🖊ماجد الشويلي
الدين :
يقول الشهيد محمد باقر الصدر (رض)
عقب ذكر الاية الشريفة((واقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ولكن اكثر الناس لايعلمون))
⭕️أن الدين من شؤون الفطرة الانسانية
⭕️أن هذا الدين (الاسلام ) وهو دين التوحيد الخالص هو وحده القادر على ايجاد نمط بشري تحفظ وتنظم فيه المصالح الفردية والاجتماعية معا
اما الاديان الشركية والارباب المتفرقة فهي نتيجة للمشكلة ولذا لايمكن ان تكون هي الحل لها
لانها وليدة دوافع ذاتية املت على الناس اديان الشرك طبقا لمصالحهم الشخصية المختلفة
⭕️ان الدين الحنيف الذي فطرت الانسانية عليه يتميز بكونه دينا قيما على الحياة !
((ذلك الدين القيم )) وهو قادر على التحكم بها وصياغتها في اطاره العام .
واما الدين الذي لايتولى إمامة الحياة وتوجيهها فهو لايستطيع ان يستجيب استجابة كاملة للحاجة الفطرية في الانسان (1)
وهنا يبدو لي من خلال استقراء جملة من النصوص القرآنية والنبوية ان حكمة الله عز وجل قد اقتضت نظم المجتمعات البشرية في نسق ابوي تنصيبي من عنده سبحانه ،شرع به منذ أن اولَدَ الانسانية كلها من نبي مرسل هو (آدم )ع ليمارس من خلال موقعيته هذه الدورين معاً (النبوي،والابوي)
وليستمر هذا النسق بسنخية واحدة يرافق بها قافلة البشرية الى مآلاتها النهائية.
ولعل هذا ما يفسر لها كيف رهن المجتمع الجاهلي مرتكزاته الذهنية ومقدساته بآراء الاباء .
وجرياً مع ما الفوه من عاداتهم وعباداتهم جاء القرآن مستنكرا للقداسة النسبية الصرفة حين تتعارض مع الفطرة السليمة.
ومذكرا لهم أن لو ثمة تفاخر وشرف بالانقياد للاباء في الاعتقاد لكان ذلك الشرف من باب اولى هو بالانقياد لابراهيم ع فهو الاب الاكبر نسبيا وسببيا
((ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل)) 78الحج
فالقرآن لم يعمد القرآن لنسف النسق الابوي ودوره في البنية الاجتماعية بل على العكس جاء ليرسخه ويعيد بناءه على القواعد الابراهيمية الحنيفية كما رفع ابراهيم قواعد البيت الحرام وجعله ((مثابة للناس وامناً))
((واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل))127البقرة
ومن هنا نجد ان منظومة التشريعات والاحكام الفقهية اولت مقام الاب وان كان على جاهليته مكانة مميزة
فقد حرم الزواج بما نكح الاباء الا ماقد سلف
((ولاتنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ماقد سلف))22النساء
وسمح لزوجة الابن ان تبدي زينتها امام الاب
((ولايبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آباء بعولتهن))
واما في المأثور عن النبي (ص)
فقد قال ((انا وعلي ابوا هذه الامة ))
وهذا هو المنهج النبوي جاء ليحطم الاصنام التي صنعت من حجر ووضعت داخل الكعبة ليقبل حجرا آخر بل يأمر بتقبيله (الحجر الاسود) ويضعه على باب الكعبة المشرفة
🛑 اما على الصعيد الاقتصادي
فان موقف نبي الله شعيب عليه السلام من قومه يندرج في معالجة عدة جوانب اجتماعية
🔷الجانب الاقتصادي؛وعلى حد تعبير الشهيد محمد باقر الصدر أن الدين بوصفه اطار للتنظيم الاجتماعي والاقتصادي قادر على ان يوفق بين الدوافع الذاتية والمصالح الخاصة من ناحية والمصالح الحقيقية العامة للمجتمع(2)
🔷في الجانب المعنوي يبدو ان نبي الله شعبب قد ادرك العلة التي حالت دون اصغاء قومه لكلامه وانصياعهم لارشاداته وتوجيهاته وتحذيراته ؛وهو الخطيب المفوه والتي تمثلت بالاثر الوضعي الذي تركه التطفيف واكل المال الحرام على نفوس قومه وذهنياتهم .
فاكل الحرام يصك الاسماع ويخرس الضمير ويعمي البصيرة
وماجرى على شعيب هو عين ماجرى على الحسين ع في عرصات كربلاء فبرغم ما يتمتع به الحسين ع من بلاغة وبيان منقطع النظير مدعما بالمؤثرات الحسية كارتدائه لثوب وعماته جده رسول الله (ص) وحمله لابنه الرضيع مستسقيا له
الا انهم كانوا يجيبوه
ماذا تقول ياحسين نحن لانفقه ماتقول ؟!!
اما الحسين ع فكان تشخيصه
((ان هؤلاء قوم ملئت بطونهم حراما))
...............................
المصادر
(1) الشهيد الصدر /اقتصادنا
(2) نفس المصدر
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha