علي عبد سلمان
لا ارى مشتركا بين قطر وباقي دول الخليج والجزيرة العربية اذ من مصلحة قطر ان لا تتصالح السعودية مع ايران كي لا يطاح بمنفذها الاقتصادي والسياسي الذي تمثله ايران فايران هي الضد السياسي والاستراتيجي للسعودية وموقف قطر لا يختلف كثيرا عن الموقف التركي
ثانيا اعتقد ان جلفاء السعودية امريكا والغرب
لا يجدون في التذرع السعودي قولا مبهما بل اعتقد انهم يدركون تمام الادواك انها تستخدم مفردات فضفاضة لكي لا تقترب من التفاهم على قاعدة لا خاسر ولا غالب فاذا كانت ايران قوية بذاتها فيمكن للسعودية ان تكون اقوى بحلفائها من وجهة نضرها
ان جذر الخلاف السعودي الايراني هو جذر عقائدي فالسعودية التي انفقت من اموالها مبالغ طائلة ومن دماء ابنائها في دعم الغرب من خلال تبني الدفع باتجاه تاسيس القاعدة في وقت كانت فيه ايران منشغلة بتضميد جراحها النازفة في الحرب التي دفعت السعودية وربما جميع دول الخليج بصدام لاشعال اوارها وكان لها متسع من الزمن لاحراز النصر لصالح امريكا والعرب ليحصلوا على المكافاة في تحييد مصر من القيادة الرمزية للعرب تحت يافطة القومية لتحل السعودية كبديل عنها وكان الانسب للسعودية ان تاتي بديلا تحت يافطة الاسلام في عالم اسلامي ذي غالبية سنية وبذا سيكون طيف قيادتها اوسع من الطيف المصري خاصة وانها رصدت اموال هائلة لنشر بدعة الوهابية في الاوساط السنية عالميا وهي لهذا في غنى عن بروز قوة تختلف معها عقائديا وتلتزم مباديء الاسلام بشكل صارم وبالتالي ستكون ندا فاضحا على الاقل بسلوكه الذي يحضى بالمصداقية بمعنى انه متطابق في الشعار والسلوك الاسلاميين وهو ما ادى ويؤدي الى تشويه صورة السعودية كبلد راعي للاسلام وهي البضاعة التي تتاجر بها ولنتصور هنا لو ان ايران غائبة عن المشهد اما كانت السعودية قائدة العرب بالشكل الناصري على خلفية دينيةلذلك فان السعودية سوف لا ولن ترتضي القبول بان تذهب اموالها ودماء شبابها الوهابي التي اريقت تحت سرفات الدبابات السوفيتية انذاك
اما الموقف الامريكي فانه لم يعمل على اخراج الاتحاد السوفيتي من معادلة الصراع في الشرق الاوسط وتاليا من عمووم الصراع بمعناه القائم على ثنائية القطب لتاتي ايران لتكون حجرة العثرة في طريها الذي ينتهي بهيمنة هانئة على قلب الارض
وهي لا تريد الدخول في مع ايران بشكل مباشر ما دامت السعودية توافق على خوض هذا الصراع لتحقيق عدة اهداف منها
اولا ان كل من السعودية وايران بلدين اسلاميين وبالتالي يدق الاسفين الذي يحول دون بلورة موقف اسلامي موحد ازاء القضايا الاسلامية المركزية كفلسطين او سوق اسلامية مشتركة او هيئة امم اسلامية او او او
ثانيا العمل على تحويل الصراع الى عداء مستحكم يمكن خلاله تحويل وجهة العداء من الكيان الصهيوني الى ايران خاصة وان السعودية حققت انتشارا وهابيا في اغلب المجتمعات الاسلامية السنية وبالتالي فان ذلك يصب في مصلحة الامن القومي للكيان الصهيوني
ثالثا ستكون السعودية ودول الخليج متهافتة على السلاح الذي تنتجه المصانع الامريكية
رابعا هذا الصراع القائم على اسس عقائدية سيكون سببا دائما لخلخلة الاوضاع في المنطقة وهو دائما في صالح امريكا
اما ما يتعلق بباكستان فما تفضلت صحيح الى حد ، فقد ساندوا السعوديين في حرب اليمن من خلال الدخول في التحالف
الا انهم اعتدوا حساباتهم حين ادركوا الثمن الذي ستطالب به السعودية في ان تقف باكستان خلفها في الطابور الامريكي وهو ما لا يرضيها فهي دولة نووية ثم انها شاهدت ان السعودية لا تدخل بالحروب الا من خلال محاربين بالنيابة ما يقلل اهميتها في حرب كالحرب المحتملة بين الهند وباكستان لذلك رايناها اسحبت من التحالف السعودي
نعم كانت دوافع الامارات هو تحقيق اكبر قدر ممكن في القرار السعودي الذي سيكون متحكما في منطقة خالية من ايران بصورتها الحالية واعتقد ان انها تدرك انها لا تمتلك المقومات السعودية من المساحة والتعداد السكاني والمشاعر المقدسة لذلك كانت اهدافها محددة بالجانب الاقتصادي وتامين مواطيء قدم هنا او هناك وهي تساند السعودية على خلفية فكرة العقل والعضلات فتصورت انها تمثل العقل فيما تمثل السعودية العضلات اما الموقف من الاخوان فانه واضح الاسباب فبعد ان القت الامارات القبض على خلية اخوانية تستهدف قلب نظام الحكم فيها فذهبت الى الحد الاقصى في اجتثاث الفكر الاخواني في اي دولة تصل يدها اليها وهو ما راينا من فعلها في مصر وليبيا والسودان (بلدان الاسلام السني) اما موقفها في العراق فياتي في سياق مساندة الموقف السعودي الذي يرى في معادلة الحكم في العراق وجها اخر لايران كما انها تسعى لتغذية العداء الايراني السعودي والذهاب اكثر بانجاه التطبيع لعل كل ذلك يجعل من ايران هدفا لتحالف تقوده امريكا وربما تكون نتيجته مشابهة لما جرى في العراق وعندئذ سيكون بمقدورها استعادة الجزر التي بيعت لايران في اوائل سبعينيات القرن الماضي اما موقف نتنياهو وجاريد كوشنر وبومبيو فهو موقف يتعلق بالدور الاساسي لايران فيما اطلق عليه بمحور المقاومة الذي يتبنى العداء للكيان الصهيوني وللسياسات الامريكية بشكل علني
اما ما يتعلق بالغزل الاماراتي تجاه ايران فلا اعتقد انه يتعلق بسياسة مسك العصى من الوسط ليتمكنوا من الميل صوب القوة الراجحةلانهم يعلمون ان ايران تصنفهم كعدو واعتقد ان مبعث هذا الغزل هو لاتقاء الدخول المباشر في الصراع ما دامت السعودية قد دخلته
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha