يوسف الراشد
على الرغم من الملابسات والخروقات والتصرفات السيئة والغير منضبطة التي رافقت العملية الاحتجاجية في ساحات الاحتجاج والمظاهرات المليونية التي خرجت منذ اربعة اشهر وحتى يومنا هذا وهي تطالب بالاصلاح وتحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والخدمية والترفيهية للشعب العراقي الا ان من حسناتها انها ضغطت على القوى السياسية وعلى البرلمان باتخاذ العديد من القرارات ومنها قرار التصويت بالاغلبية على انهاء التواجد العسكري للقوات الاجنبية في العراق باستثناء وتخلف المكونين السني والكردي اللذان عارضا هذا القرار وقد ابلغ السيد عادل عبد المهدي جميع القطعات العسكرية العراقية وجميع الوحدات عدم طلب العون والمساعدة من القوات الامريكية في عملياته القتالية ضد تنظيم داعش الارهابي.
وهذا بحد ذاته مؤشر على جدية العراق في اعادة النظر بخصوص العلاقة الستراتيجية مع الامريكان كما وقامت الحكومة العراقية ممثلة بوزير الخارجية بالتوجه بنحو عاجل الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وتقديم الشكوى ضد الولايات المتحدة الامريكية التي ارتكبت الكثير من الانتهاكات والخروقات الخطيرة لسيادة وامن العراق والمتمثلة بضرب مواقع وثكنات الحشد الشعبي واخرها كان في مدينة القائم وادى الى سقوط الشهداء والجرحى واستهداف موكب الشهيد ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي وقد صوت مجلس النواب العراقي في 5/1/2020 بالاجماع والزم الحكومة العراقية عدم طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وانهاء التواجد الاجنبي على الاراضي العراقية ومنعها استخدام الاراضي او الاجواء العراقية لاي سبب كان.
وبالفعل فقد بدا الانسحاب التدريجي لهذه القوات وهذا مااكدته لجنة الامن والدفاع النيابية في البرلمان العراقي بان القوات الامريكية قد بدات فعلا تغادر الاراضي العراقية وانسحبت من 15 موقع وقاعدة عسكرية باستثناء قاعدتين عسكريتين الاولى في محافظة اربيل والثانية هي قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار.
وان الامريكان يمارسون الضغط والمماطلة من اجل الاصرار والتمسك على البقاء في هذه القاعدتين ولكن الضغط والاصرار الجماهيري والشعبي على البرلمان العراقي بتشريع قانون الغاء اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات الامريكية وهذا سيسرع ويسهل من انسحاب ماتبقى من جميع القواعد التي يتواجدون فيها .
ولكن السؤال الذي يدور في مخيلة الكثير منا هل ان الامريكان بعد هذه التضحيات والخسائر التي قدموها في العراق وبعد هذا النموذج السيء والتجربة الفاشلة للديمقراطية جادون بالانسحاب من العراق ام هو تكتيك ومراوغة وخدعة يمارسونها لتضليل الراي العام والايالم القادمة كفيلة بكشف هذه النوايا .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha