يوسف الراشد
هذا المثال كنا نسمعه ومنذ كنا اطفال ( الفلس الابيض ينفع باليوم الاسود ) وهو يحمل في طياته معاني كثيرة لتنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمالية للفرد وللمجتمع فبدون تنظيم ميزانية المصروفات اليومية والشهرية للفرد والاسرة والمجتمع ،، تتلخبص الحياة العامة ويشتبك الحابل بالنابل وتضيع المفاهيل والقيم وتنخلق مشاكل للاسر والعوائل .
وكلما وسعنا الدائرة لتشمل المجتمع والدولة تتضح لنا الصورة ونتيقن عمل المختصون من الخبراء والمستشاريين الذين ينظمون ويجدون الحلول والبدائل في تنظيم اقتصاد بلدانهم .
فمكاتب المستشارين والخبراء الاستراتيجيين تكون دائما بالقرب من مكتب رئيس الدولة فهو يرجع لهم ويستشارهم في الشاردة والواردة .
فالدول التي تستثمر مواردها وتكون صادراتها اكثر من وارداتها فهي تعيش حالة من الاستقرار والرفاهوبالتالي تسخر مواردها البشرية للتنمية الاقتصادية والقضاء على البطالة وتسخر الفائض من الاموال في مشاريع مربحة ولاتعتمد على مورد واحد مثل مايحصل في العراق فقد توقفت المعامل والمصانع والزراعة وبقى الاعتماد على مورد البترول الذي شهد هبوط كبير وحاد في الاسواق العالمية .
ان موازنة الدولة تعتمد على 95 بالمئة منها على البترول الذي هبط سعر البرميل الى 30 دولار وهو هبوط حاد واذا استمر هذا الهبوط الى فترة طويلة فانه سيشكل احراج على الدولة وقد يجعلها لاتستطيع
تامين رواتب الموظفين والمتقاعدين ،، فلو كانت هناك خطط استراتيجية بعيدة المدى لاستفادت الدولة من اسعار البترول عندما وصل سعر البرميل الى 70 دولار واذ دخرت فائض المبالغ لهذا اليوم .
ان تدهر اسعار البترول في الاسواق العالمية اثر سلبا في اسواق البورصة على جميع الدول ومنها العراق وولد ذعرا وهلعا وخوفا لدى اصحاب القرار السياسي .
ولابد من السعي لايجاد مصادر اخرى تكون رافدا وداعما بجانب مصادر البترول يمكن استخدامها لاعانة ايرادات البلد ومنها على سبيل المثال الاستفادة من استثمار الغاز ومشتقاته الاخرى وتصديرها ،، الاستفادة من منتجات البتروكيمياويات ،، عمليات نقل النفط الخام ،، تصدير منتجات الكبريت والفوسفات .
وهناك امور اخرى كثيرة داخلية وخارجية لو استغلت وفعلت لكانت توفر ايرارادات اخرى منها تفعيل السياحة وخاصة السياحة الدينية وما لها من موارد تحل جزء الازمة ،، تفعيل الخطوط الاسطول الجوي ،، تفعيل المنافذ الحدودية .
اما الايرادات الداخلية فهناك دوائر ايراداتها السنوية تساوي ميزانية بعض الدول ومنها موارد امانة بغداد ،، المرور العامة ،، دائرة الضرائب العامة .
ان انخفاض اسعار البترول هي درسا بليغا لاصحاب القرار من الساسة لاعادة النظر بشكل جدي ومخلص واخذ خطوات فعالة والاستفادة من هذه الطاقة وتنشيط الاقتصاد العراقي .
العراق فيه الكثير من الموارد والطاقات البديلة ولاتهزة العواصف او التقلبات الاقتصادية والمالية التي
تحدث في العالم،، ولكن يحتاج الى المخلصين من ابناءه للنهوض به الى بر الامان ويطبقوا هذه المقول الاقتصادية ( الفلس الابيض ... ينفع في اليوم الاسود ) وهذا هو اليوم الاسود قد حل واثر على اقتصاد بالعالم .
https://telegram.me/buratha