علي عبد سلمان
عندما بعث الله الأنبياء وأنزل الشرائع جعل لها أهدافاً كبرى لا تتعلق بفرد أو جماعة ولا تخص فلاناً أو فلان بل هي للمصلحة العامة التي تعمّ الدنيا بأسرها
والأهداف الكبرى حمل ثقيل لايمكن أن يحملها فرد واحد بل ولا مجموعة من الأفراد , وقد تحتاج تلك الأهداف الى الملايين من العاملين المخلصين لكي يتمكنوا من حمل هذا الثقل وتحقيق هذا الهدف وهؤلاء الملايين يختلفون في الطباع والأفكار والرؤى والقيادات
وهنا كثيراً ما يخطئ العامل الإسلامي فتدفعه أهواؤه وذوقه أو حميته وانتماؤه لأن يتخذ موقفاً يسيء أحياناً للهدف الكبير بسبب حبه لقيادته أو حبه لحزبه أو أو
فقد تتصدى مجموعة من المسلمين لهدف كبير سامٍ يريده الإسلام قبل غيرها . . هنا باقي المسلمين عليهم أن ينصروا ويؤيدوا هذه الثلة وإن كانوا يختلفون معها بمسائل أخرى
وفي مثل هذا الموقف تنبعث في نفوس باقي الجماعات العاملة خواطر غير صحيحة منها :
أن يقول أحدهم لونصرت فلاناً سيتسجّل العمل باسمه وسيُحتسب له
أن يقول لن أنصر فلاناً لأني أختلف معه بكذا وكذا
بل البعض يحاول إفشال غيره من العاملين كي لا يتفوقوا
هذا النوع من التنافس ليس تنافساً أخروياً هذا لا يريده الله ورسوله هذا ليس إخلاصاً للإسلام بل إخلاص لفلان وفلان.
الله ورسوله يريدون من المؤمنين أن يكونوا كالبنيان المرصوص لا تفرقهم الأذواق ولا تهدم عملهم الأهواء والحزازيات الشخصية
أحبتي . . .
إذا تصدّى فلان للهدف الكبير الذي يريده الله منّا علينا أن لا ننظر للمتصدي الذي نختلف معه , علينا أن ننظر للهدف الذي يريده الله . . علينا في حمل هذا الثقل أن نضع يدنا بيد المتصدي لوجه الله حتى إن لم نكن على وفاق معه علينا أن لا ننظر أننا ننصر فلاناً أو فلان إنما ننصر الله من خلال فلان
هذا المبدأ وغيره من المبادئ يفتقر لها الكثير منّا فتكون مواقفه مغايرة لما يريده الله بل حتى لا يستطيع أن يفهم ما يُراد منه بشكل صحيح حتى وإن جاءه التوجيه بذلك , فستصده أهواؤه , ستصده حميته لفلان أو فلان
هنا سيخسر هذا المسلم العامل لله روحيته الإسلامية إلهية وستكون روحيته فلانية دنيوية
طبعاً هنا يعاني بعض القادة الواعين من عدم إدراك هذا الأمر من قبل أتباعهم فترى القائد يدرك أهمية الهدف الإسلامي الكبير وضرورة التوجه لحمله كائناً من كان المتصدي لكن الأتباع لايدركون ذلك .
في العمل الإسلامي لا يوجد مكان للـ (أنا). . ليس للـ (أنا) الصغيرة المتعلقة بالشخص فحسب وإنما حتى للـ (أنا) الكبيرة الـ (نحن) المتعلقة بالتيار أو الحزب أو الحركة أو أي مجموعة أو رابطة
في العمل الحقيقي والذي يباركه الله حقاً وينصره تذوب الـ (أنا) وتذوب (نحن) ويبقى (الإسلام) فحسب
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha