🖊ماجد الشويلي
إن نقطة الخلاف الجوهرية في هذا البلد والتي تفرعت ونجمت عنها كل الخلافات الاخرى ؛ تكمن بتحديد الموقف من المشروع الامريكي في هذا البلد ،وبقية المنطقة . وإن تمظهرت الخلافات وتجلت باشكال وصور ظاهرها سياسي والدفاع عن الحقوق المكوناتية واخرى نزاعات حول المكتسبات والامتيازات الحزبية.
فان اسها ومنطلقها هو الاحتلال والمشروع الامريكي ، ويدخل في اطار ذلك بعض اجتهادات وتشخيصات بعض الزعامات السياسية في تحديد كيفية التعامل مع هذا التحدي الامني والسياسي الكبير ، الذي رأى البعض مداهنته ومماهاته بشكل علني واخر رأى مقاومته على الصعيد السياسي ، والبعض قرر مقارعته ومجابهته العسكرية استنادا لحق الشعوب في الكفاح المسلح لطرد المحتل بحسب كافة القوانين والاعراف والتشريعات الاممية .
ومن جملة الذين اختاروا مجابهة الاحتلال ومنازلته عسكريا هو السيد مقتدى الصدر واتباعه الذين ابلوا بلاءً حسنا في تلك المعارك وكان لهم اسهام واضح في زعزعة اركان التواجد الامريكي في العراق.
ورغم ان السيد الصدر اختار الولوج في العملية السياسية وخوض غمارها بكل مافيها من آفات وعلل وتبعات غير حميدة ، حاله حال بقية التشكيلات السياسية الاخرى . الا انه على الصعيد الشخصي وعلى صعيد المرتبطين به سياسيا وشعبيا ظل متمسكا بمبدا رفض الاحتلال ومنهج المقاومة . وغدت هذه الحيثية صبغة وسمة للتيار الصدري بل ثقافة له.
وفي المقابل سعت الولايات المتحدة الامريكية لوصم كل من يعارض مشروعها الاستكباري في العراق والمنطقة على انه تابع لايران وعميل . لا لشئ الا لان ايران تحمل لواء المقاومة لامريكا والصهاينة على مستوى العالم والمنطقة .
وقد حاول الصدر ومن خلال تتبع خطواته المتعلقة بالجمع بين مواقفه السياسية الرافضة للاستكبار وضمها لما سلف من مواقف عسكرية في التصدي للاحتلال ، أن يؤكد على استقلالية قرار المقاومة ووطنيته .
لكن وعلى مايبدو أن امريكا وسعيا منها لالحاق التهمة بكل من يعارض سياستها جندت اعلامها المسموم والمرتزقة من الاقلام الضحلة للنيل من السيد مقتدى الصدر عقب تقاربه مع بقية اخوانه من فصائل المقاومة وقرارهم الموحد في تنظيم المسيرة المليونية المطالبة بطرد الاحتلال . ظنا منها وتوخيا لثنيه عن موقفه هذا والايقاع مجددا بينه وبين فصائل المقاومة .
ولكن وعلى مايبدو _ولله المنة اولا وآخرا في ذلك _فان اللحمة بين قوى المقاومة جميعا في هذا البلد وخارجه ستزداد شكيمة وعزما واصرارا على طرد الغزاة من ارض المقدسات والمنطقة عموما.
وعليه فان الواجب الاخلاقي يلزمنا جميعا الوقوف بوجه الهجمة الاعلامية الشرسة التي يتعرض لها السيد الصدر بالدرجة التي يوجب علينا تعزيز موقفه القاضي بضرورة جلاء القوات الاجنية من العراق .
وها نحن فيها ...
المقاوم يضبط انفعالاته النفسية وسلوكياته اكثر من ضبطه لاصبعه وهو يضغط على الزناد ...
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha