المقالات

السايكسبكوية الجديدة  

1473 2020-04-17

🖊ماجد الشويلي

 

يرى بعض المحللين أن للولايات المتحدة الامريكية ومعها اسرائيل، نزعة جديدة باتجاه تقسيم المنطقة من جديد، على انقاض  تقسيم سايكسبيكو المشؤوم.

وعلى هذا الاساس انصبت توقعاتهم وهي مبنية على معطيات بالطبع بأن التقسيم هذه المرة ، سيأتي عبر أقلمة العراق تمهيدا لتقسيمه على اساس عرقي .

ورغم أن لهذا التوجه من يؤيده ويحث عليه في الادارة الامريكية والكيان الصهيوني الغاصب ، إلا أن كلا الطرفين يعلمان جيدا ،ان لهذا التوجه خطورته بالغة على الكيان الصهيوني والمصالح الامريكية عموما . فضلا عن كونه بالنسبة لها خسارة لوجود انظمه عميلة للمنظومة الغربية تتمتع بدولة مركزية ذات ثقل اقليمي مدعوم بمقدرات وثروات كبيرة مسخرة لخدمة الغرب .

وعليه فان  معالم السايكسبيكوية الجديدة برأيي تتلخص بما يلي:

🔘 إن تقسم المنطقة وبالاخص العراق يؤدي بالنتيجة لولادة دولة شيعية جديدة لاتختلف عن ايران بشئ ، ان لم تكن اقوى منها بالمقدرات والثروات ، بل ومن الراجح انها ستكون امتدادا للجمهورية الاسلامية وتغلغلا لها وسط الجزيرة العربية .

الامر الذي سيتيح لهذه الدولة الاشراف على مضيق باب المندب وقناة السويس على حد سواء

🔘 اقلمة العراق تعني بالضرورة أن دومنوية آيزنهاور ستصل بهذه الاقلمة الى المنطقة الشرقية في السعودية ، وهي البقعة الغنية بالنفط وديمغرافيتها الشيعية.

مايعني أن ارتباط المنطقة الشرقية بالجنوب العراقي (الاقليم الشيعي) أمر لامفر منه ومن خلاله بايران

🔘 اليمن سيكون هو الاقرب لتلك الدولة الشيعية الكبرى او الاتحاد الشيعي . وهو ماسيتسبب بشلل كامل لبقايا مملكة آل سعود إن بقي منها شئ .

بل سيكون سببا لانهيار المنظومة الخليجية بالكامل أمام هذا الاتحاد الجديد (الاتحاد الشيعي)

🔘أكثر الانظمة العربية تضرراً هو النظام الاردني الذي يقتات على موائد الدولة المركزية في العراق منذ 1921

وهذا ما لن يحصل عليه في ظل حكومة الاقاليم بالعراق وبزوغ الاتحاد الشيعي الكبير .

🔘من المؤكد أن تركيا ستطالب بالموصل بمجرد تطبيق الاقلمة في العراق لان تنازلها عن الموصل كان مشروطا بوحدة الاراضي العراقية حسب اتفاقية انقرة لعام 1926

🔘 من المؤكد أن المنطقة كلها ستصاب بزلزال التقسيم لكن التقسيم بمجملة سيعزز من تمركز الجمهورية الاسلامية في المنطقة ويجعلها في محاذاة اسرائيل

خلافاً لماتتوخاه اسرائيل من تقسيم المنطقة لحفظ امنها لمائة عام جديدة على الاقل

🔘سوريا ايضا ان لم تلتحق بالاتحاد الشيعي فانها ستكون قريبة منه بدرجة كبيرة فلها مع الشيعة في ايران ولبنا مصالح امنية ستراتيجية مهمة للغاية تتعلق بامنها القومي فضلا عن اسهام الشيعة بالابقاء على سوريا موحدة

🔘 لذاك فان  خيار امريكا واسرائيل سيظل هو السعي لتعميق وتجذير الانقسامات المجتمعية على اسس عرقية وطائفية . لما لذلك من اثر بالغ بالابقاء على دول المنطقة مثخنة بجراحها وآلامها دون ان تلتفت للخطر المحدق بها من اسرائيل.

وهذا الانقسام يمكن البناء عليه لتقسيمات جغرافية اخرى متى اقتضت الضرورة

🔘إن اسرائيل تدرك جيدا أن مشروع اسرائيل من النيل الى الفرات لايعني قضم الارض بالضرورة ؛ وانما التهويد الاقتصادي والسياسي لها ، وهو الذي سياتي بمنافع الارض واكثر من ذلك

🔘 لا اظن إن مسالة التلويح بأقلمة العراق حقيقية بل هي مجرد ممارسة للضغط على صناع القرار في الحكومة العراقية وخاصة الشيعة منهم .

🔘قد يقال أن الحديث هو عن أقلمة العراق وليس تقسيمه ؛ قلنا إن العراق بطبيعة تركيبته السكانية وموقعيته الجغرافية لايتحمل الاقلمة فالاقلمة في العراق تساوي التقسيم حتماً

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك