🖊ماجد الشويلي
نحن نتكلم كثيرا عن عنق الزجاجة هذا ونرمز به لحالة الضيق والاحتقان السياسي وهو من التعابير المجازية وليس الحقيقية كما هو واضح . ولذا سنقوم باستصحاب هذا المعنى المجازي ونسقط عليه بعضاً من تأملاتنا بعين التفحص الدقيقة.
وبعد أن امعنا النظر في عنق الاحتقان السياسي الحالي والمتعلق تحديدا بمسالة تمرير حكومة محمد توفيق علاوي
وجدنا مايلي
🔘اولاً : أن الجمهورية الاسلامية وبعد أن رأت بان الحراك الشعبي الاخير كان يستهدفها بشكل مباشر سواء على مستوى اطلاق الشعارات (ايران بره بره) او على مستوى حرق قنصلياتها في المحافظات الشيعية قد قررت النأي بنفسها عن مناكفات تشكيل الحكومة وعدم التدخل بتشكيلها لامن قريب ولا من بعيد.
ومن الواضح أن لغياب الشهيد الحاج قاسم سليماني اثر واضح في هذه المسألة رغم ان غيابه ليس السبب الاساس في هذا التوجه الاخير
🔘ثانياً: أن ايران ادركت بأن عددا كبيرا من المتظاهرين هم من التيار الصدري وحتى شعار (ايران بره بره) يردده الكثيرون منهم.
والسبب أن الجمهور العام من التيار الصدري مقتنع بان ايران تتدخل في الشأن العراقي وانها تدعم بقية القوى الشيعية على حساب استحقاقاته الانتخابية والسياسية بوصفه التيار الشعبي الاكبر في الوسط الشيعي. وحين تسحب يدها من تشكيلة الحكومة فانها قد تسهم بترميم علاقتها مع التيار وترطب الاجواء بينها وبينه
في ظل التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة بعد اغتيال الشهيدين السعيدين الحاج سليماني والمهندس (رض) وقرار العمل على اخراج امريكا من غرب أسيا
تكون ايران احوج من اي وقت مضى لتعزيز علاقتها بالتيار الصدري
وهذا ما اكده السيد مقتدى الصدر في لقائه بقناة الشرقية قائلا ((ان الايرانيين ابلغوه بانهم لن يتدخلوا في تشكيل الحكومة )) مايعني الضوء الاخضر لتشكيل حكومة التيار الصدري
🔘ثالثاً : إن التيار الصدري بمايمتلكه من ثقل برلماني وزخم شعبي قادر على تسمية رئيس الحكومة ودعمه لتمرير كابينته الوزارية بالتحالف مع الفتح حلفاء ايران الذين وضعوا في صدارة اولياتهم العمل على تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي باخراج الولايات المتحدة من المنطقة .
كما ان التيار الصدري لايجد ضيراً في الوقوف الى جانب تحالف الفتح في هذه المسالة مالم يزاحموه على رئاسة الوزراء ولذلك وجدنا زعيم التيار الصدري أكد مرار على تأجيل خيار المواجهة مع الامريكان لحين استنفاد السبل الدبلماسية والسياسية .
🔘رابعاً : المفارقة أن الكتل السياسية المناوئة لايران والتي كانت ترى أن التيار الصدري هو الوحيد القادر على الوقوف بوجه ايران وجدت فيه ايران انه الوحيد القادر على كبح جماح التظاهرات الموجهة ضدها والوقوف بوجه القوى المعاديه لها
دون أن يكلفها ذلك شئ سوى أنها تترك الحبل في العراق على الغارب ودون ان تستثير المرجعية الدينية حولها او تسبب لها حرج ما .فأين ما امطرت سحب المفاوضات فان خراجها للمكون الاكبر بكل الاحوال.
🔘 خامساً : إن اولوية ايران في الظرف الراهن هو حسم الصراع لصالح محور المقاومة في المنطقة، والتيار الصدري مؤدلج على هذه الرؤية وامريكا تمثل له العدو العقائدي منذ الشهيد الصدر الثاني (رض) الذي اطلق شعار (كلا كلا امريكا) وهذا يكفي لان تجد ايران ضالتها فيه ولا تجعل من مسألة تشكيل الحكومة المؤقتة حائل بينهما خصوصا وان هناك انتخبات قريبة يفترض أن تكون منصفة للجميع وتفرز احجام القوى بصورة صحيحة
🔘سادساً: من خلال تصريحات وتغريدات السيد مقتدى الصدر نستشف أنه بات داعماً للحشد ومؤيدا لبقائه لانه ادرك بان الحشد قوة ضرورية للحفاظ على أمن البلد وأنه لن يتحول الى منافس او مناوئ سياسي له ، وهو ايضاً لايريد الدخول مع الحشد في صراعات جانبية ليس فيها مصلحة لاحد الا اعداء العراق
🔘سابعا: إن المرجعية الدينية لن تقف عائقا امام اي استحقاق يناله التيار الصدري مادام وفقا للسياقات الدستورية ومتماشيا مع مطالب المتظاهرين
وهذا ما يفسر لنا كيف أن التيار الصدري اوكل مهمة اختيار محمد علاوي للرئيس برهم صالح للتاكيد على انه يتماشى مع رغبة المحتجين ومهما كان فان الدستور مع التيار الصدري فيما لو اراد التحاكم مع الفرقاء وفقاً له كما في المادة 76
وهو ما لاتعارضه المرجعية الدينية كما بدا واضحاً عند تكليف السيد علاوي وأن احتفظت لنفسها بملاحظات معينة
🔘ثامناً: إن التيار الصدري أكثر الجهات السياسية شغفا بالخروج من عنق الزجاجة ولذا نحن نصدق السيد الصدر حين قال اختيار محمد علاوي هو خيار الرئيس برهم صالح لكنه يدعمه لان التيار الصدري واثق من نفسه بانه الكيان السياسي الوحيد القادر على جني ثمار قانون الانتخابات الجديد بصيغة الدوائر المتعددة لقدرته التنظيمية العالية وحضوره الشعبي الفاعل
🔘تاسعاً :إن ايران تدرك أن اعادة ترميم علاقتها مع التيار الصدري سيضمن لها ضبط الاوضاع في المحافظات الشيعية فيما لو انهارت العملية السياسية لاسمح الله .
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha