🖊ماجد الشويلي
لقد تميزت الثورة الاسلامية في ايران بخصائص فريدة مكنتها من الاحتفاظ بموقع الصدارة والتفوق على كل ثورات العالم .
وستظل هذه الخصائص والعناصر مثار جدل وبحث عميق للساعين لسبر اغوارها والوقوف على ماهيتها الحقيقية ، اولمعرفة مكامن القوة والصمود فيها . وليغترف من يغترف من معينها الصافي الذي لا ينضب كلٌ بحسبه .
وسنحاول هنا الوقوف على واحدة من ابرز النقاط التي تمتعت بها هذه الثورة المجيدة
وهي ((القيادة )) المتمثلة بمفجر الثورة الاسلامية المباركة الامام الخميني (رض)
والذي اعتقد جازما أن كل من حاول التعمق بدراسة شخصية هذا العالم الثائر سيصل الى ماوصلنا اليه من الجزم بأنه كان سيفجر الثورة الاسلامية حتى ولو لم يكن الشاه ظالما ومستبداً وعميلا لامريكا واسرائيل .!!
نعم انا اعتقد ومن خلال فهمي لشخصية الامام الخميني (رض) انه كان سيسعى لتفجير الثورة الاسلامية في ايران ولو لم يكن هناك مشرد واحد او جائع واحد او معتقل واحد في ايران .
أعتقد انه كان سيسعى لاقامة الحكومة الاسلامية في ايران حتى وإن كان حال ايران كحال اليابان في التقدم والتطور ، ذلك لأنه كان يفهم الاسلام بنحو عجيب وعميق جدا ويعتقد أن تكليفه يحتم عليه التضحية بكل شئ مهما كان عزيزا او باهض الثمن كي تقام حكومة العدل الالهي .
كما قال في كلمته المشهورة(( الاسلام يعني ان نضحي جميعا حتى يتاح تطبيقه))
فهمه للاسلام جعله يشعر بأن مسؤوليته العمل على انقاذ جميع المستضعفين في العالم وتحطيم عروش الطغاة الجبابرة .
فهمه للاسلام جعله لايأبه للمخاطر ولايكترث للتهديدات مطلقاً .
بل إن فهمه للاسلام كان يقوم على اساس أن عدم السعي لتحقيق حكومة العدل الالهي ذنب عظيم يحاسب عليه المسلم فكيف بالعلماء ؟!!
وكذلك كان عمقه بادراك معنى الثورة مميزٌ جدا وفريد للغاية ، فالثورة التي تقوم على اساس ردات الفعل للاضطهاد والظلم فحسب ، لايمكن التعويل عليها بشكل كامل وهي عرضة للانحراف ، فكم من ثورة قامت على هذا الاساس وسرعان ما تبوأ المظلومون مقاعدين الظالمين ((وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ)) ابراهيم ع (45)
أما الثورة التي تأتي عبر ألايمان بضرورة العمل على تحقيق ارادة الله سبحانه وتطبيق شرائع دينه واوامره ونواهيه فهي منتصرة وان لم يكتب لها الظفر على عدوها كما كان يقول؛
((أن الهزيمة لمن كانت الدنيا منتهى آماله ، أما المرتبط بالله فانه لايهزم))
نعم هذه المعايير التي توفر عليها القائد روح الله بنظرته للثورة، كما ان الشعب الايراني كان له فهمه المميز والخاص لمعنى الثورة ودوافعها وغاياتها . وبالطبع لم يأت هذا الفهم اعتباطا او دفعة واحدة لولا العمل الدؤوب والمثابرة الجادة والتضحيات الجسام التي قدمها الامام الخميني والعلماء الذين التحقوا بركب ثورته ، ولولا الوعي والثقافة الاسلامية الاصيلة التي غرسها الامام في وجدان الشعب الايراني حتى بات مستعدا للثورة ومتهيئا لها وإن كان مرفها في حياته لانه التحم مع قيادته وزعامته الروحية وتكامل معها بنحو يندر وجود مثيل له .
ولذا حينما ثار ثار لاجل الاسلام , وضحى لاجل الاسلام، ودافع عن ثورته بشكل مذهل منذ اليوم الاول لانطلاقها حتى الساعة . ولو كان همه ومطالبه علفية فحسب ، لما خرج في كل مناسبة للتاكيد على تمسكه بثورته والتفافه حول قيادته في ظل حصار خانق وغلاء في المعيشة وتهديدات بالحرب والدمار .
انها اذا الثورة المتكامل المستمدة معنايها وقيمها من قيم الاسلام المحمدي الاصيل
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha