ضياء ابو معارج الدراجي
من الواضح جدا ان المرجعية الدينية في النجف عندما تطلق بيان يكون هدفها واضح جدا لا يحيد ولا يتغير مع تغير الوقت مثلا من ما تم ذكره اليوم في الخطبة الثانية الفقرة اولا .
(أولاً: إنّ المرجعية الدينية تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لما يمسّ هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة، وللمواطنين كامل الحرية في التعبير ـ بالطرق السلمية ـ عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضرورياً لصيانة السيادة الوطنية بعيداً عن الاملاءات الخارجية.)
حيث تبين المرجعية في هذه الفقرة انها مبادئها الاساسية هي احترام سيادة البلد لذلك كانت هذه الكلمات تعبر عن تاييد المرجعية للتظاهرات المليونية التي جرت هذه اليوم ضد قوات الاحتلال الامريكي لانتهاكات السيادة العراقية كما دعت المرجعية الى استقلال القرار العراقي والحفاظ على وحدته ارضا وشعبا وهذا رفض قاطع من المرجعية لمشروع بايدن وبعض الاطراف العراقية التي تدعوا الى الانفصال وتقسيم العراق الى دوليات طائفية وتكتلات تقسم الشعب اولا وتقسم الارض ثانيا كما انها اعطت كامل الحرية للشعب بالتعبير عن رأيه سلميا في ما يخص توجهاتهم بهذا الشأن اي السيادة الوطنية بعيدا عن الإملاءات الخارجية يعني لا يمكن لطرف عراقي ان يحدد ابقاء القوات الامريكية وتدخلاتها بالشؤون العراقية وسيادة العراق وحقه بالتعاقد مع من يشاء من دول العالم حسب مصلحة البلد واغلبية الشعب الذي خرج اليوم مطالب بخروج القوات الامريكية ورفض تدخلها في الشؤون العسكرية والاقتصادية والسياسية للبلد .
ونحب ان ننوه الى مذكرة التفاهم الصينية التي لاقت قبول شعبي وسياسي عراقي واسع مع رفض امريكي وتحريك اذرعها لنشر الفوضى في البلد للضغط على الحكومة العراقية لإلغاء تلك المذكرة .
ــــــــــــــــــ
قراءة في ايجازات المرجعية الجمعة ٢٤ كانون الثاني ٢٠٢٠ ـ الحلقة الثانية
ضياء ابو معارج الدراجي
تكلمنا سابقا عن الفقرة اولا للمرجعية والان لدينا الفقرة ثانيا وثالثا وهي عبارة عن توجيهات للساسة الحاليين والحكومة الحالية والبرلمان الحالي والشعب ومتظاهري ساحة التحرير لحل الازمة وهنا نعيد نص الفقرتين
(ثانياً: تؤكد المرجعية الدينية ايضاً على ضرورة تنفيذ الاصلاحات الحقيقية التي طالما طالب بها الشعب وقدّم في سبيل تحقيقها الكثير من التضحيات، وترى ان المماطلة والتسويف في هذا الأمر لن يؤدي إلاّ الى مزيد من معاناة المواطنين واطالة أمد عدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلد.
ثالثاً: إنّ تشكيل الحكومة الجديدة قد تأخر طويلاً عن المدة المحددة لها دستورياً، فمن الضروري أن يتعاون مختلف الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف وفق الأسس التي أشير اليها من قبل، فانّه خطوة مهمة في طريق حلّ الأزمة الراهنة.
إنّ المرجعية الدينية تدعو مرة أخرى جميع الفرقاء العراقيين الى أن يعوا حجم المخاطر التي تحيط بوطنهم في هذه المرحلة العصيبة وأن يجمعوا أمرهم على موقف موحد من القضايا الرئيسة والتحديات المصيرية التي يواجهها، مراعين في ذلك المصلحة العليا للشعب العراقي حاضراً ومستقبلاً، والله ولي التوفيق. )
المماطلة التي تقصدها المرجعية ليست للساسة والبرلمان فقط بل هي للاخرين ممن يرفضون كل مرشح تطرحه الكتلة الاكبر الرافضين في ساحة التحرير والمدعومين من قبل متنفذين في الدولة العراقية تصل الى الرئاسات الثلاث دون تحديد تستخدمهم كوسيلة لرفض مرشحي الكتلة الاكبر تسويفا ومماطلة لإجبار كل الاطراف بقبول من يوالي قوات الاحتلال الذي خرق سيادة العراق والذي رفضته المرجعية في فقره اولا من خطبتاها الذي ذكرناه في حلقتنا الاولى من هذه القراءة .
لذلك جاءت الفقرة ثالثا لتاكد ان المرجعية تريد من الساسة الحالين والرئاسات الثلاث والبرلمان الحالي ان تتوحد للخروج من الأزمة الحالية حسب الاسس التي حددتها المرجعية سابقا وهي تطبيق الدستور وتكليف مرشح الكتلة الاكبر لحكومة مؤقتة تشرف على انتخابات مبكرة ذات قانون انتخابي عادل ومفوضية انتخابات جديدة يختار فيها الشعب ممثلية بصورة شفافة بعيدا عن تهديد السلاح وقوة المال، والحكومة الجديدة المنتخبة هي المكلفة بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب من تعينات وخدمات واتفاقيات تصب في صالح الشعب حاليا ومستقبلا وليس الحكومة المؤقتة.
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha