ضياء ابو معارج الدراجي
خلال انتخابات عام ٢٠١٤ وبروز نتائجها بتشكيل حكومة بعيدة كل البعد عن الاستحقاقات الانتخابية وتسليم راس الحكم لشخص لم يحصد سوى ٨٠٠ صوت انتخابي وصعد كنائب للبرلمان بأصوات رئيس كتلته فقدنا الثقة بالعملية الانتخابية لكن احداث سقوط الموصل وصلاح الدين والانبار بيد داعش قبلنا بتلك الحكومة وقلنا انها حالة استثنائية لوجود حدث استثنائي يهدد البلد برمته ويهدد كل العملية السياسية الحديثة وبرغم من معارضتنا لحكومة العبادي التي تشكلت في تلك الفترة دعمنا قواتنا المسلحة والحشد الشعبي لغرض دفع خطر اكبر من الالتفاف الخطير الذي حدث على نتائج الانتخابات .وبعد القضاء على داعش واعلان النصر واقتراب الانتخابات التشريعية الجديدة لاختيار برلمان وحكومة جديدة وحالة الامن التي طغت على كل مناطق العراق بداء الحركاك للترويج للبرامج السياسية للمرشحين و اجراء انتخابات ٢٠١٨ وبغض النظر عن ما شابها من تهم فساد وتزوير وحرق صناديق تم اعتماد نتائجها لكن المشكلة التي اعترضنا عليها هي اختيار رئيس حكومة ووزراء ليسوا ضمن مرشحي الإنتخابات حيث تم اختيار شخصية لم تشترك او ترشح في الانتخابات ولم يحصل على صوت واحد وكل فعاليته السابق هي الاستقالة من المناصب التي كلف بها هنا انعدمت الثقة نهائيا بالانتخابات التشريعية وفقد الناس الامل من ان يصل مرشح الاغلبية لرئاسة الحكم وكنا منذ تشكيل الحكومة الحالية برئاسة عبد المهدي من المنتقدين لها والمعترضين على قرارتها لكونها حكومة غير شرعية وغير منتخبة من غالبية الشعب وعندما انتفض الشباب ضدها في شهر تشرين عام ٢٠١٩ شاركنا معهم لازاحة هذه الحكومة وطالبنا باجراء انتخابات مبكرة يكون اختيار رئيس الوزراء بالانتخاب المباشر للشعب وليس من قبل مجلس النواب وجرى ما جرى من أحداث لم تكن خفية على الشعب في التظاهرات وتاكدنا من ان هذه الحكومة على زوال ثم حدث ما لم يكن بالحسبان حيث تغير شعار التظاهرات وخطابه الى شعارات كانت تغض مضاجعنا في الثمانينات وطلبات كانت تقتل اهلنا وترسلها الى مصيرهم المجهول ،شعارات كان يطلقها البعث الصدامي عام ١٩٨٠ ضد ايران وتبعيت ايران في العراق شعارات كان يقتل بها المواطن العراقي الشيعي ويسجن ويهجر وتصادر امواله المنقولة وغير المنقولة بحجة تبعية ايراني شعارات لم يسمعها من ولد في التسعيين ولا الالفين ولا يعلم معناها ولا يعرف عنها شيء ، كانت سيارة الرفاق البعثية في تلك الفترة تدور في ازقه الشوارع وهي تغني باسم البعث وتشتم تبعية ايران ومن لا يخرج من داره ويصفق يعتبر عميل وتجد الرفاق بزيهم الزيتوني يداهمون داره ويعتقلونه هو واولاده البالغين وتكون تلك اخر لحظاتهم مع عوائلهم.
شعارات ارجعتنا ٤٠ عام الى الوراء وللاسف اخذ بترديدها شباب ولدوا في التسعينات والالفينات لم يعرفوا المعنى الحقيقي لها وطرقت مسامعهم لاول مرة تلك الشعارات انذرتنا بعود البعث من جديد لكن تلك العودة اذا حدثت لن تذر ولن تبقي شيعي واحد في العراق بعد كل تلك الحسرات الذي ذاقها البعث خلال ١٦ عام من فقدانه الحكم .
هنا توقف كل شيء اما البعث واما حكومة غير شرعية فكان القبول بالحكومة الغير شرعية اهون من السماح للبعث ان يعود من جديد فالشباب الحالي من اعمار ١٥ الى ٣٠ عام لم يذوقوا حكم البعث ولا اساليبه ولا طرقه في القتل والقمع والتعذيب لذلك كان علينا نحن من عشنا تلك الفترة العصيبة ان نفتح أعينهم ونروي لهم عن ذلك الوحش الذي يريد ان يعود باسمهم حتى يقضي على ابائهم اولا ثم عليهم ثانيا وهو مشهور بتلك العمليات حيث كانت قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي الاولية شيعية من الجنوب لكن تم تصفيتهم بسبب مذهبهم المشترك مع ايران باعتبارهم ايرانيون او تبيعية ايرانية والبعث شعاره امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة لا يمكن ان يتواجد فية ايراني او تبعي ايران او ذيل ايراني هكذا كان تفكيرهم وعملهم وحجتهم بقتل كل شيعي قائد في حزبهم فما بالكم بالشيعة العادين الغير متحزبين فكان التنكيل ضدهم تحت شعار ان لم تكن معي فانت عدوي اي اذا لم تنتمي للبعث فانت ضد البعث وعليك ان تقتل او تسجن او تهجر الى ايران ذات المذهب الشيعي. واخر مرحلة تصفية للحزب هي التي قام بها صدام حسين وقتل رفاقة في قاعة الخلد عام ١٩٧٩ واستلم الحكم في العراق .
لذلك اصبحت من الضروري ان نعمل على تميز المتظاهر الحقيقي عن المتظاهر البعثي فالمتظاهر المطالب بالخدمات والتعينات والحلول الوطنية يختلف تماما عن المتظاهر الذي يهتف برا برا ايران ويتهم اخية وشريكة بالبلد بالذيل الايراني والتبعية المذهبية ويضرب القوات الامنية ويهاجم الحشد الشعبي ويتهمة بالتبعية الايرانية ويحرق دوائر الدولة ويمنع التعليم ويقطع الطرق ،وقبل ان انهي مقالي اقول نحن متمسكون بما ذكرته المرجعية الدينية بوضعها خارطة طريق في حل الازمة والخلاص من الحكومة الغير شرعية بقانون انتخابات عادل وانتخابات مبكرة تعيد ثقة الشعب بالعملية الانتخابية والسياسية ومنع عودة البعث من جديد للتسلط على البلد ومقدرات البلد وارواح الناس بعيدا عن الهتافات الطائفية التي تفرق الشعب وتهدد وحدة البلد.
https://telegram.me/buratha