🖊 ماجد الشويلي
لا أنْشَدُّ ولا أميل كثيرا للنقد اللاذع للسياسيين. ولا يستهويني النيل منهم وتعداد موبقاتهم ، ليس لاني أُبرئهم أو لأني أعقد عليهم الامآل ؛ ومن هذا القبيل.
وإنما لامر آخر قد يكون مراعاة للانصاف والتحلي بالمروءة قدر الامكان ، والاقتصار على الموضوعية بالتوصيف والنقد ونبذ مايصدر عنهم من أعمال واستنكارها .
والسبب يعود في ذلك لأني أعتقد أن هذا التجريح والتقريح فاق حده وبات ممجوجاً ليس لانه افترا أو كذب بقدر ما لأنه ممل ومقرف أحياناً .
لذا فإن الاولى من الكلام هو العمل ، نعم العمل الجاد والحقيقي لتغيير الواقع .
فلو كان أكثر الناس فعلا قد تبرموا من هؤلاء الساسة ومن ضمنهم نخب ثقافية وسياسية واعية تشاطرهم الرأي لماذا إذن لم يعمدوا لتشكيل سياسي موحد كبير يسحب البساط من تحت هذه القوى السياسية المتحكمة بالبلاد ((واكثروا فيها الفساد))؟
وهو طريق ليس فيه تعقيدات كبيرة ، نعم تعترضه بعض العراقيل لكنه ليس مستحيلا.
فما الذي يمنع من ذلك.
والكل يعلم أن من يستحوذ على السلطة إنما يمسك بها من خلال تنظيمات وأحزاب وتشكيلات سياسية ليس إلا . ويمكن لأي معترض آخر أن يشكل مثلها .
أما وقد عجز الكثيرون عن الاتيان بمثل هذه التنظيمات والتشكيلات ، فالامر لا يعدو إما أن هذه القوى الممسكة بالسلطة لازالت لها من يؤيدها بقوة . وهم ليسوا بالقليلين
وأن مدعيات أنهم قد مجتهم الناس وخسروا ثقلهم الجماهيري مجرد ترهات.
أو أن من شهر سيف النقد والعداء بوجههم عاجز عن مجاراتهم .
قد يقول البعض أنهم لن يسمحوا لاحد أن يزاحمهم على مراكزهم .
والحقيقة أن هذا كلام العاجزين .
والواقع أثبت أن بعض من المحاولات المحدودة قد نجحت بالفعل بتشكيل احزاب سياسية يمكن لها ان تتمتع بقاعدة شعبية واسعة في المستقبل رغم انها لازالت تحبو.
فالنقد والسباب والتفنن بكيل التهم والافتراءات على طريقة مشجعي الفرق الرياضية من على المدرجات وهم ينالون من اللاعبين تارة وتارة اخرى يوجهون لهم اللوم ويقدمون لهم الخطط بالصياح . عملية غير مجدية وباتت مملة للغاية .
فإما أن يكون النقد نقداً موضوعيا حقيقيا يلحظ جميع الابعاد المتعلقة بالاداء السياسي لهؤلاء
أو المبادرة لتقديم البديل عنهم بجد وتفاني لانقاذ العملية السياسية من هيمنتهم عليها.
أو السكوت ...
((ترى والله ملينا))
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha