجي لشيطنة ايران.
فالمناطق التي يقطنها اخواننا من اهل السنة ، لم تكن تشملهم البرامج الاعلامية والدعائية والتعبئة العدائية ضد ايران بالقدر الذي كانت تتعرض له المناطق الشيعية وتجبر عليه .
كبرنامج الفتوة والطلائع وغيرها.
بل لم تشهد المناطق السنية الاجبار على الانتماء لحزب البعث المقبور ، كما كان يجري في المناطق الشيعية.
وهكذا بالنسبة لقواطع الجيش الشعبي التي كانت تزج بالمعارك ضد ايران .
فنشأت اجيال قد ترسخت في أذهانها عداوة ايران وبغضها بشكل لايطاق.
والمفارقة رغم أن الكثير ابناء المناطق الشيعية ممن عاشوا تلك المرحلة يمقتون صدام ويبغضونه، الا انهم ظلوا متأثرين باعلامه واباطيله عن ايران.
لدرجة انهم يقبلون أن صدام كان معتديا على الكويت ، لكنهم يرفضون فكرة انه اعتدى على أيران ، بل ويؤمنون بان أيران هي من اعتدت على العراق،
ومن الطبيعي أن جملة ممن يحملون هذه الانطباعات اصبحوا ضباطا في الجيش ،واساتذة في الجامعات، واصحاب مناصب رفيعة في الدولة، وكذلك فان منهم من دخل الحوزة العلمية وتسلل او تدرج لان يصبح في حاشية من حواشي البيوتات المهمة او احد فضلائها بشكل طبيعي. فلا احد يسأل عن المنظومة الفكرية والايدلوجية السياسية للمعممين .
خاصة الطلبة . منهم وتحديدا حين تكون عليهم سيماء الصلاح ومظاهر التعبد.
كل هؤلاء فضلا عن ايتام البعث لايتركون فرصة ولا مناسبة الا وعبروا فيها عن بغضهم لايران ، حتى بلغ بهم الحال انهم يفترون على ايران ويبثون عليها الاشاعات والتضليل والاباطيل مازانزل الله بها من سلطان .
وما زاد في حنقهم هو تألق وتفوق الجمهورية الاسلامية في كل الميادين.
هذا الامر الذي اثار فيهم النعرات واضرم في قلوبهم نار الحسد الحارقة .
فكلما ازدادت الجمهورية رفعة ، وكلما تعلق الناس بحبها وتبجيلها أكثر . كلما امعن هؤلاء بعدائهم وبغضهم لايران اكثر فاكثر .
حتى شيدوا لانفسهم اسلاما وتشيعاً على اطلال فكر البعث وايدلوجيته.
تشيع قومي ،ومرجعية وطنية، وعقيدة شعب الله المختار، التي ادانوا اليهود عليها وفندها القرآن قد باتت ابرز سماة فكرهم الهجين .
ويمكن ملاحظة نشاط هؤلاء في الفضاء المجازي وعموم وسائل الاعلام .
بل تجد الكثير منهم يرتقون المنبر ويعتلون منصات الجامعات للتدريس وغيره.
وبعضهم تجلبب بجلباب المجاهدين وليس له من هم الا النيل من ايران. في الوقت الذي لايحمل فيه ادنى مستويات الشعور بالخطر الامريكي ولا يمس الولايات المتحدة ولو بكلمة .
قطعا ويقينا ان المرجعية الدينية العليا بريئة من هولاء ولايمثلونها لكنهم ما فتأوا يتحدثون باسمها !!!
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha