يوسف الراشد
لايختلف اثنان بان للاعلام دور فاعل وحساس في التعامل مع الاحداث في السلب والايجاب وخلق واثار الرعب والخوف وزرع وزعزعة صفوف العدو وحسم الكثير من المعارك لصالح طرف دون طرف اخر وعند الرجوع للتاريخ القديم او التاريخ الاسلامي او حتى التاريخ الحديث تشاهد ان الكثير من الدول او المدن او الجيوش التي كسرت شوكتها او هزمت في المعارك والحروب كان للاعلام دور فعال وحازم في انكسارها.
وكان البعض منها يستسلم وتتاسر افواج والوية كاملة دون الدخول في معارك او اشتباكات فعلية ولنا في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية خير شاهد من احداث وكيف استخدم الحلفاء الخدع والتضليل وبث الاشاعات في صفوف العدو قبل بدء المعارك واسقاط واستسلام مدن كاملة قبل اجتياحها.
وهذا الحدث او الفعل لم يقتصر على المعارك العسكرية فقط بل يشمل جميع مجالات الحياة المدنية الاخرى صغيرة كانت ام كبيرة في البييت او في المدرسة او في الدائرة او في المدينة وحتى يصل ويشمل دول كاملة فاستخدام الاشاعات ونقلها او نقل المعلومة بشكل خاطىء او تضليلها من خلال شخص واحد او من خلال مؤسسة اوجهة او تواصل اجتماعي او وسائل الاعلام الحديثة يخلق ما يخلق من هلع ورعب وذعر بين الناس والمجتمع ويحسم الاحداث.
واليوم نشاهد كيف تعاملت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي مع حالة اسمها ( فايروس كورونا ) فاستثمرت بعض وسائل الاعلام والمرئيات هذا الحدث للتهويل والتضخيم بحجة السبق الاعلامي في نشر الخبر وكيف عمل ما عمل من اسقاط اقتصاد دول وتراجع الانتاج العالمي واثر على اسعار النفط في الاسواق العالمية وبث حالة الرعب والخوف بين الناس وسرعة وكثرة انتشار الاصابات في الدول بهذا الفايروس.
والبعض من هذه الوسائل الاعلامية مسيسة تعمل لجهات ومخابرات دولية اما في الطرف الاخر فهناك وسائل اعلامية ملتزمة بثت ونشرت الارشادات والنصائح للناس وحجمت انتشار المعلومة الخاطئة وساهمت مع الفرق الصحية في المستشفيات لارشاد الناس بعدم التجمعات والاختلاط والتقبيل ووزعت الكمادات والارشادات التوضيحية واللالتزام بالارشادات الصحية وخففت من وطأة انتشار المرض بين الناس والتوخي الدقة في نقل الاخبار المتعلقة بالمرض وحذرتهم من مطلقي ومروجي الاشاعات الكاذبة وتقديمهم الى القضاء والابتعاد عن الاحصاءات المضللة التي تهدف الى خلق فوضى يستفيد منها اصحاب النفوس الضعيفة لزرع الخوف والهلع في نفوس المواطنين.
وضرورة التعاون مع الملاكات المختصة والالتزام بالارشادات الصحية للحيلولة دون انتشار الفيروس كما وتخذت الكثير من الدول حزمة إجراءات وقائية لمحاولة احتوائه فمنها من قررت تعليق سفر المواطنيها والبعض الاخر فرضت غرامة مالية على كل من يخفي معلومات صحيحة عن صحتهم لدى دخول البلاد.
كما وعلقت بعض الدول الدروس العلمية والبرامج والمحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن في جميع المساجد حتى إشعار آخر وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات وتخفيض دوام موظفي الدولة الى 50 بالمئة ومنها من علق جميع الرحلات الخطوط الجوية كالإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار الفيروس.
وبعضها اغلقت حدودها مع الدول المجاورة لها كما ولاننسى دور الحوزات العلمية ومراجع الدين الذين اوقفوا اقامة صلاة الجمعة كخطوة احترازية وحث الناس على عدم التجمع والاختلاط وغلق الاماكن المقدسة في كربلاء والنجف لاشعار اخر كلها هذه الاجراءات تصب في مصلحة الناس لتحجيم انتشار المرض ويبقى للاعلام دور حازم وفعال ذو حدين سلبي وايجابي في التعامل مع الاحداث.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha