المقالات

خيار المقاومة مابين رأيين متخاصمين

1687 2020-03-16

🖊ماجد الشويلي

 

الكثيرون ممن نحترم رأيهم، ونقدر لهم حرصهم العالي ؛ على ضرورة حفظ أمن البلاد وتمتعها بخيراتها . لايرون صوابية انتهاج مسار المقاومة واشهار السلاح بوجه الامريكان في الظرف الراهن لعدة اسباب . يقف في مقدمتها واهمها على الاطلاق ، هو عدم قدرة العراق شعبا ومؤسسات وهو الدولة المنهكة على تحمل تبعات اعباء المواجهات العسكرية . وخصوصا مع دولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية.

وقبل استصدار الحكم النهائي والبت برجحان احد الرأيين على ألاخر ، لابد من وقفة تأمل ومقارنة بين الخيارين لتتضح الصورة بجلاء أكبر "وبالضدِ تعرف الاشياءُ"

▪️إن مفهوم المقاومة هو اوسع واشمل من حمل السلاح بوجه المحتل الغاصب.

فهناك مقاومة سياسية، وثقافية ،وأقتصادية ،وأمنية وغيرها.

وقد يقال أن العمل على انجاح العملية السياسية وبناء مؤسسات الدولة بشكل رصين هو نوع من افضل انواع المقاومة في العالم ،وعليه شواهد كثيرة . وهذا صحيح

لكن السؤال المهم هنا هل أن سير العملية السياسية ماضٍ بنسق مقاوم أم أنه يعزز من تبعية البلاد للاحتلال ويخضعها له أكثر ؟

قطعاً أنه لايحمل ملمحاً واحد من ملامح المقاومة ، ومضي مايقرب من عقدين من الزمن دون أن تبرز هذه الحقيقة يكفي أن يكون دليلا قاطعاً على صحة ما ذهبنا اليه

من كون النظام السياسي والعملية السياسية ليست في وارد المقاومة

▪️من يعرف قابلية الاحتلال الامريكي على تطوير اساليبه بالهيمنة على الدول واخضاعها لارادته،  عليه أن يتذكر بان اليابان التي وصلت لمستويات من التطور مرموقة جداً لازالت محكومة الارادة للولايات المتحدة ولازالت القواعد الامريكية فيها ،وعليها ان تدفع الجزية لادامة هذه القواعد كل عام

ولو كان التقدم والاستقرار السياسي هو الشرط الاساسي للمقاومة لكانت اليابان اولى الدول بهذا الامر .

والمفارقة أن الصين التي كانت محتلة من اليابان ومتخلفة عنها كثيرا  ناوءت امريكا وقاومتها سياسيا واقتصاديا وهاهي اليوم تفوق اليابان وتتقدم عليها بل على وشك تزعم قيادة العالم

▪️إن البعض يضرب أمثلة بالتطور الحاصل في البلاد الاوربية ولايلتفت الى أن اوربا قاومت الاحتلال النازي وهي في اشد الظروف واقساها ولم تنتظر لحين استقرار انظمتها السياسية لتفكر باتخاذ قرار المقاومة

▪️من الواضح أن العراق قد تمكن بالفعل من طرد الاحتلال الامريكي من خلال المقاومة نهاية عام 2011 وكانت العجلات المفخخة حينها تبطش بالعراقيين وتحصد ارواحهم والنظام السياسي وهن الى حد بعيد وكانت المقاومة ضعيفة وامكانياتها جدا محدودة والجيش الامريكي والتحالف الدولي باوج قوته وقدرته فمن المؤكد أن العملية الان ايسر مما مضى بكثير .

▪️البعض يغفل أو يتغافل عن كون المقاومة مسألة شرعية وأن الاحتلال كلما استمرت اقدامه الثقيلة بوطء ارض العراق كلما ساهم بتغيير انماط العيش والسلوكيات ومنظومة القيم بنحو سئ

▪️منهم من يطالب قوى المقاومة بنزع سلاحها وحصره بيد الدولة وهو أمر ضروري بظاهره بغض النظر عن النواياً لكنه يعجز عن تقديم ضمانات بطرد الاحتلال وليس له من خطوة او برنامج ولاحتى كلمة يدين بها الاحتلال وتدفع به للتعجيل بالرحيل إن لم نقل العكس بان مواقفهم تتماهى مع الاحتلال وترحب به

▪️لايوجد أحد بامكانه تحديد سقف زمني محدد لاستقرار العملية السياسية حتى يمكن للمقاومين تأجيل مشروعهم ريثما تصل الامور لغاياتها في العملية السياسية

▪️  لابد أن نعترف ونمتلك الشجاعة للمجاهرة بأن امريكا وضعت يدها على مراكز الطاقة في العراق وخصوصا البترول وليس بامكان احد من السياسيين رفع يدها عنه ، هذا اذا ماقلنا بان بعض الجهات السياسية النافذ تتواطأ معهم في ذلك

▪️إن الكلام عن موقف وطني واحد تجاه الاحتلال ضرب من الخيال حتى على الصعيد السياسي وقد رأينا ردود الافعال المنددة بقرار البرلمان الملزم للحكومة بالعمل على اخراج القوات الامريكية

▪️الامر الذي يدعو للعجب هو أن بعض المطالبين بالتخلي عن نهج المقاومة كانهم قد اصابهم الصمم ولم يسمعوا كلام الرئيس الامريكي الذي نفى أن يكون للعراق حق السيادة وأنه مجرد بلد يمتلك البترول وهو جاء لحلبه ليس الا

▪️لماذا لا يستحضر البعض ألامثلة القريبة والمشرفة للمقاومة في لبنان والتي تمكنت من هزيمة الجيش الاسرائيلي وتحرير الارض هناك بامكانيات  بشرية ومادية محدودة جدا قياسا بما يمتلكه العراق وفي ظل ظروف قاسية جدا يمر بها لبنان وشعب المقاومة

وآخر هذه الامثلة ماحصل مع طالبان التي ارغمت امريكا على الانسحاب من افغانستان مرغمة وحتى الرئيس ترامب اشاد بشجاعتها في الدفاع عن افغانستان

هذا بغض النظر عن موقفنا العقائدي والفكري من طالبان

▪️من المهم أن يعرف الجميع أن هدف المقاومة هو التعجيل ببناء العراق لا هدمه وتعطيل بنائه

▪️لايبدو أن الامريكان قد بنوا منشأة خدمية او اقتصادية وعمدت المقاومة لهدمها حتى نقول بانها عطلت بناء العراق

▪️إن الشرائع السماوية والقوانيين الوضعية الدولية والمحلية تجيز المقاومة للشعوب بنحو ليست ملزمة فيه بموافقة الدولة كما ورد في المادة 2من اتفاقية مؤتمر لاهي 1907

▪️الشعوب المقاومة شعوب محترمة وينظر لها العالم بفخر واعتزاز والشعوب الخانعة يتم الازدراء بها ويسخر التاريخ منها

▪️كيف يمكن بناء العراق وامريكا تعترف بانها وراء تشكيل داعش والقاعدة

فمن يضمن انها لا تشكل تنظيما ارهابيا آخر لاجتياح العراق

▪️كيف يمكن الاعتماد على العملية السياسية وهي لم تتمكن من بناء القدرات العسكري بشكل معتبر وامريكا تمنع من تسليم حتى الطائرات التي تعاقدنا معها لشرائها

▪️المشكلة تتعلق بالفهم الخاطئ للمقاومة فبعض يراها عسكرية فقط وبعضهم يرى انها بالضد من العملية السياسية بينما هي في الواقع سندا لها وقوة . وكذلك ينبغي أن تكون العملية السياسية داعمة للمقاومة ؛

وخلف الاثنين شعب مقاوم !!

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك