🖊ماجد الشويلي
لاغنى لكل دولة في العالم تتطلع للازدهار والرقي والقوة والمنعة عن طبقة المنظرين والمفكرين الذي يرسمون لها هويتها وفلسفة وجودها كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وفلاسفتها كفولتير الذي انتقد الظلم والاستبداد ومونتسكيو الذي طالب بفصل السلطات وجان جاك روسو الذي طالب بالحرية والمساواة .
او الولايات المتحدة التي اشرف على تاسيسها مفكرون ومنظرون كتوماس جفرسون
وهكذا بالنسبة للصين وتاثير ماوتسي تونك الفكري عليها ، والجمهورية الاسلامية في ايران التي قامت على اساس فكر الامام الخميني والشهيد المطهري وغيرهم من العلماء
كل تلك الدول المهمة والمؤثرة وغيرها من بلدان العالم يقف على راسها منظرون يجلهم الشعب ويقدر لهم انجازاتهم الفكرية ويسير بهدي ما يرسمونه لهم .
الا اننا نشهد امرا غريبا في العراق تمثل عقب احتلاله من الولايات المتحدة 2003 بالتنكر للمنظرين والتنصل عنهم بل وازدرائهم والاستخفاف بما يطرحون .
وقد شاهدنا كيف يتندر عوام الناس حينما يتحدث المفكر وينظر لامر ما ويصفون كلامه بحسب اللهجة العامية (بالتسفيط) او كما يعبرون احيانا بذات اللهجة (هذا بس حچي) وكأن عليه أن يمسك المعول او المجرفة ويحرث في الارض ؟!!
متناسين أن الفطرة الانسانية اودعت بالناس ملاكات نفسية وقابليات مختلفة وان قوام المجتمع يعتمد على التنوع في التخصصات والقابليات والا ماكان له ان يستمر .
فكما نحن بحاجة للبقال والفلاح وسائق الحافلة والطبيب كل في مجاله فنحن ايضا بحاجة للمنظر والمفكر الذي يتقن التامل والتمعن بالاشياء ويفرز بينها بدقة
وهو امر في غاية الاهمية ولايجدر الازدراء به بحال .
وكما اننا بحاجة للمحلل السياسي الذي يفكك الحدث نحن بحاجة ايضا للمفكر الذي يصنع الحدث
ولقد ساهمت الولايات المتحدة من خلال اعلامها الناقم على المفكرين سيما الاسلاميين منهم وعبر اعلامها المضلل بتوهين مقامات المفكرين وشجعت على الاستخفاف بهم فضلا عما قامت به مخابراتها من تصفيات جسدية لخيرة العلماء والمنظرين والمفكرين من ابناء العراق كالشهيد الحكيم والشهيد عز الدين سليم وغيرهم لعلمها بقدرتهم على تقويض مشروعها الاستكباري في هذا البلد.
وما ذاك الا لاجل ان تمرر ثقافاتهم دون مصدات وعراقيل ليتم غرسها في اذهان الاجيال الصاعدة في هذا البلد وتقطع صلتهم بماضيهم وارثهم الحضاري الاسلامي والثقافي
أعتقد اننا بحاجة لاعادة الثقة بالمنظرين والمفكرين ليتمكنوا من تقديم نتاجاتهم الفكرية من جديد لنقضي على هذا التصحر الفكري الذي بات يعم ارجاء المجتمع
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha