المقالات

تأملات بخطاب الامام الخامنئي الاخير

1616 2020-01-18

 

🖊ماجد الشويلي

 

 

   إن النظر والتأمل بمفردات خطاب القائد الخامنئي  اليوم من على منصة صلاة الجمعة في طهران ؛ بغية تحليله وسبر اغواره ، بمعزل دون الالمام بما يحيط بالخطاب من ظروف وملابسات ،يفقدنا الكثير مما يجدر بنا فهمة ومعرفة مغازيه .

ولذا فان حضور القائد ليؤم المصلين بصلاة الجمعة بعد ثماني سنوات من آخر صلاة له فيها فان ذلك يعني

 اولا : أن القائد حرص على الظهور امام الامة وجه لوجه باشرف يوم في الاسبوع وهو يوم الجمعة . بما يحمله من دلالات روحية ومرتكزات فكرية ، لها علاقة بالظهور المقدس لصاحب الامر عج  عند جميع المسلمين .

ثانيا : إن اختياره لمشافهة الامة عبر الصلاة فيه معاني كثيرة يقف في مقدمتها أن صلاة الجماعة مظهر من مظاهر الوحدة والتلاحم بين افراد الامة وهو الاساس في الاستعداد لمواجهة المستكبرين

ثالثا: حرص القائد على توجيه خطابه للشعوب العربية بلغة القرآن ، يرمز لتكريم الشعوب العربية واحترامها . وفيه اشارة على ان جغرافيتها تشكل الميدان الرئيسي للمواجهة الحاسمة ، وان هذه الشعوب بارثها الحضاري الاسلامي وماتعانيه من ويلات الهيمنة والغطرسة الامريكية، واغتصاب جزء مهم من اراضيها ومقدساتها ينبغي لها ان تكون سباقة في التصدي لطرد الوجود الامريكي من المنطقة وهي قادرة على ذلك

رابعا:بدا الامام الخامنئي وكأنه يحمل غصن الزيتون بيده الاولى  ليقدمه لشعوب المنطقة وخاصة العربية منها ، ويدعوهم للتكامل والتعاضد على كل المستويات وفي اليد الاخرى يحمل السلاح ويوجه لصدور الاعداء  ، وهو يتوعدهم بمصير اسود فيما لو فكروا بالبقاء في المنطقة .

خامسا: يبدو لي أن اختيار الامام الخامنئي لذكر الايات التي وردت على لسان موسى ع وهو النبي الذي يؤمن به المسيحيون واليهود والمسلمون على حد سواء ، وينتخب الاية التي يدعوه الله فيها لتذكير  قومه (بنو اسرائيل )بايام الله لايقتصر  فيها مراد الامام الخامنئي على تذكير ابناء الامة الاسلامية  فحسب ، وانما لاجل تذكير اليهود والمسيحيين على حد سواء ، بانهم كانوا ضحية الطواغيت( وخاصة اليهود وما واجهوه من الفراعنه ) الذين ينبغي عليهم أن يكونوا رافضين للظلم و متصدين لمقارعة المستكبرين ، لا ان يتحولوا هم الى طغاة وجبابرة يستعبدون الشعوب ويمتصون خيراتها

سادسا : أكد القائد الخامنئي أن يوم شهادة الشهيدين الكبيرين الحاج سليماني والحاج المهندس (رض) هو يوم من أيام الله فلابد أن يؤرخ له ، ويوضع له تقويما زمنيا خاصا  يبدأ فيه العد العكسي لخلو المنطقة من الوجود الاجنبي الى الابد ببركة دماء هذين الشهيدين  

سابعاً: ذكر القائد أن خصائص وعناصر قوة المتغطرسين من الامريكان واذنابهم تكمن بامتلاكهم ناصية التقنيات والتطور التكنلوجي ،  اضافة للماكنة الاعلامية الهائلة والمكر والخداع السياسي .

لكن دول المنطقة تمتلك ماهو اقوى من ذلك بكثير شريطة ان تتوحد مواقفها وتندمج قدراتها وتستحضر المد الالهي الذي لاياتي دون الاستقامة والالتزام بقيم الدين الاسلامي

ثامنا: نفى الامام الخامنئي مايسمى الحروب بالوكالة واوضح ان الشعوب تشهد نهضة قيمية وتنامي في الوعي الذي يرفض الغطرسة الامريكية .وما دور ايران الا انها بصمودها وصلابتها حفزت عند هذه الشعوب روح المقاومة والثبات واضحت أُنموذجا يحتذى به

تاسعاً : كان يبشر في كلامه بقرب انبلاج فجر  حضاري جديد على الامة وهذا الفجر مرهون بالقضاء على اسباب الفرقة ،ولم يرهن ذلك بالعلماء وحدهم بل كان يراه مسؤولية كل ابناء الامة

عاشرا : ظهور مصطلح غرب آسيا بقوة ليحل محل مصطلح {الشرق الاوسط }الذي يشير ضمنا الى مركزية اوربا للعالم وتابعية الاقاليم الاخرى له كالشرق الادنى والاقصى والاوسط .

ومصطلح الشرق الاوسط مصطلح استعماري النشأة ،  والثورة الاسلامية في ايران ترفضه لما فيه من معنى التبعية للغرب ولاتستعمله في ادبياتها السياسية.

وهاهو الامام الخامنئي اليوم يؤكد على ان القرار الجدي قد اتخذ بضرورة اخلاء منطقة غرب اسيا من المستعمرين الجدد (التواجد العسكري الامريكي)

الحادي عشر : اشار الى أن الحرس الثوري تتسم خطواته بالتثبت والتروي والصبر وكأنه يرد على من قلل من اهمية الضربة وظن بانها نهاية المطاف

الثاني عشر: اكد الامام الخامنئي أن هذه الضربة اولية مايعني أن ايران تتحين الفرصة  لانتقاء الزمان والمكان المناسبين لتوجيه الضربة القادمة ولا وجود للحرب بالوكالة

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك